الأمم المتحدة تبرئ «التحالف»... وإطلاق 52 قاصراً «حوثياً»
زعيم «أنصار الله» يرى الظروف ملائمة للحل السلمي ويربط مصير الصبيحي وشقيق هادي بمصير أسراه
تتجه الأمم المتحدة لحذف اسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن من لائحتها السوداء، بعد إعلانها مساء أمس الأول أنها ستعيد النظر في وقائع مقتل مئات الأطفال في اليمن، في حين رأى زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي أن الأجواء الحالية ملائمة للتوصل إلى حل سلمي.
بعد ساعات من توصل فرقاء اليمن في مشاورات السلام المنعقدة بالكويت حالياً إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح جميع الأطفال المعتقلين، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأول، أنها ستحذف اسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن من لائحتها السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، بانتظار إعادة النظر في وقائع وردت في تقرير احتجت عليه الرياض بشدة.وكانت الأمم المتحدة حمّلت في التقرير السنوي الذي نشر الخميس الماضي، ويتعلق بمصير الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة في 2015 في 14 بلدا، التحالف العربي مسؤولية مقتل 60 في المئة من 785 طفلا و1168 قاصرا سقطوا العام الماضي في اليمن.وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن بان كي مون وافق على الاقتراح السعودي بمراجعة الوقائع والحالات الواردة في التقرير. وأضاف «بانتظار نتائج إعادة النظر المشتركة، يسحب الأمين العام اسم التحالف من اللائحة المرفقة بالتقرير».
ودافع دوجاريك عن التقرير، وقال إنه سيتم ادخال بعض التعديلات، لكن اللائحة ستبقى على حالها. وأوضح أن الأمم المتحدة مستعدة «لتغيير صيغة» التقرير من أجل تجنب المساواة بين دول أعضاء مثل السعودية و»مجموعات إرهابية» ترتكب انتهاكات ضد الأطفال، لكنها لا تنوي تعديل مضمونه. وبعد ساعات من تصريحه أصدر دوجاريك بياناً أعلن فيه أن التحالف سيشطب من اللائحة.وعقب الإعلان عن رفع اسم «التحالف العربي» من القائمة السوداء، عبر السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي عن ارتياحه لهذا القرار الذي «يبرئ السعوديين والتحالف بشكل واضح».وقال السفير السعودي إن التغيير الذي طرأ على اللائحة «غير قابل للعكس وغير مشروط». وكان المعلمي الذي التقى مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون لمناقشة اللائحة، عبر عن «خيبة أمل عميقة» من التقرير وطلب من الأمم المتحدة أمس الأول «تصحيحه فوراً».وقال إن نسبة 60 في المئة «مبالغ فيها كثيرا»، مضيفا «نطلب أن يتم تصحيح التقرير على الفور حتى لا يتضمن الاتهامات الموجهة إلى التحالف والسعودية خاصة».وأشار إلى انه «من الممكن أن تكون حدثت اضرار جانبية من وقت لآخر (لكن) هذا ما يجري في الحروب».
إطلاق أطفال
في السياق، وفي استجابة سريعة لما تم التوافق عليه في مشاورات الكويت حول تبادل تسليم الأطفال دون شروط مسبقة، أعلن التحالف العربي تسليم 52 طفلاً ممن جندتهم ميليشيات الانقلابيين إلى الحكومة اليمنية برعاية الصليب الأحمر، تمهيداً لإعادتهم إلى اليمن وتسليمهم لذويهم.ونقل مراسل قناة «العربية» عن مصدر قوله إن عملية التسليم تمت في إحدى المناطق الحدودية بين البلدين.وكان المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أعلن أن الطرفين المتفاوضين في محادثات السلام اليمنية في الكويت اتفقا على الإفراج عن جميع الأطفال المعتقلين والأسرى في أقرب وقت ممكن.إلى ذلك، التقى الوسيط الأممي في مفاوضات الكويت إسماعيل ولد الشيخ وفد الحكومة اليمنية والوفد المشترك، كل على حدة أمس، ضمن أولى جلسات مشاورات السلام في شهر رمضان.الحوثي
في موازاة ذلك، اعتبر زعيم «أنصار الله» عبدالملك الحوثي أن «الظروف مواتية لحل سلمي في اليمن»، لكنه أكد أن ذلك يستلزم «تعقلا وأن يكون المنطلق صحيحا وليس من منطلق الحرب».وقال الحوثي في كلمة متلفزة له، مساء أمس الأول، إن جماعته حصلت على الكثير من الحلول لـ «حفظ ماء وجه العدوان». وحث الحوثي أتباعه على التعبئة العسكرية، مطالباً الأغنياء وأصحاب الأموال بالتبرع لرعاية أسر القتلى والأسر الفقيرة.وأشار إلى أن إطلاق سراح وزير الدفاع المعتقل لديه اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس عبدربه منصور هادي والقيادات الحزبية والسياسية مرهون بمصير أسرى جماعته وقوات الرئيس السابق علي صالح التي تقاتل إلى جواره.اتفاق مبدئي
في هذه الأثناء، قالت مصادر يمنية مطّلعة إن الناطق الرسمي باسم «أنصار الله» محمد عبدالسلام غادر الرياض إلى مدينة صعدة لعرض بنود اتفاق مبدئي ناقشه مع المسؤولين السعوديين على زعيم «أنصار الله» وبقية القيادات.وكشفت المصادر أن بنود الاتفاق الأولي تتعلق بتعهد «أنصار الله» بتأمين ضمان سلامة الحدود مع السعودية ومنع أي اختراقات مستقبلية لتفادي ما جرى في الفترة الأخيرة من تجاوزات على الحدود المشتركة.وأضافت أن عبدالسلام، وهو رئيس الوفد المشترك بمشاورات الكويت، حمل معه إلى زعيم الجماعة الإجابات التي حصل عليها بخصوص الحكومة الانتقالية التي يطالب الحوثيون بتشكيلها وأن تتولى هي تجميع الأسلحة وتسلم المدن الواقعة تحت سيطرتهم.في هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر إن الحكومة وهي تتواجد اليوم في العاصمة عدن، لديها رؤية واضحة لما ينبغي عمله في الملف الأمني والخدمي والمطلوب من الجميع هو التعاون وأن يكون سقف التوقعات في الحدود المعقولة.وأكد بن دغر الذي وصل إلى العاصمة المؤقتة، أمس الأول، عزم وتصميم الحكومة على مواصلة دورها في المرحلة الاستثنائية بعدن، والمتابعة المباشرة لترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة من قبضة «أنصار الله».(الكويت، عدن- كونا، أ ف ب، رويترز، د ب أ)
عبدالسلام غادر الرياض إلى صعدة