رجال في تاريخ الوطن

نشر في 07-06-2016
آخر تحديث 07-06-2016 | 00:10
من خلال استطلاع مصغر وبسيط توصلت إلى نتائج قد تكون معبرة عن الأغلبية الصامتة، فقد لاحظت، على الرغم من الهجوم اللاذع على المجلس وبعض أعضائه وتواضع إنجازاته، أن هناك تمسكاً حاداً وقوياً بوجوده، فمجلس الأمة والكويت صنوان، فهو الوجه الحضاري والديمقراطي لهذا الوطن منذ نشأته.
 يوسف عبدالله العنيزي ونحن في السنة الأخيرة من عمر مجلس الأمة الحالي خطر على البال أن أقوم باستطلاع مبسط لآراء المواطنين من خلال الزيارات التي اعتدت على القيام بها لبعض الديوانيات في البلاد، والتي تعتبر برلمانات مصغرة ليس لها مثيل في أي من بلاد الدنيا، تتم فيها مناقشة كل المواضيع بشفافية وصراحة مطلقة بلا خوف، ودون أن يلتفت المتحدث حوله، فمن نعم الله علينا في هذا الوطن الغالي أننا لم نحكم في أي فترة من الزمان بنظام دكتاتوري يختفي فيه الناس في لحظة وراء الشمس.

كان الهدف من الاستطلاع معرفة رأي المواطن بالمجلس، أدائه وإنجازاته وقراراته، ومدى ملامسته لهموم المواطن ومدى تصديه لما يعانيه الوطن من تردٍّ في الخدمات العامة، ودوره في مواجهة المشاكل المستديمة التي دخلت نفقا مظلما من الصعب علينا رؤية نهاية له، ولسنا هنا بصدد سردها، فيكفي أن ننظر حولنا أو أن نتصفح جرائدنا اليومية لمعرفة حجم ذلك الكم من المعاناة، ثم هل حاول المجلس الدعوة لمناقشة بعض القوانين واللوائح التي غدت طلاسم تعوق حركة التنمية، مثل ديوان المحاسبة وديوان الخدمة المدنية، ولجنة المناقصات والجمعيات التعاونية والخيرية، وغيرها من المحرمات التي تحتاج إلى وقفة مراجعة.

من خلال هذا الاستطلاع المصغر والبسيط توصلت إلى نتائج قد تكون معبرة عن الأغلبية الصامتة، فقد لاحظت، على الرغم من الهجوم اللاذع على المجلس وبعض أعضائه وتواضع إنجازاته، أن هناك تمسكاً حاداً وقوياً بوجوده، فمجلس الأمة والكويت صنوان، فهو الوجه الحضاري والديمقراطي لهذا الوطن منذ نشأته، فلا يمكن أن نتصور الكويت بدون مجلس الأمة، ولا يمكن أن نتصور الكويت بدون المقرات الانتخابية للمرشحين لتكون شرايين حياة عز وفخر لهذا الوطن وأهله، ومحط أنظار العالم، سواء كان ذلك نابعاً من غيرة وحقد أو إعجاب وتقدير.

ولاحظت أن هناك عتباً على بعض النواب الذين تخلوا عن تمثيل الأمة، وغدوا ممثلين لطائفة أو قبيلة أو فئة، كما غدا بعضهم "نواب خدمات" أو كما وصفهم أحد كبار المسؤولين "مناديب" يجوبون أروقة الوزارات لإنهاء معاملات بعض المواطنين، حتى لو كانت تخالف اللوائح والقوانين، والواقع أن السبب في انتشار ظاهرة "نواب الخدمات" هو المواطن الذي يسعى إلى النائب في كل صغيرة وكبيرة، وفي حالة اعتذار النائب فلن يسلم من القيل والقال، مثل "فلان النائب ما فيه خير رحنا له ما سوالنا شي ما أدري ليش انتخبناه؟".

كما لاحظت أن هناك ألماً من سلوك بعض النواب الذين غدوا جزءاً من الفساد بدل أن يتصدوا له، ولعل أروع ما توصلت إليه في هذا الاستطلاع المبسط ذاك الكم من الإشادة برئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم الذي أثبت مقدرة وجدارة، سواء على الساحة البرلمانية أو على مساحة الوطن، فكان "بوعلي" حاضرا وبقوة للتصدي لتلك الفتن التي أطلت برأسها فاستطاع إخمادها وتجاوزها... هذه الكويت التي نعشقها.

حفظها الله وحفظ قيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top