بشت الدلال... وبدلة الزنزانة!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
المهم أن تلك المرحلة مرت، وأقر رئيس المكتب السياسي لإخوان الكويت النائب السابق محمد الدلال أنها شهدت أخطاء كثيرة، وعندما يعترف السيد الدلال، وهو أحد قادة ومحركي "الحراك"، بأن هناك أخطاء فلابد أن يكون لها ثمن، وجردة الثمن: هي التردي الهائل في العمل البرلماني، وسيطرة قوى النفوذ والمصالح على البرلمان بشكل كامل، بعد أن كانت سيطرتهم بشكل نسبي وقت إطلاق "الإخوان" الحراك، وتحول مجلس الأمة إلى ما يشبه المجلس الاستشاري، كما حرقت ورقة "الشارع الكويتي" بعد أن استخدمت في توقيت خاطئ ودون إجماع شعبي كامل وبنكهة مناطقية ومذهبية وقبلية، ما جعل السلطة تطوي صفحة أي خشية لها من أي تحرك شعبي مستقبلي ضد ممارساتها أو عند تفردها بالقرار وفرضه على الأمة بالقوة، علماً بأن مرسوم الصوت الواحد كان يمكن إسقاطه في البرلمان، والتراجع المريع في الحريات بالكويت.والثمن الأعظم كان بالطبع هو حرية الشباب والرجال الذين خسروا حريتهم، ودخلوا السجون، أو فقدوا امتيازات ووظائف، فيما اعتبروه نضالاً وطنياً وفقاً لمعتقداتهم وتوجيهات وخطابات قادة الحراك الذين كان منهم محمد الدلال ورفاقه في الحركة وآخرون من تيارات من بينها تنظيمات مدنية وشعبية.اليوم "إخوان الكويت" يقررون العودة إلى مجلس الأمة عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو قرار مطلوب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مجلس الأمة والممارسة البرلمانية، ولكن أليس من أخلاقيات العمل البرلماني أو حتى الضمير الإنساني والمهني أن يبتعد مؤقتاً أو دائماً من كان وجهاً من وجوه تلك المرحلة إلا إذا حقق وعده بإسقاط مرسوم الصوت الواحد؟ أليس من الجارح للضمير أن يتصدر الصور السيد محمد الدلال في لقاء "حدس" مع سمو أمير البلاد، وهو يتوشح "البشت"، بينما هناك من يلبس بدلة السجن بسبب الأخطاء التي وقعت في الحراك، واعترف بها رمزها "الدلال"؟