لافروف... المنطق «الأعوج»!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن ما كان على لافروف أن يتذكره قبل أنْ يطلق تصريحه التهديدي هذا الذي طالب فيه أردوغان بسحب "قواته"! من العراق هو أن تركيا، كشعب وكدولة وكأرض، ليست غريبة عن هذه المنطقة مثل روسيا التي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وبعد تراجع الحرب الباردة كان يجب أن تنزوي داخل حدودها البعيدة، لاسيما أنها أصبحت تعاني الإفلاس، والدليل هو أن الرئيس فلاديمير بوتين نفسه أعلن قبل أيام أن الأسلحة الروسية أثبتت "فعاليتها" في سورية، ولذلك فإنها غدت معروضة لمن يريد أن يقمع شعبه و"على أونه... على دوه"!أحرام على بلابله الدَّوْححلالٌ للطير من كل جِنْسفعلى الأقل أن تركيا هذه، التي لا شك أن بينها وبين العرب أو بعضهم بعض المنغصات، بالإضافة إلى أنها دولة مسلمة ودولة مجاورة، هي وريثة السلطة العثمانية التي كان العراق والوطن العربي كله جزءاً منها، وكان هناك تداخل يصل إلى حدّ الاندماج بين الثقافتين العربية والتركية... وكان حرف الكتابة قبل تغييرات "الطوراني" مصطفى كمال (أتاتورك) الاعتباطية هو الحرف نفسه، أما روسيا فإن العرب لم يعرفوها إلا من خلال بعض الروايات الروسية الرائعة فعلاً، ومن خلال كتب الماركسية – اللينينية في عهد الاتحاد السوفياتي.ثم إن تركيا، وهذا يجب أن يقال، لم ترتكب المجازر التي ارتكبتها روسيا في عهد ستالين وفي عهد بوريس يالتسن في الشيشان وفي داغستان... وفي القرم، وفي بعض ما أصبح جمهوريات إسلامية مستقلة، وهذا كله يعني أنه لا يحق لـ"الرفيق" لافروف أن يطالب بسحب الجنود الأتراك من منطقة الموصل قبل أن يتم سحب القوات الروسية المحتلة من سورية وإغلاق قواعد روسيا العسكرية في هذه الدولة العربية... والتي ستبقى عربية.