التصعيد العسكري في تعز يطغى على مشاورات الكويت اليمنية

أنباء عن تعليق الوفد الحكومي مشاركته و٣ من أعضائه يغادرون والتحالف يقصف «أنصار الله» بعمران

نشر في 06-06-2016
آخر تحديث 06-06-2016 | 00:06
قوات موالية للحكومة اليمنية خلال استعراض عسكري بمأرب شرق صنعاء أمس (رويترز)
قوات موالية للحكومة اليمنية خلال استعراض عسكري بمأرب شرق صنعاء أمس (رويترز)
ألقت الأوضاع الأمنية المتدهورة في مدينة تعز التي تشهد خرقاً متزايداً لاتفاق وقف إطلاق النار بظلالها على مشاورات السلام اليمنية أمس، حيث ترددت أنباء عن تعليق الوفد الحكومي مشاركته، بينما تبدو فرص وفاء الأطراف اليمنية بإعلانها السابق عن إطلاق نصف المعتقلين بحلول شهر رمضان ضعيفة.
طغى صوت المعارك في تعز على أجواء مباحثات السلام اليمنية في الكويت أمس، وترددت أنباء عن تعليق الوفد الحكومي اليمني المفاوض مناقشاته مع وسيط الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ في القضايا المتصلة بالمشاورات، لتقتصر المحادثات على الأوضاع الأمنية بتعز التي شهدت قصفاً عشوائياً على سوق شعبي، الجمعة الماضية، تسبب في مقتل وجرح العشرات من المدنيين.

وأفاد موقع "مأرب برس" بأن 3 من أعضاء الوفد الحكومي المفاوض غادروا الكويت بشكل مفاجئ وأطلعوا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على سير المشاورات خلال اجتماع عقد بالعاصمة السعودية الرياض.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من إدانة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للهجوم الذي وقع على سوق مزدحم في تعز.

وقال كي مون في بيان أصدره مكتبه، مساء أمس الأول، إن الاعتداء على المدنيين وعلى الأماكن المكتظة بالسكان ومنها الأسواق والذي استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة ومنها الصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية ممنوع منعا باتا ويعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، داعيا إلى إجراء تحقيق مستقل من أجل التأكد من محاسبة المسؤولين. وكان وزير الخارجية اليمني رئيس وفد التفاوض الحكومي بمشاورات الكويت ناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي اتخاذ خطوات عادلة وملموسة لوقف ما اعتبره "جرائم الميليشيات في تعز".

إلى ذلك، التقى ولد الشيخ، أمس، الوفد المشترك لـ"أنصارالله" و"المؤتمر الشعبي" المشارك في مشاورات السلام اليمنية في الكويت لبحث عدد من القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال.

وعقب لقاء ولد الشيخ والوفد المشترك عقدت لجنة الأسرى والمعتقلين جلسة لاستكمال بحث موضوع الإفراج عن عدد من المحتجزين في وقت تبدو فرص وفاء الأطراف اليمنية بإعلان سابق عن إطلاق نصف المعتقلين بحلول شهر رمضان ضعيفة.

وكان المشاركون جددوا خلال جلسة لجنة الاسرى والمعتقلين، أمس الأول، التزامهم بإحراز تقدم في هذا الملف الإنساني، فيما أعرب المبعوث الاممي عن الأمل في أن تلتزم الاطراف اليمنية بوعودها في هذا الجانب، حاثاً جميع الأطراف على الافراج الفوري عن السجناء والمعتقلين.

معارك وغضب

في هذه الأثناء، شهدت الأحياء الشرقية لمدينة تعز وأحياء كلابة وثعابان قصفا صاروخيا، فيما اندلعت اشتباكات متقطعة على عدة جبهات عند الحد الفاصل بين محافظتي تعز ولحج.

كما شهدت جبهة ذباب شمال باب المندب، بتعز، تبادل قصف مدفعي وصاروخي بين "أنصار الله" وقوات صالح من جهة والقوات الحكومية المدعومة بالمقاومة الشعبية من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف المتمردين.

وخرج متظاهرون في مدينة تعز منددين بالهجمات الصاروخية التي راح ضحيتها العديد من المدنيين بين قتيل وجريح.

وبأصوات غاضبة ردد المتظاهرون في محافظة تعز مطالبهم بوقف فوري لما اعتبروه "جرائم ميليشيات الحوثي وصالح".

غارات ومناشدة

من جهة أخرى، شن طيران التحالف العربي غارات عنيفة على موقع عسكري لـ"أنصار الله" بمنطقة الجنات في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء.

وأفاد مصدر محلي بأن طيران التحالف دمر أسلحة وآليات عسكرية بإحدى المدارس القديمة التي حولتها "أنصارالله" إلى موقع للتجهيز الميداني لعناصرهم للانطلاق إلى جبهات القتال.

في السياق، ناشدت المقاومة الموالية لهادي في مديرية القبيطة طيران التحالف للتدخل لمنع قوات "أنصار الله" وصالح من التقدم باتجاه جبل الياس المطل على قاعدة العند بمحافظة لحج الجنوبية بالتزامن مع تواصل المعارك في منطقة الكعبين شمال مديرية القبيطة لليوم الرابع على التوالي، حيث تسعى قوات التمرد المتمركزة قرب مدينة الراهدة بمحافظة تعز إلى التقدم والسيطرة على جبل الياس المطل على القاعدة الجوية.

علاج سوداني

إلى ذلك، وصلت إلى العاصمة السودانية الخرطوم دفعة جديدة من جرحى المقاومة الشعبية الموالية للحكومة لتلقي العلاج.

ومن المقرر أن يتم ارسال الحالات المستعصية التي تحتاج إلى عمليات دقيقة إلى الهند خلال الأيام القليلة المقبلة.

(الكويت، عدن ــ كونا، أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top