الفرح ليس السعادة، وهو أيضاً ليس بالضرورة طريقاً يؤدي إليها. الفرح شعور لحظي، أما السعادة فحالة نفسيّة مستقرة. الفرح ريشة في جناح قلبك قد تمنحك الإيحاء بالقدرة على الطيران في أعلى سماء حيث السقوط كارثي إن حدث، بينما السعادة جناح لا يحلق بك عالياً ولكنه يرفعك كثيراً عن وحل الأرض وشر الطريق، ويمنحك الأمان الكافي فيما لو حدث السقوط. الفرح ردة فعل لتفاصيل تحدث في الحياة. السعادة فعل يلقي بظلاله على نظرتك للحياة وينعكس على تفاصيلها. الفرح شعور عاطفي، بينما السعادة تتعدى المشاعر لتتشكل قناعة ذهنية ناتجة عن صفاء روحي. الفرح في متناول القلب، والسعادة في متناول الروح، لذا فإن الحصول على الفرح أكثر يسراً بكثير من الوصول إلى السعادة. الفرح قد تمنحك إيّاه أشياء خارج ذاتك أو أشخاص آخرون غيرك، أما السعادة فلا يمكن أن تتحصل عليها إلا من داخل ذاتك ومن خلالها فقط.

"لا تحمّل الآخرين عبء سعادتك"!

Ad

تلك كانت واحدة من أعمق النصائح التي سمعتها، أمر سعادتك الشخصية أمر يخصك وحدك، اعف الآخرين من هذه المسؤولية التي هم ليسوا معنيين فيها بالأساس، ضع عن كواهلهم هذا الوِزْر الشاق، لا ترهقهم بما هم ليسوا قادرين عليه. الآخرون أقصى ما قد يفعلونه أن يمنحوك الفرح وذاك كرم بالغ منهم، أما سعادتك فهي بين يديك أنت وليس أحد سواك. أنت من يجب أن يقوم بهذه الرحلة الشاقة داخل متاهات ذاتك لتعرف الطريق المؤدي لسعادتك. الآخرون لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك، إنهم لا يستطيعون دخول مغارة علاء الدين التي هي ذاتك ولا يملكون كل الشيفرات لاقفالها، قد يعرف بعضهم بعض تلك الشيفرات، تبعاً لمدى قرب كل فرد من هذا البعض لذاتك، ولكن مهما بلغ أحدهم بالقرب حدّ التناغم والانسجام معك، إلا أنه لن يتمكن من معرفة كل الكلمات السرية التي تفتح مغاليق ذاتك، ولن تجد من بين هؤلاء المقربين من يملك "الماستر كارد" لهذه الذات كل الوقت، لذا أنت الوحيد المعني بإيجاد الدرب الوحيد الضيق المؤدي إلى جنة سعادتك، وقبل أن تجد ذلك الدرب عليك أن تجد قبلها الطريق المؤدي لطمأنينة رضاك، وحتى تصل إلى هذا الطريق لابد أن تقوم بعملية غربلة وتصفية روحية للتخلص من كل ما يعوق رؤيتك عمّا يحقق لك السلام مع ذاتك والتصالح معها، عندها فقط يمكنك أن تجد بسهولة الطريق إلى رضاك، والذي سيوصلك حتماً إلى الطريق المؤدي لسعادتك الشخصية، ولأن الأمر شائك لهذا الحدّ فلا تنتظر أحداً يهب لك السعادة حتى ان منحك الفرح.

إيجاد سعادتك عبء عليك تحمّله وحدك بشكل أساسي، وتكون من أولئك المحظوظين ان وجدت من يساعدك في ذلك، ولكنه حتماً لن يستطيع أن يحمل هذا العبء نيابة عنك حتى إن أراد!