باراك حسين أوباما مصمم على إقناع نفسه أنه رجل سلام، بعد أن مُنح جائزة نوبل للسلام خلال الأشهر الستة الأولى من توليه الرئاسة الأميركية، وبعد خطابه الشهير في القاهرة!

وفي واقع الحال ان فترتي رئاسته حفلتا بكل الانتهاكات للسلام والإنسانية، وبالذات في منطقة الشرق الأوسط، وفي الأشهر القليلة القادمة سيترك البيت الأبيض، ومخلفاته من الأحداث المأساوية أكثر تفاقماً في منطقتنا يوماً بعد آخر.

Ad

والمضحك المبكي أن أوباما قام مؤخراً بزيارة لهيروشيما، التي تعتبر أكبر وصمة عار لأكبر الجرائم الإنسانية البشعة التي ارتكبتها بلاده بحق البشر.

***

• ألاعيب رؤساء أميركا ليست جديدة على العالم.

ففي مؤتمر بوتسدام خلال شهر يوليو عام 1945، الذي اجتمع فيه رؤساء الدول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية، اقترب أحد الجنرالات من رئيس الولايات المتحدة الأميركية وناوله برقية سرية وصلت منذ لحظات من واشنطن، قرأها الرئيس وابتسم بسرور، ثم مال على ستالين:

- أتعرف ماذا وصلني الآن من واشنطن يا مارشال ستالين؟

- عسى أن يكون ما وصلك يساعد في دفع المفاوضات إلى الأمام، من المؤكد أنه شيء سار جداً.

- جداً... لقد أخطروني الآن أن علماءنا توصلوا إلى إتمام سلاح سري على أكبر درجة من الخطورة.

قال ستالين -بخبث العارف ببواطن الأمور-:

- نرجو يا سيدي ألا تخفوا عنا أسرار هذا السلاح، فنحن حلفاء، أليس كذلك؟!

• البرقية كانت تشير إلى أن الأميركيين تمكنوا من صنع القنبلة الذرية، والرئيس الأميركي لا يدري أن ستالين كان على اطلاع بكل تفاصيلها عن طريق عيون له كانت في نفس المعمل الذري.

• فالدكتور كلاوس فوش -من أكبر علماء الذرة في العالم كان ألمانياً، وحصل على الجنسية البريطانية، ومن أعضاء الحزب الشيوعي-، تم التحقيق معه عام 1950 بتهمة أنه سرب معلومات أسرار القنبلة الذرية للروس!

لم ينكر، لكنه أطلع المحققين على رسالة وصلت إليه من أبيه هذا نصها:

"ولدي كلاوس: أعرف أنك تتقدم تقدماً مذهلاً في بحوثك الذرية... أخبارك تأتينا من زملائك الشيوعيين الذين احترموا إرادتك في عدم الاتصال بك حتى تحقق كل أهدافك العلمية، لكن الأحوال تسير من سيئ إلى أسوأ هنا.

فأمك أخذوها إلى معسكر الاعتقال، وتوفيت من شدة التعذيب، وأختك -إليزابيث- أصيبت بالجنون بعد أن قُتل زوجها كالر، فألقت بنفسها تحت عجلات المترو، وأنا فقدت بصري... لعل زيارة منك يا ولدي تخفف من آلامي".

***

• فهل أوباما بزيارته لهيروشيما يكفر عن الغباء الأميركي الذي أحرق الكوكب الأرضي بالحروب منذ عقود، بينما كان من الممكن أن تلعب أميركا دوراً كبيراً في إسعاد الإنسانية وفق ما هو مدون في قوانينها؟!