الأغلبية الصامتة: صدع «الضرورة»
لم يطرأ شيء على أسباب المقاطعة لمن قاطع عن قناعة بأن التعديل المنفرد للنظام الانتخابي هو أصل المشكل السياسي الذي نعيشه، ولم يطرأ شيء على حقيقة أن "الفلتر الانتخابي" الحالي لن يعزز غير الفردية في العمل السياسي، وخلق بيئة طاردة لكل طرح وطني.
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
لقد فعل "الفلتر الانتخابي" فعله في نقل النيران المشتعلة من خارج الحدود إلى داخلها، فما يحصل في سورية والعراق واليمن والبحرين يجد صداه كأنه منتج محلي، ولأن السوق منتعش برز تجار الأزمات من كلا الطرفين وعليها صعدوا ووصلوا، وها أنتم اليوم لا تزالون تعايشون فصول صدع "الضرورة" كأن زمانه يأبى الرحيل.هل انتهينا؟ الجواب كلا، ها هم نواب يتقدمون باستقالاتهم، اثنان منهم حملوا بيرق "الصوت الواحد" ثم أدانوه بخروجهم من ملعبه "المفصل"، وثلاثة رفعوا شعار "الإصلاح من الداخل" ثم تركوه على مقاعدهم وخرجوا، ليعاد فتح باب الانتخابات مجدداً وتعود معه أجواء التفتيت الاجتماعي والتفكك السياسي، وحتى انتخابات شغل المقعد الواحد بعد وفاة أحد النواب أوضحت لمن لا يريد أن يفهم أن الفلتر إياه خير راع للخطاب الطائفي.في الختام لم يطرأ شيء على أسباب المقاطعة لمن قاطع عن قناعة بأن التعديل المنفرد للنظام الانتخابي هو أصل المشكل السياسي الذي نعيشه، ولم يطرأ شيء على حقيقة أن "الفلتر الانتخابي" الحالي لن يعزز غير الفردية في العمل السياسي، وخلق بيئة طاردة لكل طرح وطني جامع، والذي لن يسمع صوته وسط هذا الضجيج، ولسوف ترون ممثلي هذا الطرح كيف "سيُسحقون" في تلك البيئة.وأقول كما قلت في ساحة الإرادة في عز سخونة الأجواء: من يرد أن يشارك فمن حقه ومن يرد أن يقاطع أيضا فمن حقه، وأضيف قد لا أستطيع تغيير المعادلة الحالية لكني أملك خيار عدم المشاركة في لعبة تم تقرير قواعدها دون مشاركتي فيها.