تنتشر في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية تظاهرات الحركات المتطرفة المناهضة للمهاجرين والإسلام، والتي تتصادم أحياناً مع بعض المهاجرين ومواطني تلك الدول المسلمين، وتحدث ملاسنات تصل أحياناً إلى حد التشابك بالأيدي، وهي ظاهرة تتكرر أسبوعياً حول العالم.

ومع تكرار الخبر حول هذه المواجهات في وسائل الإعلام المختلفة تخيلت حواراً في مواجهة بين متظاهرين أحدهما عنصري أبيض والآخر مهاجر مسلم غالباً ما سيكون عربياً:

Ad

العنصري الأبيض (صارخاً): اخرجوا من أوطاننا لا نريدكم هنا ولا دينكم المتزمت.

المهاجر المسلم: أصحاب ديننا هم من أخرجوا أوروبا من عصر الظلام إلى العلم والتطور.

العنصري: أنتم تعيشون في الماضي وادعاءاته... متزمتون عالة على الدنيا بلا إنتاج ولا صناعة.

المهاجر: أنتم من استعمرتمونا وقسمتمونا واستنزفتم مواردنا.

العنصري: بل نحن من مدنكم، وأدخل الحداثة لكم وأسس الإدارة الحديثة وأنشأ الجامعات ونظم المدن لكم وحدث وسائل الزراعة والتعدين في أوطانكم، وبعد أن تركناكم في عهد ما سميتموه بالتحرير والاستقلال، دمرتم كل ما فعلناه لكم بفسادكم وقلة تدبيركم، فخربتم مدنكم النظيفة الجميلة وأصبحت حواري وعشوائيات قذرة، وسرق حكامكم مواردكم وثرواتكم.

المهاجر: أنتم من تدمروننا بتفرقتنا وزرع الفتن بيننا وتزويد بعضنا البعض بأسلحتكم الفتاكة.

العنصري (ضاحكاً): ههههه... أنتم متخلفون تعيشون في سجون نزعاتكم المذهبية والعرقية والدينية والإقليمية التي تخلص منها صاحب العرق الأبيض الأوروبي، وأصبح المعتقد والمذهب وطريقة النجاة مع الخالق بعد الفناء شأناً شخصياً لا علاقة للدولة والمجتمع به، ونعيش نحن في سلام فيما بيننا بحدود مفتوحة، همنا هو رفاهية الإنسان والاختراع والرقي الاقتصادي، فيما الأقليات عندكم تلجأ لنا لنستخدمها أدوات لتمزيقكم والهيمنة عليكم... فلماذا لا نفعل؟

المهاجر: أنتم تسلطون علينا المستبدين فيعم الفساد والخراب في أوطاننا وهو الذي يجعلنا نهرب إلى بلدانكم؟

العنصري: ماذا نفعل إذا كان حكامكم مستعدين لحرق أوطانهم على أن يتخلوا عن كراسيهم، وأنتم شعوب إن رفعت عنكم عصا المستبد تقاتلتم فيما بينكم كطوائف وقبائل وأقاليم.

المهاجر: نحن ندافع عن عقيدتنا وقيمنا.

العنصري: عقيدتكم الآن هي قنابل داعش والنساء المكممات بالسواد.

المهاجر: هذا افتراء بل نفاقكم وسكوتكم عن المذابح التي تحدث بسلاحكم، وبمساعدة قوات وسلاح شقيقك الأبيض الروسي إلى المستبدين في الشرق العربي هي من أخرجت هذه الصورة القميئة عن عقيدتي التي ينشرها متطرفون.

العنصري (ساخراً): ها... دائماً ما تجدون مبرراً خارجياً لأخطائكم ومصائبكم... اخرج من وطني.

المهاجر (بحدة): لن أخرج... فكم مرة أتيتم إلى أرضي وبقيتم فيها...؟ فشريعة السماء والأرض تعطي الإنسان حرية السفر والتنقل والهجرة، وأنتم بأسلحتكم الفتاكة التي اخترعتموها ورأسماليتكم الانتهازية التي تحتكر ثروات العالم تدمرون كوكب الأرض والبشرية.