قدمت فرقة مسرح الخليج العربي من دولة الكويت عرضاً بعنوان «مدينة الألوان» ضمن فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل على مسرح الدسمة، وهو تأليف فاطمة العامر وإخراج مشاري المجيبل.

تتناول المسرحية الصراع الأزلي بين الخير والشر، بين العلم والجهل، والنور ضد الظلام، من خلال حدوته حول مدينة الألوان التي تنبض بالحياة ويسودها الحب بين الجميع، ويعيش أهلها بأمان واستقرار وسلام، تحتفل المدينة بعيد الألوان، والاستمتاع بالألوان... لون الشمس والبحر والأزهار وضوء القمر.

Ad

في المقابل هناك مدينة الظلام التي يسيطر عليها ويحكمها ملك الظلام، إذ يسعى إلى استكمال سحره منذ زمن بإزالة الألوان ونشر الجهل والشر في تلك المدينة، من خلال إغواء ثلاثة أطفال للعيش فيها.

«حسون» وشقيقته «حسناء» يحتفلان بعيد الألوان، يحذرهما والدهما من مدينة الظلام التي باعت ألوانها ودمرت الطبيعة، وتعيش الآن في ظلام، بيد أن فضول الشقي «حسون» يدفعه إلى زيارة مدينة الظلام ولو لمدة 10 دقائق فقط، على الرغم من رفض «حسناء» في البداية، لأنها تعلمت من المدينة ضرورة أن يسمع الطفل كلام والديه، وعدم مخالفته لنصائحهما.

يتمكن «حسون» من إقناع أخته بالذهاب إلى تلك المدينة، وعند وصولهما ينجح الملك في إغوائهما لقضاء يوم واحد فقط للمتعة وخوض مغامرات جديدة واللعب في الغابة وكسر القواعد، حيث العيش من دون دراسة ولا عمل الواجبات ولا أوامر أو محاسبة من ولي الأمر.

الديكور مؤسلب

لكن بمرور الوقت يشعران بالندم على عدم طاعة والدهما وتحذيره لهما، يحاولان الهروب من البوابة، ولا ينجحان، فيأمر ملك الظلام بحبسهما، إلى أن يأتي ملك الألوان ومعه أهل مدينته لإنقاذهما من براثن الملك الظلام الشرير، كما يساعدهم «شرشور» الذي سرقه ملك الظلام، وهو طفل صغير من مدينة الألوان واسمه الحقيقي «سالم». وأخيرا يعترف «حسون» بغلطته، ويعد والده بعدم تكرارها، وسيلتزم بطاعته.

مقولة المسرحية إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش من دون حب وعطاء وسلام، وأمل ونور العلم.

كان الديكور مؤسلباً، ومتوافقاً مع مغزى العمل، في التضاد ما بين الخير ورمزه الألوان والأقلام والريشة، والشر ورمزه الظلام الدامس، والأمر كذلك بالنسبة إلى الأزياء المعبرة عن أهل مدينة الألوان من خلال الملابس البيضاء وبقع الألوان، وأهل الظلام عبر الثياب السوداء.

استطاع المخرج تقديم مشهد جميل بخدعة مسرحية رائعة أثناء تخيل الوالد أنه يحاور ابنه المفقود «حسون»، أثبت مشاري المجيبل أنه مشروع مخرج لمسرح الطفل، لكنه بحاجة إلى الاشتغال على عنصر الإيقاع المسرحي ولمّ الحوارات واختزالها، حيث الإطالة والمط أمران يبثان الملل إلى نفوس المتفرجين.