الخلافات تهدد حكومة نتنياهو بعد تأييده لـ «مبادرة السلام»
إسرائيل تفرج عن «حارق الدوابشة» وتضعه في الإقامة الجبرية
بعد ساعات من إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه الجديد زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان تأييدهما لإقامة دولة فلسطينية، وفق مبادرة السلام العربية بعد تعديلها، قالت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد من حزب "البيت اليهودي"، إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية مادام حزبها في الحكومة.وجاءت هذه التصريحات التي تعرض الائتلاف الحكومي الهش، لتحرم نتنياهو من الشعور بالارتياح، بعد ضم ليبرمان إلى حكومته، ما مكنه من توسيع الأغلبية في الكنيست البرلمان، بعد أن كان يحكم بأغلبية صوت واحد فقط. وقالت شاكيد المثيرة للجدل: "مادام حزبنا شريكا في الحكومة، فلن تقوم دولة فلسطينية ولن يتم إخلاء أي تجمعات سكنية، كما لن يتم نقل أي مساحة من الأرض إلى العدو"، واكدت ان حزبها "هو الوحيد الذي يناضل من أجل المشروع الاستيطاني وضد إقامة حماسستان وداعشستان بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
في المقابل، وتعليقاً على نتنياهو وليبرمان، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس، أن "الاعتراف بحل الدولتين يتطلب إقراراً صريحاً وواضحاً بحدود عام 1967، والبدء الفوري بتطبيق وتنفيذ الاتفاقات الموقعة، والالتزام بالشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ومبادرة السلام العربية كما هي".ووصف عريقات تصريحات نتنياهو وليبرمان بأنها "بمنزلة حملة علاقات عامة جديدة يروج لها أطراف حكومة الاحتلال من أجل أن تدفع عن إسرائيل رفضها الحقيقي للتعاطي مع الإرادة الدولية، وتضليل المجتمع الدولي بتصريحات لفظية حول السلام".من جهة أخرى، أطلقت إسرائيل أمس سراح المتطرف اليهودي الأكثر خطورة مئير إيتنغر، وذلك بعد اعتقاله إداريا مدة عشرة أشهر.وقال المتحدث باسم مصلحة السجون عساف ليبراتي" إنه تم إطلاق سراح إيتنغر وجرى وضعه رهن الإقامة الجبرية". وكان تم اعتقال المتشدد اليهودي في يوليو الماضي خلال حملة شملت متطرفين يمينيين، بعد إشعال مستوطنين النيران في منزل لعائلة الدوابشة خلال نوم أفرادها، ما أسفر عن مقتل طفل 18 شهراً على الفور، ومقتل الوالدين لاحقاً.وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه تم إطلاق سراح إيتنغر، بعد أن تراجع جهاز "الشاباك" (الأمن الداخلي) عن المطالبة بتمديد فترة اعتقاله.وفي غزة ومع تولي ليبرمان وزارة الدفاع، تزداد فرص الحرب على قطاع غزة الذي تديره "حماس". ومنذ تسلمه منصبه الجديد، سارع ليبرمان مساء أمس الأول لمناقشة عودة الاغتيالات المركزة في قطاع غزة، خلال جلسته الأولى مع قيادة الأركان الإسرائيلية، ما يبدو حماسه لشن حرب جديدة على الجبهة الجنوبية.وشدد ليبرمان على أن "إسرائيل ستستخدم القوة الحاسمة في أي مواجهة، لأنها لا تتحمل أي حرب استنزاف"، في إشارة إلى حرب غزة الأخيرة التي استمرت أكثر من 50 يوما.ويمثل الوضع الأمني في غزة، التحدي الأول لوزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، خصوصا ان قيادة حركة حماس تشعر أن الأرض تغلي تحت أقدامها في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، ونقص المياه والمشاكل الناجمة عن تدهور البنية التحتية وانقطاع الكهرباء.في المقابل ينتظر الإسرائيليون كيف سيكون رد فعل ليبرمان على أول صاروخ جديد من غزة باتجاه التجمعات السكانية الإسرائيلية على حدود القطاع، لاسيما ان العادة درجت على قيام إسرائيل بالرد بشن غارات على مواقع ومنشآت تدريبية تتبع للأجنحة المسلحة في القطاع. في السياق، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إن حركة حماس تشغل على طول حدود القطاع طائرات صغيرة بهدف جمع معلومات استخبارية حول تحركات قوات الجيش الإسرائيلي.