يتميز كتاب {نظريات العلاقات الدولية: التخصص والتنوع} الصادر في طبعته الأصلية عن مطابع جامعة أوكسفورد، بطابعه الشامل التحليلي، إذ يتناول النظريات المفسرة للعلاقات الدولية، ويخصص لكل منها فصلا لتقديمها وتحليلها ونقدها، على يد أبرز المفكرين في حقل العلاقات الدولية. وقد جُمع الكتاب بطريقة تتيح للدارسين والمعلّمين والطلاب والباحثين في حقل العلوم السياسية والعلاقات الدولية، خصوصاً، أن يقرأوا الفصول كأنها مستقلة بحد ذاتها؛ كذلك يتضمن الكتاب وسائل تعليمية تساعد في الإبحار في المادة النصية وتقوية المعلومات في نظرية العلاقات الدولية.

يمهّد دليل القارئ الموجود في بداية كل فصل للمواضيع والقضايا التي يناقشها الفصل، ويشير إلى نطاق تغطيته لكل من المواضيع في الفصل المعني. يلي ذلك التحليل؛ وهو القسم الرئيس في الفصل، إذ يجري فيه المساهمون في إعداد الكتاب دراسة الأفكار المحدِّدة للنظرية المطروحة، إضافة إلى بحثهم في الفجوات الرئيسة المتضمنة في كل موقف.

Ad

يعترف الكتاب بأن ثمة قضايا فلسفية معيّنة يجب عدم تهميشها، ويستعرض أهمية تطبيق النظرية على المشاكل السياسية الواقعية؛ فتسهّل دراسة الحالات والمناظرات والمناقشات الصفية، وتساعد في الربط بين النظرية والتطبيق. كذلك يعتمد على مراجعات لكتب أو مقالات رئيسة لتعريف الطلاب بالأعمال البارزة في المجال، وتوسيع معارفهم بالأدبيات الفكرية المتاحة.

أضيف إلى ذلك قوائم من القراءات كدليل إرشادي لاكتشاف مزيد عن القضايا المطروحة ضمن كل موضوع في الفصل، وتحديد الأدبيات الأكاديمية الرئيسة للمجال.

نظرة شاملة

ينقسم الكتاب إلى خمسة عشر فصلاً، يبدأ بفصل {العلاقات الدولية والعلوم الاجتماعية} لميليا كوركي وكولن وايت، ويقدّم نظرة شاملة عن الفلسفة الرئيسة لحوارات العلوم الاجتماعية ضمن نظرية العلاقات الدولية، ويستكشف الأدوار الضمنية والصريحة التي أدتها افتراضات {النظرية الشارحة} في تخصص العلاقات الدولية.

أمّا الفصل الثاني، {النظرية المعيارية في العلاقات الدولية} لتوني إرسكاين، فيقدّم خلفية تاريخية لتطور النظرية ويشرح أبعادها وأثرها والتصنيفات الفكرية التي تجلبها لمجال العلاقات الدولية. ويتناول الفصل الثالث، {الواقعية الكلاسيكية} لريتشارد ند ليبو، هذه النظرية التي تبرز الدور الرئيس للقوة في مجال العلاقات الدولية من خلال مقاربة تعود إلى المؤرّخ الإغريقي ثوسيسيدس وتصوّراته عن الحرب البيلوبونيزية، مع تأكيده على عدم نفي أهمية احترام المصالح المشتركة، ويحلل التدخل الأنغلو - أميركي في العراق من خلال معتقدات هذه النظرية.

الفصل الرابع {الواقعية البنيوية} لجون ميرشايمر، يتمحور حول فكرة أنّ الدول تولي اهتماماً لتوازن القوى، أو تتنافس للحصول على القوة على حساب الآخرين، أو ألّا تفقد قوتها على الأقل. أما الفصل الخامس {الليبرالية} لبروس راسيت، فيحلّل العلاقات الدولية ضمن انتشار ظواهر الليبرالية السياسية في العالم خلال العقود القليلة الماضية، فيما يقدّم الفصل السادس {الليبرالية الجديدة} لجينيفر ستيرلنغ فوكر، محاججات النظرية بأنّ المؤسسات الدولية تهيّئ الظروف لتسيير التعاون الدولي.

بناء اجتماعي

الفصل السابع {المدرسة الإنكليزية} لتيم دان يعطي تصوّراً لمفهوم هذه المدرسة وآلية ظهورها ومنهجيتها، ويناقش الفصل الثامن {الماركسية والنظرية النقدية} لمارك روبرت، وجود تصوّر ماركسي يتجاوز الاقتصاد لفهم الآليات الاجتماعية والسياسية، آخذاً الحرب على الإرهاب بصفتها حالة يمكن التعامل معها في سياق هذه النظرية.

يحتوي الفصل التاسع {البنائية} لكارن فيرك، مقدمة تعكس فهم هذه النظرية للعلاقات الدولية على أنها بناء اجتماعي، ثمّ يبيّن محددات النظرية ودور اللغة والسببية فيها. يزوّدنا الفصل العاشر {النظرية النسوية} لجوديث آن تكنر ولورا شوبيرغ، بتصوّر ونمذجة تصنيفية للنظريات النسوية في مجال العلاقات الدولية. يظهر الفصل الحادي عشر {ما بعد البنيوية} لدافيد كامبل، أهمية الخطاب والهوية والذاتية والقوة والخصائص المنهجية لمفكري هذه النظرية في فهم العلاقات الدولية.

يقدّم الفصل الثاني عشر {ما بعد الاستعمارية} لسيبا غروفوغوي، طرائق جديدة في فهم العلاقات الدولية، من خلال الزمان والمكان والسياقات المتباينة للقوة والهوية، ويناقش أعمال إدوارد سعيد في {الاستشراق}. يعالج الفصل الثالث عشر {النظرية الخضراء} لروبن إكيرسلي، الطرائق التي أثّرت بها النظرية البيئية في فهم العلاقات الدولية وبروز التنظير الأخضر في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

يبيّن الفصل الرابع عشر {نظرية العلاقات الدولية والعولمة} لكولن هاي الأمور المعرضة للخطر في حوار العولمة بالنسبة إلى نظرية العلاقات الدولية المعاصرة. اخيراً يتأمل الفصل الخامس عشر {أما زال في الإمكان اعتباره تخصّصا بعد كل هذه النقاشات؟} لأوليه وايفر، الصورة الكلية التي رسمتها الفصول السابقة لنوع التخصص الذي تخلص إليه.

المحرّرون

كتاب International relations theories : discipline and diversity من تحرير: تيم دان، وميليا كوركي، وستيف سميث.

تيم دان: أستاذ في تخصص العلاقات الدولية، ورئيس قسم العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية في جامعة إكستر ومحرر {المجلة الأوروبية للعلاقات الدولية}، كتب ونقح تسعة كتب بما فيها {عوالم في تصادم: الإرهاب ومستقبل النظام العالمي} (2002)، وقد شاركه في تحريره كن بوث، {السياسة الخارجية: النظريات والأشخاص الفاعلون والقضايا} (2008) بمشاركة كل من ستيف سميث وأميليا هادفيلد.

ميليا كوركي: محاضرة في نظرية العلاقات الدولية في جامعة أبريستويث، ومؤلفة كتاب {السببية في العلاقات الدولية: استعادة التحليل السببي} (2008)، نشرت أبحاثها في {المجلة الدورية في الدراسات الدولية والألفية}، وتشارك في تحرير مجلة {العلاقات الدولية}. هي حالياً باحثة رئيسة لمشروع يموّله المجلس الأوروبي للأبحاث حول الأسس النظرية والمفهومية لتعزيز الديمقراطية.

ستيف سميث: نائب رئيس جامعة إكستر وأستاذ في العلاقات الدولية، وله خمسة عشر كتاباً ما بين تأليف وتحرير. أكثر أعماله قراءة كتاب {تفسير العلاقات الدولية وفهمها} بمشاركة الأستاذ الراحل مارتن هولس كان بين عامي 1986 و2005 محرراً لسلسلة كتب تابعة للجمعية البريطانية للدراسات الدولية التي تنشرها مطبعة جامعة كامبردج، وبين 2003 و2004 كان رئيساً لجمعية الدراسات الدولية، وهو عضو أكاديمي في أكاديمية العلوم الاجتماعية.

المترجم

ديما بشير الخضرا: حاصلة على البكالوريوس في تعليم اللغة الإنكليزية في الجامعة الأردنية (1999)، وماجستير في دراسات الترجمة التطبيقية في اللغات الشرق أوسطية في جامعة إكستر البريطانية (2008)، عملت في الترجمة الفورية منذ 2006 ثمّ في ترجمة الكتب ومراجعة النصوص وتطوير محتوى المواقع الإلكترونية. ترجمت نصوصاً متخصصة وقصصاً قصيرة.