تيسير فهمي: عدت لدعم المواهب الشابة
توقفت الفنانة تيسير فهمي عن نشاطها الفني منذ ثورة يناير 2011 وتفرغت للسياسة والعمل العام، ولكنها عادت أخيراً إلى الفن من خلال رئاستها مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة، الذي ستشهد المحافظة فعالياته قريباً.
عن رئاستها المهرجان، وعودتها إلى الإنتاج وكثير من القضايا الفنية كان لنا معها هذا الحوار.
عن رئاستها المهرجان، وعودتها إلى الإنتاج وكثير من القضايا الفنية كان لنا معها هذا الحوار.
أخبرينا عن مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة؟
قدّم المهرجان على مدار دوراته الثلاث السابقة أعمالاً جيدة لمبدعين شباب، مواهب حقيقية تحتاج إلى الدعم ومنحهم الفرصة. أضفت الأفلام التسجيلية لأنني أرى أن الأفلام القصيرة والتسجيلية أصعب في التنفيذ من الأفلام الروائية، حيث تكون الفكرة مُكثفة وإيقاعها سريعاً حتى تصل إلى المشاهد، ومع ذلك لا فرص حقيقية لها في العرض أو الوصول إلى الجمهور.
ماذا عن الدورة الرابعة للمهرجان وخطتك المقبلة؟
للأسف، لا تهتم الدولة بالمهرجانات، ورغم تحديد موعد للمهرجان فإننا اضطررنا إلى تأجيله إلى ما بعد شهر يوليو بسبب عدم وجود تمويل، لتوفير الميزانية اللازمة، وهو دليل على عدم وجود رؤية للمهرجانات وأهميتها.للأسف أيضاً، اهتمام الدولة بالمهرجانات غير كاف، فهي تهتم بالمهرجانات الكبرى فحسب. شخصياً، أتمنى من الدولة دعم المهرجانات حتى يُصبح لدينا مهرجان محلي في كل محافظة، يقدم جوائز مالية ويمنح فرصاً للمبدعين الشباب وأعمالهم للعرض في مهرجانات كبرى خارج مصر، من ثم يساهم في ظهور جيل جديد من الموهوبين.كذلك أتمنى من الدولة مساعدة الشباب في عرض أعمالهم في دور العرض الحكومية أو حتى الخاصة من خلال التنسيق مع أصحابها بعرض فيلم قصير أو تسجيلي قبل الفيلم، ما يتيح فرصة مشاهدة نوع مختلف من السينما.ما تقييمك لاهتمام الدولة بالفن عموماً؟
رفعت الدولة يدها عن الفن عموماً وتركته لأصحاب المصالح وكانت النتيجة ما وصلنا إليه الآن. اهتمام الدولة بالفن نابع من نظرة الجمهور إلى الفن والفنانين. عندما تختفي كلمات مثل {عيب} و{حرام} من الحكم على الفن، أو تصريحات مثل {أرفض عمل ابنتي في الفن} عندها سينظر الجمهور إلى الفنانين بشكل مختلف فلا يراهم مجرد أدوات تسلية، وعندما تتغير نظرة الناس إلى الفن والفنانين ستتعامل الدولة معهما بشكل أكثر جدية وتدعمهما، كما في السابق.ما ردك على القول بأن ثمة مؤامرة على الفن المصري؟
هذا الأمر ليس وليد اليوم ولكنه بدأ منذ السبعينيات. الدولة التي تصدر لنا النقاب والتشدد هي نفسها التي تمول القنوات الفضائية التي تقدم لنا الإسفاف ويظهر من خلالها الفن المصري والمجتمع المصري بشكل سلبي. محاولة إفساد الثقافة والحضارة المصرية قائمة منذ سنوات، وللأسف لم نفعل شيئاً لوقف هذا الأمر المتعمد، والدولة أيضاً مكتوفة اليدين. ولكن الفن المصري باق وهو أقوى من هذه المحاولات. قد يمرّ بأزمة ولكن لن يتوقف لأن الحضارة ليست بالغنى أو الفقر، بل بتراكمات ثقافية على مدار سنوات طويلة ومصر غنية بثقافتها.الموسم الراهن... وأزمة السينما
ما تقييمك للموسم السينمائي الراهن؟
هو موسم مختلف ومتنوع شهد عودة مخرجين كبار ومتميزين، وتقديم أفلام مختلفة ومتنوعة، ما يعني بداية خروج السينما من أزمتها، لكن ينقصها ظهور جيل جديد من المخرجين والكُتاب والمصورين، ومنتجين جُدد قادرين على تقديم سينما مختلفة.ما سبب أزمة السينما في رأيك؟
ثمة أكثر من سبب: الاحتكار الذي سمح بأن يكون المنتج صاحب دار العرض والموزع أيضاً فيتحكم كما يشاء في صناعة السينما وفقاً لمصالحه ومكاسبه، والبحث الدائم عن إيرادات شباك التذاكر من دون النظر إلى مضمون الأعمال وتأثيرها في الجمهور، ما سمح بوجود أفلام سيئة وفن هابط، لأن من السهل أن تقدم فناً جيداً وكوميديا راقية مع تحقيق النجاح التجاري... ذلك كله سببه كما قلت تراجع الدولة عن دورها أولاً في تقديم فن هدفه الأساسي الثقافة ونشر الوعي من دون النظر إلى النجاح التجاري. كذلك تخلت الدولة عن دور العرض التي تملكها للقطاع الخاص، ما سمح بالتلاعب في عرض الأفلام والبحث عن زيادة نسخ الفيلم الأجنبي حتى لو كان ثمة ضرر على الفيلم المصري.أين أنت من الفن؟
منذ ثورة يناير 2011 قررت الابتعاد عن الفن والتفرغ للسياسة، فقد كان يعترينا الطموح والأمل في مستقبل مختلف بعد الثورة، لذا قررت التفرغ للسياسة والترشح للبرلمان والعمل العام والمجتمعي. لا أنكر أنني أفتقد إلى التمثيل لكن أيضاً لم تكن ثمة رغبة حقيقية لدي في العودة إليه خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً مع عدم وجود عمل مميز يدفعني إلى العدول عن هذا القرار. كذلك لا ننسى الحوادث السياسية في مصر والإحباطات التي أفقدتنا الأمل في كل شيء.لماذا توقفت الشركة عن الإنتاج؟/p>
قرر القائمون على الشركة ربط نشاطها بعودتي إلى العمل في الفن، ولكن في الفترة الأخيرة قررت أن تنطلق الشركة في مجال الإنتاج الدرامي والسينمائي مع الاعتماد بشكل كبير على الوجوه الشابة في التمثيل والإخراج والكتابة والتصوير والمجالات كافة، ذلك بهدف دعم المواهب الشابة ومنحهم فرصاً لإثبات أنفسهم وتخريج جيل جديد من المبدعين.
أتمنى من الدولة مساعدة الشباب في عرض أعمالهم بدور العرض الحكومية