«باب الحارة 8»... بين الاعتدال والحركات النسائية
رغم مكائد ومؤامرات وصراعات تضجّ بها «حارة الضبع»، تعبق رائحة الياسمين الدمشقي العتيق مُجدّداً من قلب البيوت الشامية العريقة الغافية في أحضان أبواب دمشق السبعة، ذلك في «باب الحارة 8» على MBC في رمضان.
في خضمّ صراعٍ ينشب في الحارة بين الرجعية الدينية المتطرّفة ومعها العلمانية الزائفة الداعية إلى نسف الأعراف والتقاليد من جهة وبين الاعتدال الديني والتمسك بالأصول من جهةٍ أخرى، تبرز شخصية «زهدي» القادم من حارة جديدة كرأس حربةٍ للصراع في وجه شخصيتَي «أبي عصام» و{أبي ظافر» اللذيْن يمثلان تياراً اعتدالياً وسطياً.بموازاة ذلك، تظهر الحركة النسائية التي شاركت في التظاهرات الداعية إلى استقلال سورية من الاحتلال الفرنسي وتحرير المرأة.يشرح عباس النوري أن «تطورات الجزء الثامن من «باب الحارة» تحاول التطرق إلى مستوى تعليمي ومعرفي أعلى من الموجود في «حارة الضبع»، وهذا كان أمراً ضرورياً ومهماً، فليس المقصود منه الاستعراض التاريخي بل تسليط الضوء على الشرائح الاجتماعية الحقيقية التي عاشت في تلك الحقبة، ومدى فاعلية هذا التنوع المجتمعي وتأثيره في ذلك الزمن». ويشير النوري إلى «شخصية المحامية «جولي» التي تؤديها سلاف فواخرجي، والتي تأتي وفق أحداث حقيقية حصلت في التاريخ، رافعةً شعار الدفاع عن المواطن وليس المرأة فقط».
كذلك يثني النوري على «الإضافة النوعية التي يشهدها الجزء الجديد عبر دخول الممثل الكبير أسعد فضة، الذي ننحني أمام قيمته وتاريخه». ويضيف أن «أبا عصام سيكمل في الخط الدرامي المرسوم له، وتتطور الشخصية وتتنقل بين أحداث مختلفة»، كاشفاً «أنه سيتزوج، وهذا ما يشعل البيت، ويتسبّب بنشوب حريق كبير».وحول المحتوى الدرامي المتجدد يقول النوري «سنشهد دخول جامعة دمشق على الخط، وكان اسمها الجامعة السورية وفيها كلية الحقوق والمعهد الطبي، مع كل ما كان يرتبط بشخصياتها من حكايا لشرائح اجتماعية متنوعة اقتضتها الأحداث، إذ من المستحيل أن تُختصر الشام بحارة الضبع أو بأحد الأبواب السبعة للشام دون الأبواب الأخرى». ويختم: «سيكتسب الجزء الثامن جاذبية شعبية نظراً إلى الحكايات الاجتماعية التي تلامس حياة الناس بشكل طبيعي من دون فبركة ولا مواربة».
أسعد فضّة
يؤدي الممثل القدير أسعد فضة دور «أبي ظافر» تاجر الغنم، التي سبق وقدّمها أيمن زيدان في الجزأين السادس والسابع. ويبدي فضّة سعادته بالانضمام إلى العمل الشامي الأشهر، مشيراً إلى أن «مهنة أبي ظافر كتاجر غنم، تعطيه تميّزاً اقتصادياً واجتماعياً، يجعلانه يفكّر في الزعامة، لكن في ظل وجود شخصية «أبي عصام» الذي يحتلّ مركزاً مرموقاً في الحارة لا بد للصراع بين الشخصيتين من أن يتفجّر... فيبدأ كل منهما باستخدام أسلحته في سبيل ذلك». ويضيف أسعد فضة قائلاً: «يتبّع أبو ظافر أسلوب الدفاع عن بعض أفراد الحارة لضمّهم إلى صفّه، وفي الوقت نفسه نراه يتصيّد أخطاء أبي عصام، لاستخدامها كسلاحٍ ضده.» ويختم: «سنجد أن أبا ظافر سيعمل لاحقا ًعلى تصعيد الصراع مع أبي عصام، إلى حدّ مطالبته بالخروج من الحارة نهائياً... وسأترك بقية الأحداث كمفاجآت يتابعها الجمهور حلقة بحلقة في رمضان».صباح الجزائري
تعوّل صباح الجزائري كثيراً على الشخصيات الرئيسة الموجودة أساساً في «باب الحارة» والتي ستكمل رحلتها في الجزء الجديد، كذلك تراهن على الشخصيات التي ستطلّ في الجزء الثامن لأول مرّة، مؤكدة «أنها ستحمل معها أحداثاً مشوّقة عدة ومفاصل دراميّة تفتح محاور جديدة لحبكة المسلسل». وتلفت الجزائري إلى أن «شخصية أم عصام ستجد نفسها في سياق درامي يشهد مستجدات مهمة سواءً على مستوى علاقتها بعائلتها أو على مستوى علاقتها ببعض شخصيات الحارة ، كما سنشهد ردّ فعلها على أحداث لا توافق عليها».المخرج ناجي طعمي
«سنستمر عبر الجزء الثامن بالصيغة نفسها التي يعرفها الجمهور لدراما البيئة الشامية «باب الحارة»، لكن مع بعض التحديثات وفق الأحداث الجديدة»، بذلك يفتتح المخرج ناجي طعمي حديثه عن العمل، ويضيف: «ستحمل الحلقات حكايات جديدة، تخرجنا من الحارة القديمة وبيوتها لتدخلنا في أماكن أخرى، فنتعرف إلى دُور السينما في ذلك الزمن، فضلاً عن بعض اللمسات المتجدّدة». ويشير طعمي إلى «دخول شخصية مهندس سوري الأصل (فادي صبيح) إلى مجرى الاحداث، إذ يأتي من فرنسا مع زوجته السورية (نادين تحسين بك)، ويعملان على تطوير الحارة، فيصطدمان بالأهالي الذين يرفض بعضهم ما ينوي الزوج وزوجته إحداثه من تغييرات، فيما يحصلان عن تأييد البعض الآخر. أما الزوجة فتسعى إلى تشكيل جمعية نسائيّة للمطالبة بحقوق المرأة وتعزيز دورها... بالإضافة إلى انضمام المحامية جولي (سلاف فواخرجي) إلى الحبكة حيث نجدها في موقع المدافعة عن القضايا الإنسانية والاجتماعية».