تحدث الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إلى مجلس الشعب للمرة الأولى منذ انتخاب أعضائه، وغداة فوز هدية عباس برئاسته بالتزكية.

وتعهد الأسد بمواصلة القتال فيما أسماه "الحرب ضد الإرهاب"، قائلا في هذا السياق: "أؤكد لكم أن حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب... هم من فرض الحرب علينا. لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة".

Ad

وأضاف: "كما حررنا تدمر وكثيرا من المناطق سنحرر كل شبر من سورية من أيديهم، ولا خيار أمامنا سوى الانتصار، وإلا فلن تبقى سورية ولن يكون لأبنائنا حاضر ولا مستقبل".

وذكر الأسد، في خطابه، أن الهدنة التي شهدتها مناطق عدة في سورية منذ 27 فبراير بموجب اتفاق روسي اميركي "أنجزت العديد من المصالحات التي حمت أو أوقفت الكثير من سفك الدماء بالنسبة إلى الشعب السوري أو قواتنا المسلحة".

كما اعتبر أنها "سمحت بتركيز الجهود العسكرية في اتجاهات معينة وتحقيق إنجازات"، مسميا مدينة تدمر والقريتين، حيث تمكن الجيش السوري بدعم روسي من طرد تنظيم الدولة الاسلامية في 27 مارس الماضي.

وقال إن المشكلة الوحيدة في الهدنة "أنها تمت بتوافق دولي وبموافقتنا كدولة... لكن الطرف الاميركي لم يلتزم بشروطها".

دعم قوي

وفي ظل تحقيق العمليتين المتوازيتين ضد تنظيم "داعش"، الأولى في الرقة بدعم من موسكو والثانية بمعقله بمنبج شمال حلب بدعم من واشنطن، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، أن موسكو "ستدعم بقوة" جيش الأسد في حلب ومحيطها، مؤكدا أنها "حذرت الأميركيين بأنها ستمنع الإرهابيين من الاستيلاء على أراض" في المحافظة، التي تشهد أوضاعاً كارثية.

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي تيمو سويني: "سنتخذ قراراتنا بناء على تطورات الوضع. ونحن على اتصال مع الأميركيين كل يوم، لذا لن تكون هناك مفاجأة".

وفي واشنطن، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو، أمس الأول، على أنه "لا يمكن للنظام وروسيا استخدام النصرة لمهاجمة جماعات أخرى. وعليهما التمييز بين الإرهابيين والمشاركين في وقف الأعمال القتالية"، مؤكدة أن مفاوضات تجري لحض جماعات معتدلة على الانفصال عن "النصرة".

عمليات «ترومان»

ولليوم الرابع على التوالي، واصلت مقاتلات البحرية الأميركية استهداف معاقل "داعش" انطلاقا من حاملة الطائرات "هاري ترومان" الموجودة في شرق البحر المتوسط التابعة لقيادة الأسطول السادس في نابولي (إيطاليا).

وقال قائد المجموعة الأميرال بريت باتشلدر، للصحافيين على متن الحاملة وقت تنفيذ الضربات أمس الأول، إن "المقاتلات إف/ إيه-18 المتمركزة على الحاملة أسقطت عشرين وحدة ذخيرة بحرية على 16 هدفاً في العراق وسورية منذ يوم الجمعة".

وأوضح باتشلدر أن نقل "هاري ترومان" من الخليج إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس يهدف لإظهار أن البحرية الأميركية على استعداد للتصدي للتهديدات وضرب الأهداف من أي مكان في العالم.

فرار الآلاف

ومع اقتراب "قسد" من منبج، فرّ آلاف المدنيين أمس باتجاه مناطق سيطرة "داعش" غرباً، بعد سماحه لهم بالخروج من المدينة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أوضح أن عشرين ألف مدني كانوا يوجدون في المدينة عند بدء الهجوم.

وحققت "قسد" ليل الاثنين- الثلاثاء بغطاء جوي من التحالف الدولي، بحسب المرصد، "تقدماً إضافيا باتجاه منبج من ثلاث جبهات، حيث باتت على بعد نحو خمسة كيلومترات من جهة الشمال وكيلومترين من الجنوب وسبعة كيلومترات من الجهة الشرقية، في حين تركت منفذا واحدا من جهة الغرب لينسحب من خلاله الجهاديون".

النظام و«قسد»

وفي وقت سابق، أعلن المرصد أن "قسد" بغالبيتها الكردية، باتت على مسافة 60 كم شمال الرقة، وفي الوقت نفسه باتت قوات النظام على بعد نحو 30 كيلومترا من مطار الطبقة الواقع على بعد نحو 50 كم غرب مدينة الرقة.

وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن الاشتباكات في محيط منبج والتقدم السريع في الرقة لقوات النظام وميلشيا "صقور الصحراء" المدربة روسياً تظهر أن التنظيم غير قادر على صد الهجمات رغم استعداداته لها".

خسائر النظام

وبينما أفاد المرصد بهجوم واسع شنه "داعش" على مواقع للنظام في محافظة حماة وتمكن من قطع الطريق الواصل بين بلدتي أثريا وسلمية، قتل أكثر من 30 في القوات الحكومية والميليشيات المساندة لها، في معارك عنيفة مع المعارضة المسلحة، على أطراف قرية الحميرة في ريف حلب الجنوبي.

كما نعت وسائل إعلام إيرانية ولبنانية، أمس الأول، دفعة جديدة من قتلى "الحرس الثوري" وميليشيا "حزب الله" بينهم ضباط وقياديون ميدانيون في ريف حلب، إضافة إلى الرجل الثاني في "لواء فاطميون" سعيد حسين، في محيط مدينة تدمر.

وفي نيويورك، أكدت الأمم المتحدة، أمس، أنها مازالت بانتظار موافقة الأسد على دخول المساعدات إلى بلدة داريا المحاصرة بعدما حصلت على موافقة جزئية اعتبرتها "غير كافية".

(دمشق، موسكو، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)