تسريب الامتحانات لليوم الثالث... وتصفية 3 من «خلية حلوان»

● إسماعيل يصف تأمين اللجان بـ«المهزلة»
● السيسي يجتمع بوزير الدفاع ويُقر تنقلات الجيش

نشر في 08-06-2016
آخر تحديث 08-06-2016 | 00:02
مصري يعاين «فانوس رمضان» داخل سرادق في حي السيدة زينب جنوب القاهرة أمس الأول (رويترز)
مصري يعاين «فانوس رمضان» داخل سرادق في حي السيدة زينب جنوب القاهرة أمس الأول (رويترز)
يبدو أن جهود الحكومة التي بذلتها لمنع استمرار تسريب امتحانات الثانوية العامة، لم تحقق النجاح المطلوب، إذ نشرت صفحة "شاومينغ بيغشش" أمس، أسئلة وإجابات امتحان مادة "اللغة الإنكليزية" ليكون بذلك ثالث اختبار يتم تسريبه على التوالي، قبل 40 دقيقة من بدئه، الأمر الذي وضع مصير وزير التعليم الهلالي الشربيني في مرمى الإقالة.
على الرغم من محاولات الحكومة المصرية، السيطرة على أزمة تسريب أسئلة وإجابات امتحانات الثانوية العامة، التي انطلقت الأحد الماضي، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت صفحة "شاومينغ بيغشش ثانوية عامة" على موقع "فيسبوك"، أمس، امتحان اللغة الإنكليزية للثانوية العامة، للنظامين القديم والحديث، قبل بدء الامتحان بـ 40 دقيقة، في تحد جديد لتعهدات الحكومة بعدم تكرار الواقعة.

وبعد إعلان واقعة تسريب اللغة الإنكليزية التي تعد الثالثة على التوالي بعد تسريب اختبار اللغة العربية والتربية الإسلامية، تفقد رئيس الحكومة شريف إسماعيل مقر غرفة العمليات المركزية التابعة لوزارة التربية والتعليم أمس، وراجع إجراءات تأمين اللجان مع وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني، طالباً منه تقريراً مفصلاً عن الوقائع التي وصفها رئيس الوزراء، بحسب شهود بأنها "مهزلة".

كان نواب في البرلمان المصري طالبوا، بإقالة الوزير، بعدما ألغت الحكومة امتحان "التربية الدينية" الأحد الماضي، بعد ثبوت تسريبه على مواقع التواصل، وتعهَّدت باتخاذ المزيد من التدابير لمنع تكرار وقائع التسريب، إلا أن صفحة "شاومينغ"، نشرت صباح أمس، ورقتي أسئلة وأجوبة امتحان اللغة الإنكليزية، وقالت الصفحة إنها تمتلك 3 امتحانات لمادة اللغة الإنكليزية، وبعد التأكد من الامتحان "الحقيقي" تم نشره بالإجابات النموذجية، ما اعتبره مراقبون يعكس وجود خلل في منظومة تأمين اللجان ومنع دخول الهواتف الجوالة داخل اللجان، إذ إن الطلاب تفاعلوا مع "الصفحة" من داخل اللجان، وطالبوا بسرعة نشر الإجابات.

وعلمت "الجريدة" من مصادر مُطلعة، أن رئيس الحكومة حذر الوزير من الإقالة حال استمرار الأزمة وتكرار تسرب الامتحانات، وكشفت المصادر عن مفاجأة تتعلق بتوصل التحقيقات التي تشارك فيها أجهزة الرقابة الإدارية والأمن الوطني وقطاع المعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية، إلى وجود شبكة من كبار قيادات وزارة التربية والتعليم ساعدت في تسريب الامتحانات مقابل مبالغ مالية كبيرة. إلى ذلك، قررت وزارة التربية والتعليم طباعة عدد من امتحانات الثانوية العامة، خارج مطابع الوزارة، إذا سمح الوقت حتى يتم تفادي تسريبها، وأن التفكير يتجه لطبع الامتحانات في مطابع وزارة الداخلية أو مطابع القوات المسلحة.

ردود فعل

المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، بشير حسن، قال لـ"الجريدة" إن "الوزارة بدأت فرض إجراءات جديدة مع الجهات المختصة لمنع تسريب الامتحانات"، وأكد عدم تستر الوزارة على المخطئ، مهما يكن منصبه، مشيراً إلى أن "الوزير يتابع الأزمة بشكل لحظي".

بدوره، قال معاون وزير التربية والتعليم السابق، طارق نور الدين، إن "تسريب الامتحانات لن يؤثر على تنسيق الجامعات، إلا أن التسريب سيؤثر على تكافؤ الفرص، فضلاً عن إحساس الطلبة بالظلم"، مضيفاً لـ"الجريدة": "لا أتوقع تأجيل الامتحانات لأن ذلك سيكلف الدولة ميزانية ضخمة، كما أن الدولة ملتزمة بخطة للامتحانات والتنسيق". وانتقد نور الدين قرار إرجاء امتحان الدين، داعياً وزارة التعليم إلى تنفيذ برنامج الامتحان المشفر الموجود بالخطة الاستراتيجية 2014 – 2030.

من جانبه، قال الخبير الأمني اللواء محمد نور الدين، إن تسريب الامتحانات، تصعيد يستهدف النيل من النظام، مضيفاً أن حالة الفوضى التي تشهدها الامتحانات ستؤدي إلى حالة من التذمر بين صفوف الأهالي والطلاب الذين اجتهدوا طوال العام.

إلى ذلك، قرر رئيس لجنة الثانوية العامة في مدرسة "الجهاد" في مركز البداري، التابع لمحافظة أسيوط بصعيد مصر، الاعتذار رسمياً عن رئاسة اللجنة، لعدم السيطرة على شؤونها، وإجباره على السماح للطلاب بالغش الجماعي، من قبل أولياء أمور بعض الطلاب.

السيسي والدفاع

على صعيد آخر، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أهمية مواصلة جهود تعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية، لمواجهة المخاطر والتحديات، لاسيما في ضوء الأوضاع الإقليمية الدقيقة التي تمر بها دول المنطقة، واستعرض السيسي مع وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، أمس، آخر المستجدات على الصعيدين الأمني والعسكري، ولاسيما فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المصرية برياً وبحرياً.

وعلمت "الجريدة" أن وزير الدفاع عرض على السيسي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، النشرة الدورية والتي تجرى كل 6 أشهر داخل القوات المسلحة، كما اعتمد الرئيس حركة التنقلات والتغييرات المقرر إعلانها خلال ساعات داخل المؤسسة العسكرية.

ميدانياً، لقي 3 عناصر مسلحة مصرعهم خلال تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة في مدينة رأس البر، التابعة لمحافظة دمياط، الاثنين الماضي، فيما أصيب حكمدار مديرية أمن دمياط وأمين شرطة ومجندان.

وقال مصدر أمني إن معلومات أفادت باختباء عدد من أعضاء الخلية الإرهابية التي استهدفت ضباط حلوان بإحدى العشش في مدينة رأس البر، وبالتنسيق بين جهاز الأمن الوطني ومديرية أمن دمياط توجهت مأمورية أمنية لضبط العناصر.

الضبعة

على صعيد آخر، أكد السيسي أهمية التوصل إلى صيغة نهائية لعقود إنشاء المحطة النووية في منطقة الضبعة والتوقيع عليها في أقرب وقت، وقال الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف إن وزير الكهرباء محمد شاكر استعرض خلال اجتماع مع الرئيس، الاثنين الماضي، نتائج زيارته الأخيرة للعاصمة الروسية موسكو التي التقى خلالها عددا من كبار مسؤولي شركة "روس آتوم" لبحث آخر تطورات ملف إنشاء المحطة النووية في منطقة الضبعة.

وأكد يوسف أن زيارة الوزير لموسكو كانت إيجابية وأن المفاوضات حول عقود إنشاء محطة الضبعة وصلت إلى مراحلها الأخيرة، فيما أكد السيسي ضرورة التوسع في استخدام العدادات مسبقة الدفع، ليشمل أيضاً مياه الشُرب والغاز، في جميع مشروعات الإسكان.

المفاوضات حول عقود إنشاء محطة الضبعة النووية وصلت إلى مراحلها الأخيرة الرئاسة المصرية
back to top