إيران تخشى الشيعة أكثر من خشية السُّنة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إنَّ ما يجري في العراق الآن ليس صراعاً شيعيّاً-سنيّاً، كما تقول وسائل إعلام إيران وحزب الله وباقي التنظيمات المذهبية... إنه صراع عربي–فارسي، لهذا فإن المفترض أن إيران تخشى العرب الشيعة أكثر بكثير من خشيتها العرب السنة، فهي ترى أنَّ فشلها في الهيمنة على العراق الذي مازال في منظورها فارسيّاً سيكون محتّماً إذا أصبحت الانحيازات في هذا البلد على أساس قومي، وليس على أساس مذهبي وطائفي. ويقيناً، وهذا أمر لا نقاش فيه على الإطلاق، أن أتباع المذهب الجعفري الاثنا عشري الشريف في بلاد الرافدين هم العنوان العروبي لهذه الأرض العربية التي ستبقى عربية حتى نهاية التاريخ؛ مثلهم مثل أشقائهم العرب السنة أبناء القبائل والعشائر نفسها. وهنا فإنه لابد من التأكيد مرةً ثانية وثالثة وعاشرة وألفاً على أنَّ خيار العرب هو ألاّ يكون بينهم وبين "أشقائهم" الإيرانيين كل هذا التوتر وكل هذه المواجهات المكلفة لتصفية حسابات قديمة ما كان يجب أن تبقى مستيقظة حتى الآن بعد كل هذه الحقب التاريخية.وهكذا، وفي النهاية، فإنه لا خشية على أهل الفلوجة من أشقائهم أبناء الطائفة الشيعية العربية الكريمة، وإنما من هؤلاء الذين يقودهم الجنرال قاسم سليماني، المتورمين بأحقاد قديمة تاريخية. لقد سمعنا في فترة "عاشوراء" الأخيرة تلك التصريحات الاستفزازية لأحد كبار المسؤولين الإيرانيين التي قال فيها إن الذين يعبرون الحدود الإيرانية-العراقية في اتجاه النجف وكربلاء وسامراء والكاظمية لا يحتاجون إلى تصاريح دخول (فيَزٍ)، لأنهم ذاهبون إلى بلادهم التي عنوانها "إيوان كسرى"!