السيسي يطالب المصريين بالصبر... و«الأوروبي» مع قلاش

الرئيس: مابزعلش من ولادي و90% من السجناء جنائيون... ولست على خلاف مع الإعلام

نشر في 05-06-2016
آخر تحديث 05-06-2016 | 00:04
 الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي
في حوار تلفزيوني استمر نحو الساعة ونصف الساعة، قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، كشف حساب لفترة حكمه خلال عامين، فيما امتثل نقيب الصحافيين وعضوان من مجلس النقابة أمام القضاء، أمس السبت، في أولى جلسات محاكمتهم بتهمة إيواء مطلوبين داخل مقر النقابة.
قبل أيام من حلول الذكرى الثانية، لتوليه الرئاسة، قدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كشف حساب، لفترة حكمه، أمس الأول الجمعة، في حوار تلفزيوني مطول، قال فيه: «مصر دفعت ثمناً كبيراً خلال السنوات الثلاث الماضية، وشعب مصر واع، ولم يستجب لمحاولات تأليبه»، وأوضح «أهل الشر هم كل من يُسيء لمصر شعباً ودولة، والمصريون يعلمون من هم أهل الشر»، مُشدداً على «ضرورة استمرار وحدة الشعب، فبهذه الوحدة لا يمكن لنا أن نخاف».

السيسي، الذي تحدث للأمة في لقاء تلفزيوني حاوره فيه الإعلامي أسامة كمال، على قناة «القاهرة والناس» الفضائية الخاصة، قال: «الدولة تتعرض في الوقت الحالي إلى محاولة هدم من الداخل»، لافتاً إلى أن قرار ترشحه للرئاسة كان يستهدف عدم سقوط الدولة.

وأكد السيسي أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تقوم بدور إشرافي وتنظيمي ورقابي في تنفيذ المشروعات القومية، التي تُقدر كلفتها حتى وقتنا هذا بتريليون و400 مليون جنيه، مُشدداً على أن الأجهزة الرقابية غير مكبلة بأي قيود لمكافحة الفساد.

وبدا أن السيسي كان حريصاً على التأكيد أن الدولة ليست في حالة ثورة إنما بناء، إذ قال :»مؤسسات الدولة كانت مستهدفة ونبهت وقلت مهم أوي نخلي بالنا من مؤسسات الدولة والمصريين فهموا ده كويس أوي.. الدولة ليست في حالة ثورة إحنا استكملنا المؤسسات».

وحرص السيسي، خلال اللقاء على تأكيد أن علاقته بالشباب جيدة، وأن مبادرة تمكين الشباب تُدرب 500 شاب وفتاة كل شهرين، ونتائج إعداد وتجهيز الشباب للقيادة ستظهر خلال 8 أشهر. وقال «مبزعلش من ولادي اللي بيخافوا على بلدهم، واللي بيختلفوا معايا عشان خاطرها».

وعن حرية التظاهر، قال الرئيس: «عايز تعمل مظاهرة من حقك بس خد تصريح وامشي قانوني...» داعياً شباب «الألتراس» إلى تقديم نموذج مصري لعودة الجماهير وتحمل المسؤولية في التنظيم، وأوضح أن 90 في المئة، من السجناء محبوسين في قضايا جنائية وليست سياسية، قائلاً: «الشوية التانيين بننظر في أمرهم... ونظرت 3 مرات والرابعة جاية»، في إشارة إلى إخلاء سبيل بعض المعتقلين في قضايا التظاهر.

كما حرص السيسي على نفي وجود خلاف مع الصحافة والإعلام، قائلاً: «لازم نتفق مفيش قيادة للإعلام... ومفيش إعلام في أي دول متقدمة بدون قيادة... لأنه هيشرذم الرأي العام»، مُطالباً وسائل الإعلام بإلقاء الضوء على المشروعات و«الإنجازات».

وقال السيسي، إنه لم يغضب من رفض البرلمان قانون الخدمة المدنية لأن ذلك يتعلق باختصاصات مؤسسات الدولة، وأضاف أن البرلمان سيناقش أيضاً قضية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن ترسيم الحدود هدفه التمكّن من التنقيب على الثروات في مياه البحر الأحمر والمتوسط، ولكن البعض استغل القضية لتأليب الرأي العام.

ردود فعل

عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جورج إسحاق، قال «أتمنى أن يُنفذ الرئيس ما قاله من وعود، فليس بالخطابات والوعود فقط تُدار الأمم»، وأعرب إسحاق عن أمنياته في أن يشهد المجال العام في البلاد مساحات من حرية التعبير والانفتاح على العالم».

من جانبه، قال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات، عمرو هاشم ربيع، إن لقاء الرئيس لم يتناول الكثير من الموضوعات المهمة، مثل البطالة وقضايا المرأة، وتابع: «اللقاء بشكل عام لا يطمئن الشعب، وأن الرئيس ليس لديه قدرة سياسية على مخاطبة الشعب بالفساد والكوارث التي تواجهها مصر».

من جانبه، قال القيادي في حزب «التحالف الشعبي» عبدالغفار شكر، إن ما تحدث عنه الرئيس السيسي حديث عام، لم يذكر خلاله أية بيانات أو معلومات، فيما قال الخبير الاقتصادي عبدالخالق فاروق، إن نمط المشروعات، التي تحدث عنها الرئيس، أغلبها لم يتم إنجازه، وقال لـ«الجريدة»: «هناك غياب واضح لرؤية استراتيجية تتعلق بالاقتصاد والتعليم».

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحافي حسام مؤنس حديث الرئيس بشأن أنه «لا يغضب من أولاده» دليلاً على استمرار التعامل مع «سلطة أبوية» مضيفاً لـ «الجريدة»:»هذا يعني عدم قدرة الرئيس على إدارة حوار وفتح باب النقاش مع الشباب».

محاكمة النقيب

وسط تجمع عشرات الصحافيين المصريين، وحضور قوي لوسائل إعلام دولية ومحلية، فضلاً عن حضور مندوب عن «الاتحاد الأوروبي» ومندوب عن السفارة الألمانية في القاهرة، جرت أمس السبت أولى جلسات المُحاكمة العاجلة لنقيب الصحافيين يحيى قلاش، وسكرتير عام النقابة جمال عبدالرحيم، ورئيس لجنة الحريات، خالد البلشي، في قضية اتهامهم بإيواء صحافيين مطلوبين على ذمة قضايا، هما عمرو بدر ومحمود السقا.

مَثل قلاش والبلشي وعبدالرحيم أمام محكمة جنح عابدين، التي قررت إرجاء محاكمتهم إلى جلسة 18 يونيو الجاري، لتمكين هيئة الدفاع من الاطلاع على أوراق القضية، فيما تضامن وفد من نقابة المحامين مع نقابة الصحافيين، وشكلوا هيئة دفاع عنهم.

وفي أعقاب خروج قلاش وعضوي النقابة من المحكمة، ردد الحضور هتافات، مؤيدة للنقيب ولنقابة الصحافيين، بينها «أرفع راسك فوق أنت صحفي»، «حبس الصحفي عار وخيانة»، فيما أكد النقيب يحيى قلاش، في مؤتمر صحافي عقده في مقر النقابة وسط القاهرة، إن قضيتهم نقابية وليست سياسية، وأن جهات في الدولة تحاول طمس الحقائق، وقلب الأمور، وتحويل القضية إلى سياسية، يتم فيها الترويج إلى أن النقابة في حالة صدام مع مؤسسات الدولة المختلفة.

قلاش الذي بدا في حالة معنوية مرتفعة، قال: «نتمسك بدولة القانون وسنتصدى إلى قانون القوة، ولن نتخلى عن مطلبنا في ملاحقة المسؤول عن واقعة اقتحام النقابة، قضائياً، وتقديمه للمحاكمة».

سكرتير عام النقابة، جمال عبدالرحيم، قال إن مثول نقيب الصحافيين وعضوي مجلس النقابة، أمام القضاء أبرز رد على المروجين أن الصحافيين فوق القانون، مؤكداً: «النيابة رفضت تسليمنا نسخة من التحقيقات، التي أجرتها معنا في 30 مايو الماضي»، فيما قال رئيس لجنة الحريات، خالد البلشي، إن الهجمة على نقابة الصحافيين جزء من سياسة عامة تتبعها الدولة في الوقت الحالي للنيل من الحريات.

back to top