رمضان شهر الاتزان
لكي يستطيع الفرد المسلم أن يصنف نفسه في خانة «المتزنين الناجحين»، فإنه بحاجة إلى إدارة واجباته التعبدية الروحانية بالشكل المرضي، وأن يقوم بأداء واجباته المهنية والوظيفية أو الدراسية على أكمل وجه، وأن يحرص في الوقت ذاته على ضبط أخلاقياته ومزاجه عند تعامله مع الآخرين.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
وفقا لهذه المعطيات، يمكن لي أن أعتبر شهر رمضان الكريم، اختبارا دقيقا للاتزان الحياتي، فلو نظر كل واحد منا إلى تجربته عندما يأتي عليه شهر رمضان، وكيف يدير حياته خلال هذا الشهر الفضيل، فسيتمكن من أن يرسم صورة لمدى قدرته على إدارة الاتزان الحياتي في سائر حياته. نعم، لا شك أن شهر رمضان هو تجربة استثنائية، لكونها مضغوطة في إطارات كثرة الالتزامات وتعدد الأماكن وقصر الزمن، إلا أنها تعطي صورة دقيقة للمقصود بالاتزان الحياتي.خلال شهر رمضان، ولكي يستطيع الفرد المسلم أن يصنف نفسه في خانة "المتزنين الناجحين"، فإنه بحاجة إلى إدارة واجباته التعبدية الروحانية بالشكل المرضي، وأن يقوم بأداء واجباته المهنية والوظيفية أو الدراسية على أكمل وجه، وأن يحرص في الوقت ذاته على ضبط أخلاقياته ومزاجه عند تعامله مع الآخرين، سواء من زملاء أو مرؤوسين أو مراجعين أو من عموم الناس حوله، في ظل نظام غذائي ضاغط يلزمه بالصيام طوال النهار وضبط مقادير الأكل بعد الإفطار، وذلك مع ضبط ميزان نشاطه الجسماني ومراعاة وضعه الصحي، مع الحرص على القيام بكل واجباته الأسرية والوفاء بكل التزاماته الاجتماعية! هل ترون كيف أن رمضان هو بالفعل شهر الاتزان؟!من ينجح في ضبط ميزان الاتزان الحياتي خلال شهر رمضان، هذا الشهر الاستثنائي المبارك، يمتلك الوصفة السحرية التي ستقوده إلى النجاح في الاتزان في سائر حياته.وفقنا الله وإياكم للاتزان الحياتي، في رمضان وفي سائر شهور العام، وكل عام وأنتم أطيب وإلى الله أقرب.