ذكرت في المقال السابق أن مجموعة من آل مهنا أبا الخيل وصلوا إلى الكويت في عام 1900م هاربين من سجن آل رشيد حكام مدينة حائل آنذاك، وأن الشيخ مبارك الصباح رحب بهم وآواهم.

من الوثائق التي تشير إلى وصول آل مهنا أبا الخيل إلى الكويت وثيقة بتاريخ 11 ذو الحجة 1317هـ الموافق 11 أبريل 1900م كتبها الوكيل الإخباري للإنكليز علي بن غلوم رضا يقول فيها: "من الكويت في 11 ذي حجة الحرام سنة 1317 .. جناب الاجل الامجد الاكرم الاخ العزيز حاج عباس ابن محمد بن فضل المحترم

Ad

اما بعد... نعرفكم في 15 ذي القعدة 7 انفار شاردين من حبس خانة الامير عبدالعزيز بن رشيد وجاوه (وجاؤوا) الى الكويت في حماية جناب الشيخ مبارك منهم اثنين اولاد حسن المهنة (المهنّا) وثلاثة اولاد عم حسن المهنة واثنين خدامهم وحسن المهنة بنفسه محبوس عند الامير عبدالعزيز بن رشيد محبوس في حبس وحده ما صار معه اولاده، الى الان ما جاه خبر من الامير عبدالعزيز الى جناب الشيخ مبارك والامير ما صار عنده معلوم بأن اولاد حسن المهنة واصلين كويت. ان شاء الله بما يسير (يصير) من الاخبار من بعد نعرفكم لازم. وجناب الشيخ مبارك في 15 ذي حجة عازم يغزي على عرب صفران العجمان الذين قتلوا فلاح ابن روكان (راكان) نازلين فوق الحسه (الاحساء) قريب انجد (نجد)".

هذه الوثيقة تؤكد بما لا يقبل الشك أن آل مهنا أبا الخيل استقروا في الكويت هاربين من بطش ابن رشيد، وأنهم اختاروا الكويت لتوفر الأمان فيها بسبب قدرة الشيخ مبارك على حماية من يلجأ إليه.

وفعلاً عاش آل مهنا أبا الخيل في الكويت آمنين على أنفسهم، حتى قرر الشيخ مبارك مواجهة بن رشيد في معركة حاسمة، وكانت هذه الحرب هي موقعة "الصريف" في 26 ذي القعدة سنة 1318هـ (عام 1901م)، والتي شارك فيها آل مهنا أبا الخيل بجانب الشيخ مبارك، وكان لصالح بن حسن المهنا قيادة جيش أهل القصيم. وقد قتل في معركة الصريف تسعة من آل مهنا أبا الخيل، بينما نجا صالح الحسن وآخرون، وعادوا إلى الكويت بعد هزيمة الجيش الكويتي. وبعد نحو سنة أو اقل، استطاع عبدالعزيز بن سعود استعادة الرياض، وعاد صالح بن حسن بن مهنا أبا الخيل إلى بريدة أميراً عليها، واستقر له الوضع وشارك في عدد من المواجهات ضد بن رشيد، إلى أن سقط حكم بن رشيد، واستتب الأمر لسيطرة آل سعود على حائل ومناطق المملكة الأخرى. وقد وردتني معلومات من الأستاذ محمد صالح عبدالله حسن أبا الخيل من الرياض يفيدني فيها ببعض المعلومات عن تاريخ أبا الخيل وهي كما يلي:

■ وجود أبا الخيل في الكويت كان سابقاً لأحداث عام 1900م وكانت لهم تجارة نشيطة في الكويت والعراق.

■ شيخ الظفير بن سويط عرض على الهاربين من آل مهنا أبا الخيل اللجوء لا الإقامة، إلا أنهم فضلوا التوجه إلى الكويت.

■ كان في الكويت مجموعة من أبا الخيل قبل وصول المسجونين إليها منهم عبدالله بن مهنا ومحمد علي العبدالله، وغيرهم.

كما أفادني بمعلومات أخرى لا يتسع المجال للإشارة إليها في مقال اليوم، وربما كانت لنا فرصة للتطرق إليها في مقال الأسبوع المقبل.