وسط ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية، عقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في جدة، أمس، قمتهم التشاورية نصف السنوية السادسة عشرة برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي لاقت جهود سموه في حلحلة الأزمة اليمنية إشادة واسعة.وعقب جلسة مغلقة بمركز الملك عبدالله الدولي للمؤتمرات في جدة استمرت ساعات عدة، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، في مؤتمر صحافي مشترك، عن اتفاق قادة ورؤساء وفود دول المجلس الست، على جملة من الرؤى الاقتصادية والعسكرية، شملت تشكيل هيئة عليا رفيعة المستوى لتحقيق التكامل الاقتصادي وتحديد اجتماع دوري لوزراء الدفاع وقادة جيوش دول التعاون لتنسيق المواقف في مواجهة التحديات الإقليمية.
وبحثت القمة، التي ترأسها الملك سلمان رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون، تقييم مسيرة العمل الخليجي المشترك وأزمات المنطقة، خصوصاً الوضع المتدهور في سورية والعراق وليبيا، وتهديدات إيران وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول الأخرى.كما بحث القادة خلال الجلسة ما تم إنجازه في إطار التكامل والتعاون بين دول المجلس وسبل تعزيزه وتطويره في جميع المجالات إضافة إلى التطورات التي تشهدها المنطقة والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
إيران والإرهاب
وأكد الجبير استمرار طهران في رعاية الإرهاب وزعزعة أمن الخليج، مشيراً إلى صعوبة إعادة العلاقات مع دولة تصر على تأجيج الصرعات بدعم وتدريب الميلشيات الطائفية في سورية والعراق واليمن وإرسال المتفجرات لتنفيذ اعتداءات بالخليج، فضلاً عن عدم التزامها بمبدأ حسن الجوار.وأوضح الجبير أن الأحداث الدائرة حالياً في كل مكان، أثبتت أن دول الخليج مصدر استقرار في المنطقة، مشدداً على أن السعودية ستفعل ما بوسعها لحماية أراضيها ومواطنيها».اليمن وسورية
من جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إن قادة دول المجلس أشادوا بجهود سمو الأمير لإنجاح المشاورات بين الأطراف اليمنية التي تستضيفها الكويت برعاية الأمم المتحدة.وإذ جدد الجبير الدعم للمشاورات اليمنية، شدد على أن الحل السياسي في اليمن هو المطروح رغم الخروقات، موضحاً أنه يجري على أساس المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الهادفة لإرساء السلام وتسليم سلاح الميلشيات والانسحاب من كل المدن. وأكد وزير الخارجية السعودي، أن «التدخل العسكري في سورية قائم في أي وقت ولكنه يحتاج لقرار دولي»، معتبراً أن «السعودية من أولى الدول التي تطالب بإرسال قوات دولية» لتحقيق السلام وإزاحة نظام بشار الأسد.المبادرة العربية
وفي الشأن الفلسطيني، أكد الجبير أن مبادرة السلام العربية، التي طرحتها السعودية عام 2002 وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، رغبته في إحيائها، لاتزال قائمة وإسرائيل تدرك ذلك، مؤكداً أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يختار منها ما يعتقد أنه إيجابي.وأعلن نتنياهو استعداده للتفاوض مع الدول العربية على تعديلات المبادرة، التي تعرض على إسرائيل الاعتراف بها مقابل إقامة الدولة الفلسطينية، حتى تعكس التغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة منذ 2002 مع الاحتفاظ بالهدف المتفق عليه بإقامة دولتين لشعبين.العمل الخليجي
وفي الشأن الخليجي، أشار الزياني إلى أن قادة دول المجلس، وفي مقدمتهم سمو الأمير، وإخوانه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب رئيس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، تابعوا تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك وما تم لإنجازه في إطار التكامل والتعاون وسبل تعزيزه وتطويره في جميع المجالات، إضافة إلى بحث التطورات التي تشهدها المنطقة والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.وأوضح الأمين العام، أن القادة ناقشوا توصيات وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون، وما أنجزوه في إطار التكامل والتعاون بين دول المجلس، وسبل تعزيزه وتطويره في جميع المجالات، مشيراً إلى أن القمة اعتمدت رؤية الملك سلمان لتعزيز العمل المشترك.(جدة- كونا، د ب أ)