تؤدي جوليا روبرتس في فيلم Money Monster دور باتي فين، منتجة تلفزيونية تجلس في غرفة التحكم المليئة بلوحات الأزرار وشاشات التلفزيون، المهندسين، والمساعدين. أما جورج كلوني فيجسد شخصية لي غيتس، سيد العرض الذي يقف في غرفة الاستوديو حيث يصوَّر برنامجه Money Monster (وحش المال). يقدّم غيتس نصائح مالية عن أسهم يجب شراؤها وأخرى بيعها وشركات من الضروري متابعتها. ويتصرف في الوقت عينه كرجل ثائر، فيرقص، يغني، ويتفوه بعبارات مشينة.
يصغي غيتس إلى تعليقاتها عبر سماعة صغيرة في أذنه، في حين تستمع إليه هي عبر أجهزة صوت كبيرة. وعندما يقتحم مشاهد مستاء، جاك أوكونيل المتوتر والحاد الطباع، الاستوديو وهو يحمل مسدساً ولائحة مطالب، لا ينقطع البث. فنرى حالة حصار مباشرةً على شاشة التلفزيون.رغم ذلك، لا بد من أن هذين النجمين الكبيرين في هوليوود اضطرا (سبق أن تعاونا في Ocean’s Eleven، Twelve، وConfessions of a dangerous Mind) إلى العمل معاً في موقع التصوير خلال إنتاج هذا الفيلم كي يؤججا طاقة أحدهما الآخر، فضلاً عن تقديم حوار متقن ومميز.أليس كذلك؟تجيب فوستر، التي اضطرت إلى تنسيق اللقطات بما يتماشى مع جدول أعمال كلوني وروبرتس: {كلا على الإطلاق. كان على جوليا تقديم دورها بالاعتماد على تقنية {إعادة التشغيل} (Playback) أو شاشة خضراء، حتى إنها واجهت الفراغ التام في بعض المشاهد. لذلك، كان عليها اختلاق كل هذا. ولكن عندما تتأمل أداءها، تلاحظ كم هو مميز ومذهل لأنها تعطي الكثير. ولم تبخل في العطاء في هذا الفيلم}.وينطبق الأمر عينه على كلوني. يشكّل Money Monster فيلماً مشوقاً جداً يتميز بعفويته، حدته، وخطورته، وإن اضطرت فوستر في كواليسه إلى حل مجموعة معقّدة ومتداخلة من المسائل التقنية كي توحي للمشاهد أن التطورات تحدث الآن.تخبر: {إنه وجه مثير للاهتمام من أوجه الفيلم، وجه يبدو معه الرابط الافتراضي أقرب بطرائق عدة من الرابط الفعلي. لأن جوليا تخاطب كلوني عبر السماعة في أذنه، وجورج ينظر إلى الكاميرا كما لو أنها وجهها، ينجحان في النظر أحدهما إلى الآخر عبر شاشات، ما يتيح لهما الاقتراب أحدهما من الآخر أكثر مما لو كانا معاً مع مشهد واحد، وقد أذهلني هذا الأمر حقاً}.
مخرجة وممثلة مبدعة
لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن فيلماً قدّمت فيه فوستر دور البطولة (Taxi Driver إلى جانب روبرت دينيرو) عُرض في السنة عينها كما Network. وتسم هذه السنة الذكرى الأربعين لكلا الفيلمين، علماً أن Taxi Driver عُرض للمرة الأولى في مهرجان {كان}، حيث فاز بجائزة السعفة الذهبية. كانت هذه أول مرة تشارك فيها فوستر في المهرجان. كذلك حصلت أخيراً على نجمتها في جادة هوليوود تكريماً لمسيرتها كمخرجة. فازت هذه المبدعة بجائزتَي أوسكار عن عملها أمام الكاميرا: أفضل ممثلة عن فيلميها The Accused عام 1989 وThe Silence of the Lambs عام 1992. وأخرجت أيضاً عدداً من الأعمال التلفزيونية، فقدّمت حلقات في مسلسلَي Orange Is the New Black وHouse of Cards (قبل البدء بتصوير Money Monster)، وتتطلع لإنتاج المزيد من الأعمال التلفزيونية.تشير فوستر: «نمر بمرحلة صعبة ومثيرة للاهتمام في عالم الأفلام. ندرك جيمعنا أن غالبية الأعمال السينمائية، التي ستُعرض خلال السنوات العشر المقبلة، ستكون جزءاً من سلسلة ما، وأن أعمالاً مثل Money Monster ستزداد ندرة. نتيجة لذلك، سيقتصر معظم الأفلام الواقعية على شاشات العرض في المنازل أو على دور العرض الصغيرة المحدودة الميزانية. تشهد عادات المشاهد اليوم وطريقة اختياره وسيلة تسليته تبدلات جذرية، فيعمد إلى تقسيم الأفلام وفق فئات مغايرة. وأعتقد أن هذا الأمر أثّر في نظرة الاستوديوهات إلى المخاطر ومدى سعيها إلى تفاديها. وأظن أن هذه التبدلات ستعزز سعيها هذا}.خلال حديثنا عن الاستوديوهات والمخاطر، ذكرت فوستر أن المنتجين ومديري الاستوديوهات يشكّلون، في رأيها، أحد الأسباب التي حالت دون دخول عدد أكبر من النساء مجال إخراج الأفلام. تقول ضاحكةً: {أظن أن المرأة ما زالت تُعتبر خطراً على ما يبدو}. نتيجة لذلك، لا يزال هذا المجال حكراً على الرجال البيض.وتتابع متحدثةً عن عدم المساواة بين الرجل والمرأة: {لا أعرف حقاً ما إذا كان الوضع يتحسّن. أعتقد أننا نشهد اليوم وعياً أكبر حيال هذه المسألة. كذلك كثر الكلام عنها. ويشكّل هذا الأمر دوماً خطوة إيجابية}.لكنها تضيف مستدركة: {أظن أن هذه المناقشة ما زالت أبسط من اللازم. على غرار عمليات التصنيف كافة، من العرق إلى علم النفس وعلم النفس المرتبط بالعرق، تشكّل هذه مسألة معقدة. فلا يمكنك معالجة المشكلة بتضميد الجرح وتحديد نسبة مئوية نسائية. لن ينجح هذا الحل}.