طالب الأديب عبدالوهاب الأسواني سعيد أن تهتم الجهات المعنية في مصر ووزارة الثقافة تحديداً بطباعة الأعمال الأدبية للراحل العظيم فؤاد قنديل، كذلك للراحلين الكبار، مشيراً إلى أن الاهتمام بأعمالهم بمثابة الوفاء لهم، فقنديل مثلاً أعطى من عمره وإبداعه للوطن والقراء، خصوصاً أنه لم يسع في يوم من الأيام إلى مصالح شخصية أو مآرب خاصة به.

وأوضح الأسواني أن فؤاد قنديل كان أحد الوجوه الثقافية العربية المهمة والمخلصة في جيله من خلال القصة القصيرة والرواية، علاوة على أدب الرحلات، لذلك كان مشروعاً أدبياً كبيراً ومتميزاً، مضيفاً: «عالم الأحلام الذي ملأ روايات قنديل ومنحها بعدها الفانتازي كان إحدى السمات التي ميزت أعماله، بالإضافة إلى إيمانه الشديد بفكرة الالتزام الاجتماعي والفكري، وضرورة أن يكون للكاتب دور في علاقته بمجتمعه وتنميته».

Ad

الروائي والقاص مكاوي سعيد طالب الدولة المصرية بالاهتمام بالإنتاج الإبداعي للراحل فؤاد قنديل، مبدياً خشيته من ضياع هذا التراث، خصوصاً أن هذا الأمر حدث مع عدد غير قليل من مبدعي مصر الكبار الذين تختفي أعمالهم عقب وفاتهم، لا سيما أن فؤاد قنديل كان كاتباً مؤثراً ودمث الخلق وقدم الكثير من العطاء للبلد.

من جانبه، أكد الأديب الكبير عبدالمنعم تليمة أن الراحل لم يكن كاتباً فحسب ولا مجرد حكاء بل كان مثقفاً رائعاً من الطراز الأول، وحصل على جوائز أدبية كبرى، وورد اسمه أيضاً في موسوعة أعلام الأدب العربي، وحصد جائزة الدولة للتفوق في الآداب، وحصل باحثون كثر على درجات علمية حول أعماله الروائية والقصصية.

وأوضح تليمة أن دراسة قنديل علم النفس والفلسفة ظهرت جلياً في كتاباته، وانعكست على رواياته وإنتاجه الأدبي، فكان النسق المنضبط والإيقاع الرصين واللغة الأدبية الأكثر التزاماً، وظل طوال حياته يسير على هذا الدرب ولم يتخل عنه ولم يجنح إلى ابتذال اللغة أو العبارة، مشدداً على أن قنديل أحب الرموز واستخدمها كما في روايته «السقف» التي خاطب بها أحد الرؤساء المصريين الراحلين من خلال الرموز.

من جانبه، أكد الناقد الأدبي عمر شهريار أن الراحل الكبير فؤاد قنديل كان يتسم برصانة لغته، بالإضافة إلى أن مشروعه الأدبي اعتمد على الواقعية الأدبية منهجاً وأسلوباً بلا نزعات تجريبية أو حداثية، موضحاً أن قنديل لم ينل الاحتفاء النقدي الذي يتناسب مع حجم إنتاجه الذي تخطى العشرين رواية وثلاث عشرة مجموعة قصصية وأربع روايات للأطفال وغيرها من كتابات.

وأشار شهريار إلى أن الراحل كان يستخدم الفانتازيا الممزوجة بالواقعية السحرية كمحاولة لمعالجة آلام الواقع بأساليب أدبية شتى، كانت شخصياته الأدبية لا تخلو من مشكلات المجتمع والانغماس فيه حتى يستطيع أن يجد حلولاً لهذه الأزمات، مطالباً وزارة الثقافة بإعادة طباعة أعمال الراحل لتكون ميراثاً إبداعياً تنشره وترعاه وزارة الثقافة.

وألمح شهريار إلى أن فؤاد قنديل كان أحد أصحاب الأساليب الروائية المميزة، كان يستخدم الأساطير لكتابة الواقع وله روايات عدة يستخدم فيها الأسطورة، فهو كان يتحدث عن مجتمع شديد الاشتباك، واستطاع أن يلتقط بحيادية صوراً كثيرة من الواقع المصري، وتمكّن أيضاً من التنبؤ بكثير من الحوادث التي مرت بمصر على مدار حياته.

عن فؤاد قنديل

ولد فؤاد محمود أحمد قنديل بمحافظة القليوبية، ودرس الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة. بدأ منذ منتصف الستينيات بنشر قصصه ومقالاته في المجلات والصحف العربية، وبلغت مؤلفاته نحو 50 عملاً في الرواية والقصة القصيرة والدراسات الأدبية. في الرواية له 18 عملاً أبرزها «الناب الأزرق»، و{عشق الأخرس»، و{موسم العنف الجميل»، و{نساء وألغام»، و{المجهول للكون».

وللكاتب الراحل 12 مجموعة قصصية من بينها «عقدة النساء»، و{عسل الشمس»، و{زهرة البستان»، وله كتب في الدراسات الأدبية عن كتاب مصريين بارزين من بينهم نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، وصلاح جاهين.

نال قنديل من مصر جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2010. وتقلد مناصب عدة من بينها رئيس تحــريـر سلسلة «إبداعات» ورئيس تحـريـر سلسلة «كتابات جديدة»، ورئيس تحرير جريدة {أخبار الكتاب}، واختير عضواً في المجالس القومية المتخصصة، وانتخب عضواً في مجلس إدارة {نادي القلم الدولي}، وكان عضواً في مجلس إدارة {اتحاد الكتاب}.