رمضان باب الرزق للجميع
مبروك عليكم الشهر الكريم، وعساكم من عواده، وكل رمضان والجميع بخير، هذا الشهر كريم بالفعل؛ فرزقه واسع، وعطاؤه كبير، سواء كان عطاء مادياً يعود على المنتجين والصناع والمستوردين وأصحاب المهن وكل من له علاقة بتجارة المواد التموينية والمطاعم والمطابخ، أو غير ذلك. فهذا الشهر أحسن التجار استغلاله وحلبه على أفضل وجه، مستغلين عادات الناس وطباعهم وتصرفاتهم بهذا الشهر الفضيل لصرف كل ما في الجيب، وربما يستلفون لتغطية بند المأكولات والمشروبات التي تتضاعف بسبب جوع الصيام، ثم يليه مستلزمات القرقيعان التي بات التجار يتفننون في تسويق مغرياتها التي باتت مكلفة جداً وخرجت من معناها الاحتفالي البسيط الذي كانت عليه، لتتحول إلى مباراة وسباق للأبهى والأغلى، وإن كان له اسم وماركة يكون الأفضل للمباهاة و"الرزة" و"المسايق"، وهو ما أدركه الحس التجاري واستغله خير استغلال، ثم يأتي دور الخياطين والمطرزين لشغل الجلابيات التي لم يصنع مثلها من قبل، وأيضاً يتبعها البشوت والعباءات، وكلها يجب أن تكون صرعة الصرعات حتى تنال الإبهار والإعجاب والذي منه، وبعد ما ينتهي هذا الدور يبدأ شراء ملابس العيد ومستلزماته، ولا ننسى مصروفات المباركات والاستقبالات التي تدور من بيت إلى بيت لتقديم الأكرم والأجمل والأروع من بوفيهات الأكل الفاخر، ومع كل هذا الصرف والجهد يبقى لرمضان بهجة ونكهة خاصة تعطيه طابعاً مختلفاً عن كل شهور السنة، خاصة بروحانياته التي يبثها على الجميع، فهو شهر طاعة وعبادة ومحبة وتواصل وتراحم.وطبعا هو باب رزق أيضاً لكل العاملين في قطاع إنتاج المسلسلات والبرامج الرمضانية وسهراتها التي يسترزق منها كل الممثلين والممثلات، وكل العاملين بهذا القطاع، هو رزقهم الكبير من كل محصول العام؛ لذا ترى الممثل بأكثر من مسلسل وبأدوار مختلفة في نفس الشهر.والأعمال كثيرة لهذا العام، مثل كل عام، لكن الجيد جداً منها ربما لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وربما أقل، فأغلبها تكرار لمواضيع سبق طرحها أو تمت سرقتها من مسلسلات أخرى أو أفلام أجنبية خاصة الأكشن منها.
لكن هناك أسماء يمكن أن تراهن على جودة العمل بوجودها مثل الممثل القدير يحيى الفخراني الذي يمنح اسمه جودة للمنتج ولا يخيب أمل المشاهد فيه، وأعماله السابقة كلها تشهد بذلك، فمن ينسى رائعته "الخواجة عبد القادر" ومسلسل "دهشة" عن الملك لير، وكل أعماله بلا استثناء، حتى أدواره الكوميدية، واسم مسلسله لهذا العام" ونوس"، وأيضاً إخراج ابنه شادي الذي أثبت بالفعل أن أبن الوز عوام، مع الممثل القدير نبيل الحلفاوي. وكالعادة هناك مسلسل لعادل أمام، ومن إخراج ابنه رامي، واسمه "مأمون وشركاه"، ومحمود عبدالعزيز يعود للتلفزيون بدور كوميدي بمسلسل "الغول"، وهو يبرع أكثر بأدواره الكوميدية، فمن ينسى دوره في فلم الكيت كات وخليل بعد التعديل، معه فاروق الفيشاوي وميرفت أمين؟وهناك أيضاً الجزء السادس من "ليالي الحلمية"، لكن بتأليف أيمن بهجت قمر وهو كاتب متميز، ومعه عمرو محمود ياسين، ولأول مرة أسمع أنه مؤلف بجانب التمثيل، ويشارك بهذا الجزء من الأبطال القدماء صفية العمري وإلهام شاهين وهشام سليم، ومن إخراج القدير مجدي أبو عميرة.وأرشح أيضاً مسلسل "سقوط حر" لنيلي كريم؛ لأنها أثبتت جدارتها في التمثيل العبقري، بالإضافة إلى الإخراج المتميز لشوقي الماجري، وأيضاً "أفراح القبة" من تمثيل منى زكي وجمال سليمان وصابرين، وكذلك مسلسل "هي ودافنشي" لأنه من بطولة المتفوق خالد الصاوي وليلى علوي، ولا بد من ذكر مسلسل "الكيف" للمثل الذي أثبت جدارته في كل دور قام بأدائه سواء كان صغيراً أو كبيراً، كوميدياً أو تراجيدياً، ألا وهو الممثل الطاغي الحضور باسم السمرة، وتشاركه في البطولة لوسي، ومن إخراج محمد النقلي.ومن المسلسلات السورية أظن أن "خاتون" سيطغى عليها في الحضور، وهناك أيضاً "باب الحارة" الذي يعود بجزء ثامن لمحبي المسلسلات السورية، وإن كنت لم أشاهد أي جزء منه.من المسلسلات الخليجية أتوقع نجاح مسلسل "ساق البامبو" لأن السيناريو والحوار من إعداد الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن وهو قادر على حزم وشد العمل وتخليصه من الترهل الفائض عن الحاجة، العمل من بطولة سعاد العبدالله وإخراج محمد القفاص، وأيضاً مسلسل حياة الفهد "بياعة النخي".ولمحبي المسلسلات الخفيفة الكوميدية أرشح "لغز ميكي" تمثيل دنيا سمير غانم وأختها خفيفة الظل إيمي سمير غانم.