أخبرينا عن تعاونك مع الممثل بديع أبو شقرا في رمضان المقبل.يجمعنا مسلسل درامي لبناني، أجسد فيه شخصية مختلفة جداً عن تلك التي أديتها في {قلبي دق}. أقدّم دور امرأة قاسية عاشت تجربة بشعة جعلتها تنتقم من الآخرين، ونكتشف في سياق الأحداث أسباب التحوّل في شخصيتها. بالنسبة إلى شخصية بديع، فيؤدي دور رجل يخفي سراً أثّر في أسلوب حياته وفي كيفية تعامله مع الآخرين. عموماً، لكل شخصية في المسلسل تجربتها الخاصة، وحزن لم تتخطاه انعكس على تصرفاتها وكيفية تعاملها مع محيطها، من هنا جاء عنوان المسلسل {مش أنا}.
هل تبررين إذاً سلوكيات بعض البشر في المجتمع؟نعم. ومن جهة أخرى، أُظهر أن غالبية الناس في مجتمعاتنا الشرقية يضعون قناعاً لإخفاء شر ما أو مأساة أو ضعف أو قساوة معيّنة، خصوصاً أنهم لم يعتادوا على إظهار طبيعتهم الحقيقية بتجرّد لأن ثمة خوفاً دائماً وميلاً إلى إخفاء حقيقتنا.ما سبب اختيارك أبو شقرا لمشاركتك البطولة؟رغبت في العمل مع ممثل قويّ وحقيقي في أدائه، وعندما كتبت الشخصية شعرت بأنها تليق به. وشاءت الظروف لحسن حظيّ أن يكون في لبنان لأتواصل معه ونتفق على تقديم المسلسل، فجاء في الوقت المناسب لأداء الدور.بدت شخصيتك في {قلبي دق} ضعيفة ومظلومة من مجتمع يميّز بين المرأة والرجل، فأي صورة ستقدّمين في {مش أنا}؟ سأكون شخصية ظالمة ومظلومة في آن.هل ستعوّلين على النجاح الذي حققه {قلبي دق} لجذب الجمهور إلى العمل الجديد؟لا يمكن إنكار أن النجاح الكبير الذي يحققه فنان ما يكون بمثابة جاذب أوّل للجمهور لاكتشاف جديده، ومعرفة ما إذا كان بالمستوى عينه أو أهمّ. لذا أظنّ أن نجاح {قلبي دق} سيشكّل باباً لحلقات المسلسل الجديد الأولى، فإمّا ينجذب الجمهور إلى العمل أو لا ينجذب.ألا يضعك هذا النجاح أمام مسؤولية كبرى؟أي نجاح يضعنا أمام مسؤولية كبرى، لأن من السهل منافسة الغير ولكن المنافسة الذاتية صعبة. من المؤكد أن {قلبي دق} وضعني أمام موقف صعب، لذا عليّ تقديم عمل بالمستوى عينه أو أهم. من جهة أخرى، أنا ممن يتبعون إحساسهم في الكتابة وهو الأصدق في الحياة، فعندما نستمتع في الكتابة يصل إحساسنا بسهولة إلى الناس.أعاد {قلبي دق} الثقة بمقدرة العمل اللبناني الصرف على منافسة إنتاجات رمضانية عربية مشتركة ضخمة، ما رأيك؟منحني ذلك شعوراً بالفخر كوننا استطعنا منافسة إنتاجات ضخمة، فضلاً عن فرحتنا في مكانة العمل المحلي وأننا نشكل جزءاً بسيطاً ممن يشدّون الدراما اللبنانية نحو الأعلى، وكأننا نحمل قضية نحارب لأجلها. ألا تؤيدين الإنتاجات العربية المشتركة؟طبعاً. من الجميل والجيّد تقديم هذا النوع من الأعمال من دون أن ننسى العمل المحلي أيضاً. نجاح {قلبي دق} في رمضان الماضي أثبت جماهيرية العمل اللبناني، ما حدا بمحطة {المؤسسة اللبنانية للإرسال} إلى شراء ثلاثة أعمال محلية رمضانية. كذلك تواصلت معي محطات عدّة لكتابة مسلسل رمضاني محلي، لكنني اخترت المؤسسة اللبنانية للإرسال كعربون تقدير على ثقتها فيّ العام الماضي.ألم تقلقي من تولي المخرج جوليان معلوف تنفيذ المسلسل في أولى تجاربه الدرامية؟ طبعاً قلقت في البداية قبل التعرّف إلى معلوف، إنما عندما اكتشفت أسلوبه في التخطيط والتحضير للعمل شعرت بأنه مخرج يدرك جيّداً ما يريد، وما رأيته حتى الآن في كيفية تنفيذ المسلسل جهد جميل جداً.أي جو سيطغى على المسلسل؟صحيح أن المسلسل تراجيدي وعميق لكنه سيتضمن بعض الإفيهات والشخصيات الخفيفة الظلّ التي ستموّه على المشاهد، وهذا ما يميّز كتاباتي لأنني أشعر بأن أي عمل درامي يحتاج إلى بعض المشاهد الطريفة. ينجز بعض الكتّاب المسلسل خلال تصويره فيعدّل في مسار الشخصيات وفق ردود فعل الجمهور، فهل ينطبق ذلك على أسلوب عملك؟لا أؤيد هذه النظرية، خصوصاً أن المسلسل الرمضاني يوميّ لذا لا يمكن التأخّر في تسليم الحلقات.
المجتمع والدراما
أي قضايا اجتماعية ستعالجين في المسلسل؟تطرقت إلى قانون الإيجارات في لبنان وطريقة تفكير الرجل بالمرأة الشرقية، وإلى أمور حياتية يومية ليست غريبة عن مجتمعنا، لذا سيجد أي مشاهد نفسه في مكان ما في المسلسل.هل أسلوب كتابتك عن شؤون حياتية يومية هو ما يحبّب الجمهور بأعمالك؟طبعاً. من الجميل أن يشكل العمل التلفزيوني مرآة للمشاهد، يرى من خلالها ما يحدث في بلده، كذلك يكتشف الأجنبي طبيعة حياتنا ويومياتنا ومشكلاتنا الاجتماعية. ما رأيك بمسار الدراما اللبنانية؟ثمة تفاوت في مستوى الأعمال. بعدما كانت الدراما تتجه صعوداً خفتت رهجتها في السنوات الأخيرة بسبب الأعمال العربية المشتركة التي يمكن تسويقها في الخارج على عكس الأعمال المحلية. في رأيي، نحتاج إلى تمويل أكبر لكل حلقة درامية وسنتمكن من منافسة أضخم الإنتاجات العربية.لماذا لا تكتبين بهوى عربي مشترك لتكرسي نفسك كاتبة درامية عربية؟لا أستبعد هذا الأمر، لكنني أفضل كتابة ما أستمتع فيه وما أسخّر له إحساسي وأتابع تفاصيله كلها لا الكتابة لمجرد الكتابة، لذا لا أجد أنني أملك الوقت لتقديم أكثر من عمل أو اثنين سنوياً.هل تشعرين بأنك من خلال أعمالك تساهمين في رفع الدراما اللبنانية؟أي عمل محلي ناجح يساهم في رفع الدراما اللبنانية، ولكن ذلك لا يتحقق من دون دعم الحلقة الدرامية مادياً لنتمكن من صناعة صورة قادرة على منافسة الأعمال العربية، لأن شروط العرض في الفضائيات تشمل التقنيات المستخدمة في التصوير.الممثلون... والشارة
ما يحول دون مشاركتك تمثيلياً في أعمال درامية لكتّاب آخرين؟أرغب في ذلك ولا مشكلة لديّ لأن ثمة كتّاباً أحبهم وأثق في أعمالهم، ولكن يجب أن اقتنع بالنص المعروض عليّ. كوني كاتبة، تجدينني انتقائية أكثر في خياراتي ويدفعني ذلك إلى ملاحظة تفاصيل صغيرة لا يراها ممثلون آخرون، لذا عندما يأتي العرض المناسب في الوقت المناسب عندها لا مانع من المشاركة.أي مستوى إنتاجي سنشهد في المسلسل؟لن يكون الأنتاج ضخماً بل مساوياً لما يحتاج إليه المسلسل. عانى {قلبي دق} ثغرات تقنية سواء في الصورة أو الصوت، ولكنها لن تشوب {مش أنا} ولن يشهد كذلك مشكلات تقنية لأن شركة الإنتاج وفّرت كل ما يلزم لتنفيذ المسلسل بالطريقة الملائمة. للمرة الثانية يكتب الفنان مروان خوري شارة مسلسلك ويؤديها، أخبرينا عن هذا التعاون؟سيؤدي شارة المسلسل التي ألفّها وسيصوّر معنا الجنريك. مروان خوري فنان ملك في مجاله الفني ولا يحتاج إلى شهادتي، وهو يفهمني كثيراً ويدرك ما أريد فيعطيني ما أحلم فيه. من يشارك في المسلسل؟رودريغ سليمان، ريتا عاد، اندريه ناكوزي، نوال كامل، طوني مهنا، لمى مرعشلي، سمارة نهرا، مارسيل جبور، مع الإشارة إلى أن الممثلين كلهم من خريجي معهد الفنون وليسوا دخلاء على التمثيل. حتى الشباب من المتخصصين، وأنا أفتخر بهذا الأمر.هل هذه رسالة دعم للمتخصصين في معهد الفنون؟ثمة موهوبون يدخلون إلى المهنة وآخرون غير موهوبين يدخلونها عنوة، لذا أعتبر أنني أقوم بلفته إلى أننا نريد أناساً يشبهوننا ويقنعوننا عبر الشاشة.هل شاركت في اختيار الممثلين؟اخترت بنفسي الممثلين كلهم.ولكن لا يُفسح في المجال دائماً أمام الكاتب ليختار الممثلين.صحيح، أحد الأمور الذي لا يشجعني على التعاون مع منتج أنه لا يفسح في المجال أمام الكاتب للتدخل في طاقم العمل، بينما حين أعمل بعقد مباشر مع المؤسسة اللبنانية للإرسال أختار بنفسي الممثلين، فلا يمكن أن أقدّم شخصية لممثل معيّن إرضاء له لأنه إذا لم يكن مناسباً للدور سيفشل المسلسل. هل عاد فيلم {قلبي دق} إلى سكّة التنفيذ؟كلا، لا يزال في موقع التأجيل.