اختلف شهر رمضان هذا العام عن الأعوام الماضية، وذلك باستمرار الإقبال على الكتابة في الشأن السياسي بالصحافة العربية، بل من الملاحظ اشتعال بعض الأقلام العربية بوقود الأحداث الجارية.

فهناك مقالات يتساءل من خلالها الكتّاب عن مدى حاجة الأميركيين إلى رئيس ميكيافيللي الشخصية، أي شخصبة القائد الذي يفهم مصادر القوة ويمتلك الأخلاقيات على حد تعبير الكاتب. بحث نايجل هاميلتون الشخصيات التي أدارت الدولة كجونسون وبوش وترومان وكينيدي، فهل هناك نموذج واضح للاستمرار بذلك النمط؟ ويبدو أن عدوى النظر إلى البطولة التاريخية قد أصاب الأميركيين أيضا، وهناك مقالات تتساءل عن سر ارتفاع منسوب الود والصداقة بين نتنياهو وبوتين.

Ad

وأطرف ما في الأمر تلك المقالات التي تغلب عليها الطرافة، حول عمليات التجميل، وهل هي تجميل أم تضليل؟ وهل السبب تضليل الرجل لكي لا يقرأ ما بين السطور؟

أما في الشأن المحلي فما زالت القضايا تتكرر كالتعداد السكاني الذي يصفه الكتّاب وأهل الاختصاص بضعف التجانس، ويزداد عاما تلو الآخر دون تجانس بين المعدل السلبي الخاص بازدياد الكويتيين والمعدل الإيجابي المتزايد للعمالة الوافدة، واليوم تستمر سياسة عدم التجانس دون إجراءات واضحة لاحتوائها.

أما سوق العمل فقد أجمعت أغلب المقالات اليومية على جاذبية القطاع الحكومي للقوى العاملة الكويتية الشابة ويقابله عزوف شبابي عن العمل في القطاع الخاص، وحذر أهل الاقتصاد من المزايا «الضخمة» التي يمنحها القطاع العام من إجازات سخية وعدد متواضع من ساعات العمل تقابلها إنتاجية منخفضة. واليوم يستمر الجهاز الحكومي بل يقوم بمنافسة القطاع الخاص عن طريق صناعة كوادر «ذهبية» للموظفين لا يمكن منافستها، فما الحل؟

أما التعليم فقد أجمعت الدراسات على أن خطورة تزايد مستوى الإنفاق على عملية التعليم التي فاقت إنفاق الاتحاد الأوروبي بأكمله، وقد أجرى البنك الدولي مع وزارة التربية دراسة مشتركة حذرت من الإنفاق المتزايد على عملية التعليم، أي تضخم بند الرواتب والأجور، وأوصت الدراسة بالإنفاق على إنشاء المختبرات العلمية والمراكز البحثية، وجلب اللوازم التعليمية الحديثة. فكيف سنصل إلى المعادلة المطلوبة؟ وكيف يمكننا وضغ حد للإنفاق الإداري بالعملية التعليمية والإنفاق بسخاء على البحث العلمي وتكنولوجيا النانو والبنى التحتية التقنية؟

وللحديث بقية!!

كلمة أخيرة:

هل تتساوى الطالبة التي تدرس الدكتوراه عبر البارت تايم، وترسل البحث بالإيميل، ولا تزور لندن إلا في أيام محدودة، بالطالبة التي تنتظم بالحضور الإلكتروني والمساهمة اليومية بالمقالات والأبحاث عبر نظام البورتال المحكم؟ لا شك أننا بحاجة إلى إعادة النظر في أنظمة الدرسات العليا وإعادة اختبار معايير المصداقية للتعلم الإلكتروني والبارت تايم في ظل التطور التكنولوجي.

كلمة أخرى:

بعد متابعتي للحوار الذي يدور حاليا في دول أوروبية حول تقليص الإنفاق المخصص لعلاج مرضى الأمراض المستعصية بحجة التكلفة العالية، أقول فعلا عمار يا كويت!!