بينما يعاني تيار "المستقبل"، الحليف الأول والتاريخي للمملكة العربية السعودية في لبنان هزائم انتخابية، ويمر بمرحلة سياسية قد تكون الأصعب منذ قيامه، فجّر وزير الداخلية نهاد المشنوق مفاجأة سياسية بتوريطه التيار الذي ينتمي إليه، وزعيمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في أزمة غير مسبوقة مع السعودية.

وفجّر المشنوق هذه الأزمة بتحميله الرياض أولاً مسؤولية زيارة الحريري لدمشق في عام 2009، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن اتهمه بقتل والده الرئيس رفيق الحريري، وثانياً بقوله إن الرياض وافقت على مبادرة بريطانية- أميركية لترشيح زعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية المقرب من دمشق للرئاسة، وذلك قبل موافقة الحريري.

Ad

وقال المشنوق في إطلالة تلفزيونية على برنامج "كلام الناس" مع الإعلامي مارسيل غانم، إن "السياسة السعودية في العهد السابق (عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز) دفعتنا بسبب رؤيتها الخاصة إلى خيارات لم نرض بها، ومنها زيارة الرئيس سعد الحريري لسورية" في عام 2009.

واعتبر وزير الداخلية المثير للجدل أن "ترشيح النائب سليمان فرنجية لم يولد لدى الرئيس الحريري، إنما في الخارجية البريطانية مروراً بالأميركيين وصولاً إلى السعوديين فالرئيس الحريري". وتابع: "كان المبرر لهذا الترشيح ان حزب الله سيعود من سورية خاسراً، وسيشبه الفيل الذي يدخل بيتاً من زجاج فيبدأ بالتكسير، لذا يجب الإتيان برئيس يرتاح إليه ويمكنه التعامل معه".

واستغرب سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت علي عواض عسيري في بيان أمس "المواقف التي أدلى بها المشنوق وإقحامه المملكة العربية السعودية في عدد من الملفات الداخلية".

وأكد أن "المملكة العربية السعودية لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولاسيما ملف رئاسة الجمهورية الذي تعتبره ملفا سياديا يعود للأشقاء اللبنانيين وحدهم حق القرار فيه"، موضحاً أن "دور المملكة يقتصر على تشجيع المسؤولين اللبنانيين على إيجاد حل للأزمة السياسية، وإنهاء الشغور الرئاسي لينتظم عمل مؤسسات الدولة، ويعبر لبنان إلى مرحلة من الاستقرار والازدهار الاقتصادي بمعزل عمن يكون الرئيس الجديد".

بريطانيا تنفي

كما ردت السفارة البريطانية على كلام المشنوق، مشددة عبر تغريدة على موقع التواصل (تويتر) أمس "لا ندعم أو نعارض أي مرشح محدد لرئاسة الجمهورية، وانتخاب الرئيس قرار ومسؤولية اللبنانيين. نحن مستعدون للعمل مع رئيس جمهورية لبنان المقبل أيا يكن، كما مازلنا ندعو إلى انتخاب رئيس في أقرب وقت".

جنبلاط

وغرد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط عبر حسابه الخاص على "تويتر" أمس قائلا: "من الظلم وتحريف الوقائع القول ان مبادرة الملك عبدالله أوصلتنا إلى حالة اليوم". وأضاف: "اتركوا هذا الفارس العربي الكبير يرقد مرتاحاً بعيداً عن هذا النوع من الهذيان". ولفت جنبلاط إلى أن "الطرب المشنوقي في الصباح، وقد يسمى بالمشنوقيات، يكاد يشبه رقص التانغو. الرشاقة الفكرية تلاقي الرشاقة البدنية". ولاقت تصريحات المشنوق تعليقات لاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبرها البعض زلة، بينما رأى آخرون أنها مقصودة، وفي كلتا الحالتين نال المشنوق نصيبه من السخرية، لاسيما فيما يخص روايته عن ترشيح فرنجية من قبل بريطانيا.