«البترول الوطنية» تُشغِّل وحدة معالجة عادم الغازات الحمضية

● في مصفاة ميناء الأحمدي وتَكلّفت 15.6 مليون دينار بنظام تسليم المفتاح ● الديحاني: المشروع يساهم في تقليل الكمية المنبعثة من غاز ثاني أكسيد الكبريت عن النسبة المعتمدة بيئياً

نشر في 05-06-2016
آخر تحديث 05-06-2016 | 00:07
استمراراً لجهود «البترول الوطنية» في المحافظة على البيئة ووقايتها من التلوث، يتولى مشروع إنشاء وحدة جديدة لمعالجة عادم الغازات الحمضية تقليل نسبة ثاني أكسيد الكبريت SO2 المنبعثة من مدخنة المحرقة.
انتهت شركة البترول الوطنية أخيراً من إنجاز أحد المشاريع الحيوية والمهمة بيئياً، والمتمثل في إنشاء وحدة جديدة لمعالجة عادم الغازات الحمضية في مصفاة ميناء الأحمدي.

وبهذه المناسبة، قامت «البترول الوطنية» بعمل جولة صحافية للتعرف على هذا المشروع، حيث استعرض نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة الأحمدي في شركة البترول الوطنية المهندس فهد الديحاني تفاصيل المشروع، الذي تم البدء فيه في أكتوبر 2012، والانتهاء من فحوصات ما قبل التشغيل في يناير 2016، وبلغ عدد ساعات العمل دون حوادث خلال مدة تنفيذ المشروع حوالي 2.6 مليون ساعة عمل.

وقال الديحاني، إن قيمة المشروع كانت 15.6 مليون دينار باتباع نظام تسليم المفتاح، وهذا النظام وفّر نحو مليون دينار، حيث ركز المقاول على جودة المشروع تحت إشراف الشركة، التي قامت بتشغيل المشروع.

وعن الأهداف الرئيسية للمشروع، أشار إلى أنه استمراراً لجهود الشركة في المحافظة على البيئة ووقايتها من التلوث، فإن مشروع إنشاء وحدة جديدة لمعالجة عادم الغازات الحمضية، يتولى تقليل نسبة ثاني أكسيد الكبريت SO2 المنبعثة من مدخنة المحرقة، بحيث

لا تتعدى نسبته 160 جزءاً في المليون، وهذه الكمية أقل من المعايير المسموح بها، حيث إن المعايير المسموح بها من قبل الهيئة العامة للبيئة الكويتية KEPA لا تتعدى 250 جزءاً في المليون، وبهذا سوف تكون الكمية المنبعثة من غاز ثاني أكسيد الكبريت أقل من النسبة المعتمدة بيئياً.

وأضاف الديحاني، أن الضرورة دعت إلى إنشاء وحدة جديدة لمعالجة الغازات الحمضية (TGTU-99) في مصفاة ميناء الأحمدي، حتى يتم استيعاب كمية الغازات الحمضية المنبعثة الزائدة من وحدتي إزالة الكبريت (SRU 91& 92)، حيث إن السعة الإجمالية لكل وحدة هي 400 متر طن/ يوم، في حين سعة وحدة استرجاع الغازات الموجودة حاليا (TGTU-93) حوالي 460 متر طن/ يوم، وهي لا تستوعب عمل الوحدتين (SRU 91& 92) حال تشغيلهما معاً بكامل الطاقة الإنتاجية لكليهما.

تحديات المشروع

وذكر الديحاني أن هناك تحديات كثيرة واجهت المشروع، في مراحله المختلفة، ومن أبرزها أعمال تركيب المعدات الجديدة والمواد خلال مدة توقف الوحدات القائمة، وكان من أهمها المعدات المطلوبة لأعمال الربط الكهربائي لمحطة الكهرباء 3.3 كيلوفولت، التي تغذي وحدات 90-91-93-66، وهذه الوحدات لا يمكن أن تتوقف بالكلية خلال فترة القطع Shut down، فتم قطع مصدر الكهرباء المغذية لها على مرحلتين بالتبادل وأثناء أعمال Shut down، حيث تم القطع بين لوحتي الكهرباء المغذية Switch gear على مرحلتين، SEC A SEC B وإضافة Bus Duct extension الجديد، إضافة إلى 5 لوحات جديدة لمحطة الكهرباء وذلك لتغذية المشروع الجديد TGTU-99.

وأوضح أن التحدي كان تنفيذ هذه الأعمال خلال 6 أيام فقط، ومن أجل مواجهة ذلك، تم العمل بنظام 24 ساعة يومياً لعمالة المقاول، الذي كان عددهم 450 عاملاً تحت إشراف مهندسي ومشرفي دائرة المشاريع، وتم عقد العديد من الاجتماعات التحضيرية مع كل مسؤولي الوحدات والمناطق بالمصفاة في وقت مبكر للتنسيق معهم ومعرفة متطلبات كل جهة، وتم أيضاً عمل تقييم المخاطر للتأكد من تنفيذ الأعمال دون حوادث.

وقال إنه تم بنجاح تنفيذ كل أعمال الربط الكهربائي لوحدة (Switch gear) خلال المدة المحددة وهي 6 أيام، وهو ما لاقى استحسان جميع الأطراف، وإضافة إلى ذلك، تم الانتهاء من كل أعمال الربط للبايبات والمعدات أيضاً خلال فترة التوقف Shut Down وبنجاح، ودون أي تأخير على برنامج المصفاة .

المردود البيئي

وعن المردود المتوقع من إنشاء هذا المشروع، قال الديحاني إن هناك مردودين للمشروع، الأول هو الاستفادة القصوى من وحدتي استرجاع الكبريت(SRU 91-92) المصفاة، باستيعاب كميات عادم الغازات الحمضية من الوحدتين (SRU 91& 92) في حال عملهما في نفس الوقت وبكامل الطاقة، أما المردود الثانين فهو مردود بيئي بالمحافظة على البيئة ووقايتها من التلوث طبقاً للمعايير والتوصيات المطلوبة من قبل الهيئة العامة للبيئة KEPA، ففي حالة عدم المضي قدماً في المشروع؛ لما تحقق ما سبق ذكره.

وأشار إلى أن هناك العديد من غازات العادم في مصفاة ميناء الأحمدي، مثل الغازات الهيدروكربونية، ومنها الغازات السامة مثل (كبريتيد الهيدروجين) وهو من أخطر الغازات السامة، والتي تؤثر على الصحة العامة للأشخاص في حال زيادة نسبة هذا الغاز في الجو عن النسبة المقررة، التي يمكن أن يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة على صحة الإنسان، لذلك فإنه يتم يومياً وباستمرار، استخدام أجهزة للكشف عن الغازات في الأماكن المفتوحة والمغلقة، وفق إجراءات السلامة المطلوبة في هذه الأماكن، حتى يتم التأكد من سلامة العاملين أثناء تنفيذ أعمال المشروع، كذلك يتم عمل دورات تدريب وحملات توعية للعاملين بالمشروع من موظفي الشركة، وعمالة المقاول، لضمان سلامة العاملين من انبعاث تلك الغازات.

وأشار الديحاني إلى أنه تم الانتهاء من خطة التدريب الداخلي والخارجي لمهندسي ومشغلي الوحدة بالمصفاة، من خلال مقاول المشروع طبقاً للعقد وكذلك وفقاً للبرنامج الزمني المتفق عليه مع كل الجهات، لمعرفة متطلبات التشغيل، قبل تسليم الوحدة للمصفاة، حيث تم إرسال المتدربين للتدريب في أماكن تصنيع المعدات بمصانع الموردين، كذلك تم تدريب فريق الصيانة فى الموقع من خلال الموردين ومانح ترخيص المشروع Project Licensor شركة Worley parsons.

المقاولان الرئيسي والباطن

المقاول الرئيسي للمشروع هو شركة سامسونغ سي.آند.تي الكورية Samsung C &T، وهي من الشركات العالمية في مجال أعمال التصميم والتوريد والتنفيذ، ويعمل من خلالها العديد من الشركات المحلية كمقاولي الباطن، حيث كان مقاول الباطن الرئيسي للأعمال المدنية والميكانيكية والكهرباء والأجهزة HIESCO الشركة الهندسية لصناعة المعدات الثقيلة.

فرص عمل يوفرها المشروع للسوقين المحلي والخارجي

ذكر الديحاني أن المشروع يوفر فرص عمل لـ(15) مشغلاً للوحدة.

وعن عدد المعدات الرئيسية وعدد العاملين في أوقات الذروة، أوضح أن المشروع يحتوي على 25 معدة رئيسة (من أوعية ضغط، مبادلات حرارية، وبرج امتصاص)، إضافة إلى عدد (5) مضخات مركزية، كذلك تم تعديل تحديث المحرقة الحالية Incinerator بإضافة وحدتي تسخين (Super heater & De-super heater)، أما بالنسبة لأعداد العمالة وقت الذروة، كانت في حدود 450 عاملاً داخل المصفاة وخارجها.

الدروس المستفادة من المشروع

- التنسيق المبكر Proactive approach لأي عمل سيؤدي إلى نجاحه، وهذا ما تم تطبيقه في المشروع.

- يجب أن تكون هناك خطط وحلول بديلة لدى فريق العمل عند حدوث أي مشكلة، قد تعطل مسا ر المشروع.

- سلامة العاملين، سواء عمالة المقاول أو موظفي الشركة، من أهم الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها.

- روح العمل الجماعي بين فريق العمل من أسباب النجاح.

- اجتماعات المتابعة اليومية مع مقاول المشروع للوقوف على سير الاعمال من أسباب النجاح.

تحديات كثيرة واجهت المشروع في مراحله المختلفة من أبرزها أعمال تركيب المعدات الجديدة

تم بنجاح تنفيذ كل أعمال الربط الكهربائي لوحدة (Switch gear) خلال المدة المحددة وهي 6 أيام

الانتهاء من خطة التدريب الداخلي والخارجي لمهندسي ومشغلي الوحدة بمصفاة الأحمدي
back to top