المعداوي لـ الجريدة•: تقنيات الطائرة تُعالج الخطأ البشري
وزير الطيران الأسبق: أستبعد أن يكون الحريق وراء سقوط «الإيرباص» لأن الطيار لم يبلغ
استبعد وزير الطيران المصري الأسبق وائل المعداوي فرضية سقوط الطائرة المصرية، «إيرباص 320»، في مياه البحر المتوسط، 19 مايو الماضي، لأسباب تتعلق بخطأ بشري، مشيراً إلى أن هذه الطائرة مزوّدة بأحدث وسائل الإنذار والأمان، وبتقنيات متطورة تمكنها من حماية نفسها، عبر التكنولوجيا الحديثة. وشدد المعداوي، خلال مقابلة مع الـ«الجريدة»، على أن أسباب سقوط الطائرة لن تُحسم بين يوم وليلة، موجهاً الاتهام إلى وسائل الإعلام الغربية التي تستبق الحقيقة ببعض الأكاذيب بهدف الرواج الإعلامي... وإلى نص الحوار:
• لماذا يحمِّل البعض مصر مسؤولية سقوط الطائرة؟
- الحديث عن تحمل مصر المسؤولية غير صحيح، واعتبره محاولة من البعض لتسييس القضية، لأن الطائرة خرجت من مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس، والطائرات لا تخرج من أي مطار قبل عمل الصيانة اللازمة، والتحقيقات ستفصل في ذلك، والحادث كارثة ليست بالقليلة، ومصر تتعامل معه باحترافية، لكن علينا التعامل مع الأمر بموضوعية أكبر، إذ إن الموضوع سيكون له أثر سلبي ويجب العمل على تخطي هذه السلبيات بأفضل طريقة ممكنة.
• وسائل الإعلام الغربية تحاول أن تؤكد أن الخطأ البشري وراء سقوطها.
- الخطأ البشري هنا غير وارد، لأن الطائرة إيرباص التي سقطت مزوّدة بأحدث وسائل الإنذار والأمان، وهي طائرة من الجيل الحديث، ومزودة بأحدث التقنيات، لذلك مبدئياً لابد من استبعاد الخطأ البشري والفني، كما أن مصر للطيران هي الأقل حول العالم في حوادث الطيران.• التقارير الإعلامية ركزت على فكرة أن دخاناً ظهر داخل الطائرة قبل سقوطها.
- الحريق على الطائرة لا يسقطها مبدئياً، لأن هناك وسائل إنذار ستصدر فوراً لو حدث ذلك، وسيقوم قائد الطائرة بالإبلاغ فورا للنزول في أقرب مطار للتعامل مع هذا الإنذار، ولكن الدليل على عدم صحة ذلك هو أن قائد الطائرة، لم يبلغ برج المراقبة في اليونان بأي عطل فني، ولم تحدث أي استغاثة، لأن ما حدث هو شيء خارج عن الخطأ البشري.• إذاً ما أسباب المحتملة لسقوط الطائرة؟
- الأسباب في حقيقة الأمر، حتى الآن، غير واضحة، ولن تتضح إلاّ بعد جمع حطام الطائرة بشكل أكبر، وتحليل هذا الحطام لمعرفة ماذا حدث وهذا الأمر سيستغرق مزيداً من الوقت، إضافة إلى أن الصندوقين الأسودين سيحسمان الأمر لمعرفة ما حدث في الدقائق الأخيرة قبل سقوط الطائرة، لذلك أؤكد أن كل الأسباب والتكهنات التي طرحت في وسائل الإعلام الخارجية حتى الآن خاطئة، ومصر لن تخفي الأسباب، بل ستعلنها بمنتهى الشفافية سواء كان السبب حادثا إرهابيا أو تقنيا.• هل يمكن أن يتسبب خطأ بشري في إسقاط طائرة؟
- العناصر الأساسية في الطيران الحديث والجيل الجديد من الطائرات يعمل على تقليل الاعتماد على العنصر البشري وتحميل الكثير من الأمور على التكنولوجيا الحديثة، لذلك إذا أخطأ الطيار فإن الطائرة تعمل على حماية نفسها من خلال التكنولوجيا الحديثة.• لماذا تعامل الغرب مع حادث الطائرة الروسية على أنه عمل إرهابي، في حين تعامل مع «المصرية» على أنه خطأ بشري؟
- هى أسباب سياسية في المقام الأول وتعامل بمكيالين، ولكن كل الاحتمالات واردة، ولا يستطيع أحد الفصل فيها قبل العثور على «الصندوق الأسود»، ولكن هناك توجها بشكل كبير إلى تسييس القضية وتحميل مصر للطيران المسؤولية، ولكن أؤكد أن «مصر للطيران» شركة كبيرة لديها ورش صيانة على أعلى مستوى تقوم بأعمال الصيانة الدورية للطائرات في مواعيدها، وهناك شهادات دولية بذلك الأمر.• بم تفسر التقارير التي انتشرت حول انتحار قائد الطائرة؟
- هذا حديث عبثي لا يمكن الرد عليه، لأن طياري «مصر للطيران» ببساطة هم دائماً في المرتبة الأولى بين طياري شركات الطيران العالمية، والحديث عن انتحار القائد دليل على أن هناك نية مبيتة لتسييس القضية، خصوصاً أن هذا الطيار لم يحاول الانتحار من قبل طوال فترة عمله الطويلة.