المستشرق الروسي فاليري كوستين لـ الجريدة.: الحركة الاستشراقية الراهنة حيادية في تعاملها مع الثقافة الإسلامية
13% من الروس مسلمون وموسكو وحدها تضم 4 مساجد كبيرة
فاليري كوستين مستشرق روسي متخصص في العمل المعجمي، مؤلف وناشر للقواميس العربية الروسية، وعضو مجمع اللغة العربية في القاهرة.
وفي مقابلة مع «الجريدة»، يؤكد أن النظرة العدائية للمستشرقين تلاشت تماماً، وأصبح المستشرقون المعاصرون يتعاملون مع الثقافة الإسلامية بحيادية وموضوعية ويتحدثون عن الإسلام بإنصاف شديد.
ويقول إن أي محاولة من أي مستشرق لتأجيج الصراع بين المسلمين في الغرب والمسلمين في الشرق ستبوء بالفشل. حول وضع المسلمين والإسلام في الغرب كان لنا معه هذا الحوار.
وفي مقابلة مع «الجريدة»، يؤكد أن النظرة العدائية للمستشرقين تلاشت تماماً، وأصبح المستشرقون المعاصرون يتعاملون مع الثقافة الإسلامية بحيادية وموضوعية ويتحدثون عن الإسلام بإنصاف شديد.
ويقول إن أي محاولة من أي مستشرق لتأجيج الصراع بين المسلمين في الغرب والمسلمين في الشرق ستبوء بالفشل. حول وضع المسلمين والإسلام في الغرب كان لنا معه هذا الحوار.
● كيف جاء اختيارك لعضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة؟- لست جديدا على المجمع، فأنا ضيف دائم منذ عام 1966 على مؤتمره الذي يعقد في مارس من كل عام، وتم اختياري عضوا به منذ ثلاث سنوات.● تتقن اللغة العربية، كيف تم ذلك؟
- تعلمت العربية في جامعة موسكو، ثم التحقت للدراسة بكلية الآداب جامعة القاهرة منذ عشرين سنة عندما كنت كبير محرري الإعلاميين في دار نشر اللغة الروسية والمركز الثقافي الروسي بالقاهرة.● إلى أي مدى يهتم الشعب الروسي بالثقافة العربية؟- هناك اهتمام كبير وإقبال يتزايد كل عام على دراسة اللغة العربية، لذلك تجد في روسيا 30 مؤسسة تعليمية عليا تكون الدراسة فيها باللغة العربية لاستيعاب هذا الإقبال المتزايد من الشعب الروسي.
تقاليد شرقية قوية
● ما سبب اهتمام روسيا بالثقافة الإسلامية والعربية؟- روسيا بلد أوروآسيوي، والتقاليد الشرقية لدينا قوية جدا، وجيراننا الشرقيون مهمون بالنسبة لنا، وتجمعنا بهم علاقات طيبة وقوية، لذلك نحرص على الانفتاح على الثقافة العربية والإسلامية، لذلك توجد لدينا متاحف كثيرة تضم الكثير من المخطوطات العربية والإسلامية، وهناك قواعد ومعايير للمحافظة بشكل صارم على تقاليد الاستشراق على مدى قرنين من الزمن، فلا أحد يشك اليوم في ضرورة هذا العلم بالنسبة لبلدنا.● ما حال الإسلام والمسلمين في روسيا؟- في روسيا عدد كبير من المسلمين تصل نسبتهم إلى 13 في المئة من عدد السكان الروس، ويوجد في كل مدينة مساجد وفي موسكو وحدها أربعة مساجد كبيرة، وتقام الصلوات والدروس باللغة العربية الفصحى التي هجرت في بلادها وهي لغة القرآن الكريم. ● هل هناك تضييق على ممارسة العبادات؟- إطلاقا، لا يوجد تضييق، فحرية العبادة مكفولة للجميع، وليس هناك فرق بين أتباع الديانات المختلفة، والحكومة تدعم دور العبادة للجميع، وهناك تبادل التهاني في الأعياد.● ما وضع الجالية الإسلامية في روسيا؟- هم أصحاب وطن مثلنا تماما، وليسوا جالية، لكنهم أبناء الوطن ويمثلون جزءا لا يتجزأ من النسيج الوطني، وليسوا جماعات وافدة، كما هي الحال بالنسبة للعديد من الدول الأوروبية يجمعنا السلام والتفاهم والاحترام.تمثيل المسلمين في الحكومة
● هل هناك تمثيل للمسلمين داخل الحكومة وفي المؤسسات النيابية الرسمية؟- بالطبع يوجد عدد كبير في الحكومة، حيث يوجد تمثيل للمسلمين الروس في البرلمان ومجلس الوزراء، وحتى محليا وفيدراليا.● ما التحديات التي تواجه المسلمين في روسيا؟ - التحديات الوحيدة التي تواجه مسلمي روسيا، تتمثل في عدم توافر فرص عمل، وهم في ذلك مثلهم مثل باقي الشعب الروسي.● ماذا عن ترجمة معاني القرآن الكريم والكتب الإسلامية إلى اللغة الروسية؟- توجد ترجمات مفيدة، ويعتنى بها وتطبع بكميات كبيرة، وهي متوافرة للجميع، كما أن هناك حركة ترجمة للتراث العربي في روسيا من العربية للروسية بشكل واسع. ● ما رأيك في محاولة بعض المستشرقين تأجيج الصراع بين المسلمين؟ - لا أظن أن هذه المحاولات، إن وجدت، سوف تنجح، فلا يوجد صراع بين المسلمين في روسيا وخارج روسيا، فهم أتباع دين واحد، فالدين الإسلامي ينادي بالتوحد والتماسك والتكامل ونبذ الفرقة والخلاف، ولا يستطيع أحد أن يزرع الصراع بينهم إطلاقا.الحركة الاستشراقية
● كيف ترى واقع الحركة الاستشراقية في روسيا؟- يوجد في روسيا عدد كبير من المستشرقين، نحن نهتم باللغة العربية، فلا يمكن الاستغناء عن المعرفة، والتي تشكل العربية إحدى مفرداتها. ● إلى أي مدى تغيرت نظرة المستشرقين للإسلام والمسلمين؟- أظن الآن تلاشى تماما النظرة العدائية من المستشرقين للإسلام والمسلمين، بل تتم دراسة الثقافة الإسلامية والعربية بحيادية وموضوعية، ويتم الحديث عن الإسلام بإنصاف شديد، وأنا كمستشرق روسي مسيحي أحترم كل الأديان، وأقرأ القرآن، زرت دولاً عربية عدة وزرت مساجدها، ونالت إعجابي. ● ما رأيك في مقولة «صراع الحضارات»؟- لا أظن أن الحضارات تحتاج للصراع، كذلك لا يوجد صراع بين الأديان، مثلما يصور البعض، فالأديان في تحاور دائم، حيث إنها تكمل بعضها بعضا، فالحوار قائم باستمرار، ومن دون حوار لا توجد ديمقراطية، والذي يسعى للتصادم يؤجج الحروب. ● ما أنسب الوسائل لمواجهة المبادرات العدائية التي يتخذها البعض ضد الإسلام في الغرب؟ - أفضل طريقة لمواجهة ذلك، هي الانفتاح على الآخر، لتأكيد أن المسلمين دعاة إخاء وتعاون وحوار وأصحاب رسالة إنسانية حضارية تدعو إلى السلام العالمي واحترام الاختلاف والتنوع الثقافي.● كيف ترى واقع الحوار بين الأديان؟- الواقع يستلزم التفاهم والتكامل بين البشر، لذلك يجب على رجال كل دين دراسة دين الآخر بموضوعية واحترام، وليس على اعتباره أنه العدو الذي يجب دراسته، فكلنا شركاء في هذا العالم.● ما جديد ترجماتك؟- حاليا أعكف على تأليف أكبر قاموس في روسيا (عربي روسي) يتكون من 4 أجزاء، وقد بدأت العمل فيه منذ ثمانينيات القرن الماضي.
الإسلام دين متماسك ولا يمكن تفجير صراعات بين مسلمي روسيا