High Light: المقاطعة أو المشاركة... موقف سياسي
بعد اختفاء أعضاء الأغلبية "المؤزمين" من المشهد السياسي حدث فشل في الإدارة الحكومية، فقد وصلت مؤشرات الفساد إلى أعلى مستوياتها، زد على ذلك الإعدامات المدنية بسحب "الجناسي"، والممارسات التي تمسّ بشكل أساسي حرية المواطن الكويتي وحقوقه، من ملاحقات سياسية ومحاكمات على خلفياتهم السياسية. فالمجلس الحالي في سبات عميق، وأعضاؤه كأنهم في إجازة مفتوحة تمتد أربع سنوات، فلا رقابة ولا تشريع، حتى أصبح اليوم المواطن الكويتي قلقاً ينتظر الاستحقاق القادم للانتخابات بنافد الصبر طلباً للتغيير.فالمقاطعة أوصلت رسالتها وتمت التعرية التي قضت وبشكل نهائي على مصطلح ما يسمى "بالمؤزمين"، فالوضع الراهن للبلد سواء الداخلي أو الوضع الجيوسياسي، لا يتحمل إلا التكاتف للنهوض والمشاركة لمكافحة الفساد قبل فوات الأوان، خصوصاً أن المزاج العام المهيمن على روح الكويتيين هو الإصلاح.
أما مناداة البعض بأن المشاركة بمثابة انتحار سياسي فهي طرح ليس في محله، وكذلك المطالبة بالاعتذار للشعب الكويتي في حال مشاركة من قاطع طلب غير منطقي؛ لأن قرار المقاطعة أو المشاركة موقف سياسي تحكمه الظروف والمعطيات في حينها، فإذا كان قرار المقاطعة واجبا في وقتها فإن المشاركة من وجهة نظري ضرورة ملحة لمكافحة سيطرة منظومة الفساد الفجة حالياً.ختاما: لنبتعد عن التخوين لأنه يغذي بشكل مباشر خطاب الكراهية بين أفراد المجتمع الواحد؛ ويفضي إلى تهديد السلم الاجتماعي، فتضيق معه مساحة التعايش، ويحل الإرهاب الفكري مكان الاجتهاد السياسي، فيترسخ عندها المبدأ السلبي "تختلف معي فأنت ضدي"؛ لذلك لنترك فضاءات رحبة نختلف فيها ولا يُخون بعضنا بعضا. ودمتم بخير.