ماذا لو لم يعجبك معالجك النفسي؟

نشر في 04-06-2016
آخر تحديث 04-06-2016 | 00:00
No Image Caption
لن تحبّ معالِجك النفسي دوماً. خلال العلاج، يمرّ معظم الناس بمراحل يتلاشى فيها إعجابهم وتقديرهم لمعالِجهم. قد يحصل ذلك لأسباب عدة مثل نوع المواد المستعملة في العلاج أو صعوبة المقاربات المطبّقة، أو مستوى الضغط النفسي الذي يختبره المريض أو المعالِج... تكون هذه المشاعر المتبدّلة تجاه المعالج النفسي جزءاً طبيعياً من مسار العلاج.
يدرك الناس أحياناً أنهم حققوا أقصى النتائج الممكنة مع المعالِج الراهن، أو يكتشفون بعد فترة قصيرة على بدء العلاج أن الاختصاصي الذي اختاروه ليس مناسباً لهم.

من الطبيعي أن يقلق الأفراد حين يتوصّلون إلى هذا الاستنتاج، لكن يبقى كثيرون مع المعالج نفسه لفترة طويلة أكثر من اللزوم لأن إنهاء العلاقة المهنية معه يتطلب جهوداً وشجاعة. ولا يُسَهّل بعض المعالجين هذه العملية أحياناً، فيقترحون العمل على معالجة نفورك منهم في الحصص المستقبلية. حتى أن البعض يعتبر هذه المقاربة علاجية ومفيدة لك.

يكون بعض مشاعر القلق والضغط النفسي جزءاً طبيعياً من العلاج وسرعان ما تدرك أنك لن تتّفق مع معالِجك في جميع المسائل. قد يحفّزك المعالج النفسي ويتحدى قناعاتك الراسخة ويشجّعك على العمل لتغيير حياتك. لكن يجب أن تميّز بين الضغط النفسي العابر بسبب موضوع معين تعمل على حلّه، أي الخلافات البسيطة، والمشاكل الأكثر جدية التي تطول وتؤثر في تقدّم علاجك. لا يسهل رصد هذا الاختلاف دوماً.

متابعة التعاون

حين تبدأ التعامل مع معالِج جديد، يجب أن تقرر متابعة التعاون معه من عدمه خلال أول ثلاث جلسات. إذا شعرت بعد هذه الحصص بأنك تواجه مشاكل عالقة مع المعالِج، ربما يحين الوقت لتقليص الخسائر المحتملة.

من غير المنطقي أن تعتبر جميع المعالجين قادرين على التعاون مع جميع العملاء أو العكس. أبلِغْ الاختصاصي بكل بساطة بأنك تريده أن يحيلك إلى زميل له (عند الحاجة) وأنك لن تعود لمقابلته. سيتجاوب معظم المعالجين مع طلبك بطريقة احترافية ويقدمون لك المساعدة إذا كنت تحتاج إلى إحالة مماثلة. قد يسألك بعض المعالجين عن سبب رحيلك ويمكنك أن تجيبهم بصدق أو تمتنع عن الإجابة إذا كنت تفضّل التزام الصمت. القرار لك: إنه علاجك ومن حقك أن تختار المعلومات التي تريد الكشف عنها.

إذا كنت تتعامل مع الاختصاصي منذ فترة طويلة لكنك لاحظت أنك تدور في الدوامة نفسها على مرّ الأسابيع، قد يعني ذلك أيضاً أن الوقت حان للمضي قدماً. وإذا ناقشت مخاوفك مع معالجك الراهن ولم تتوصل إلى حل مقبول، من الأفضل أن تفكر بتغييره. تقضي أفضل طريقة بمناقشة الموضوع مباشرةً خلال الجلسة وطلب الإحالة إلى اختصاصي آخر عند الحاجة.

يكون إيجاد معالج نفسي مستعد للتعاون معك بدل العمل ضدك جزءاً مهماً من العلاج النفسي الناجح. يؤدي المعالج البارع دور المرشد الداعم والشخص الذي يتحداك حين يعلم أنك مستعد للتحدي. لا تكتفِ بمعالج أو اختصاصي معيّن إذا كنت لا تكفّ عن التجادل معه بدل أن تحرز التقدم.

* جون. م. غروهول

يجب أن تقرر متابعة التعاون مع المعالج النفسي من عدمه خلال أول ثلاث جلسات
back to top