لا يزال المشهد السياسي الداخلي يرزح أمام تداعيات العاصفة السياسية والديبلوماسية التي اطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق لجهة كلامه عن الدور السعودي في ترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، والضغوط التي مورست على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

وفي وقت طرحت علامات استفهام حيال كلام المشنوق وما إذا كان شخصياً أو يعبر عن موقف الحريري، كان لافتاً أمس كلام عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري الذي أكد أن "كلام المشنوق لا يعبّر عن رأي تيار المستقبل بل هو تحليل شخصي".

Ad

وقالت مصادر قيادية في تيار "المستقبل" لـ"الجريدة" إن "تصريح حوري أتى بإيعاز مباشر من الحريري بعد حملة الردود التي طاولت كلام المشنوق". وأضافت المصادر أن "الحريري يكن الاحترام الشديد للقيادة السعودية الحالية والسابقة ولا يفرق بينهما"، مشيرةً إلى "اتصال عاصف بين المشنوق والحريري حيث وبخ الأخير وزيره في الحكومة على كلامه الأخير".

في موازاة ذلك، استمرت تداعيات الفوز السياسي والانتخابي لوزير العدل المستقيل أشرف ريفي في الانتخابات البلدية في طرابلس. ودعا ريفي أمس "كلاً من الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى سحب ترشيح الوزير السابق فرنجية والعماد عون لرئاسة الجمهورية والعودة الى التحالف بينهما". وقال إنه سيشكل لائحة في مدينة طرابلس خلال الانتخابات النيابية المقبلة بالتعاون مع قوى تغييرية، معتبراً أن "المجتمع المدني هو الرحم الذي ستولد منه الطبقة السياسية الجديدة"، مشيراً إلى ان "الثوابت التي ينطلق منها هي ثوابت قوى الرابع عشر من آذار وتتلخص بالعودة الى الدولة ومواجهة المشروع الايراني ورفض السلاح غير الشرعي والسير باتجاه بناء دولة ديموقراطية ليبرالية ذات اقتصاد حر".

في سياق منفصل، رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نعمة الله ابي نصر، أمس، أن "النظام هو المسؤول عن طمس الحقائق، فمؤسسات الدولة لا تقوم بواجباتها والفساد معمم على كل الدوائر ولم يعد لدينا سوى الأمن، فالأجهزة الامنية نسبيا لم يطلها الفساد".

وقال: "اتفاق معراب لا يزال متماسكا رغم مروره بامتحانات صعبة، وعلى هذا التفاهم ان يتحصن ويتطور الى تفاهم وطني شامل، فالمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق د. سمير جعجع والعماد عون لأننا محاطون بخطر داهم ونحن لسنا محصنين بوحدة الموقف، فنحن نعيش فدرالية الطوائف".