رغم أن تداعيات أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار في مقابل الجنيه المصري في السوق الموازية "السوداء" كلها سلبية على الاقتصاد المصري، فإن ايجابية غير متوقعة ظهرت مع ارتفاع سعر السجائر، الأمر الذي قد يساهم في مكافحة آفة التدخين المقيتة.

وارتفعت أسعار السجائر خاصة المستوردة، حيث بلغ سعر عبوة السجائر من ماركة (LM) 21 جنيها، (نحو دولارين)، في حين اختفت أشهر الماركات المستوردة مثل "مارلبورو"، الأمر الذي دفع رئيس "شعبة الدخان"، محمد هارون، الى الاستغاثة من استمرار ارتفاع سعر السجائر، قائلا إن "استمرار الأوضاع على ذلك النحو يُهدد صناعة الدخان في مصر".

Ad

رئيس "شعبة المعسل" في غرفة الصناعات الغذائية إبراهيم إمبابي، حمّل البنوك مسؤولية الأزمة، وقال لـ"الجريدة": "لابد من فتح سقف الإيداع والسحب في البنوك ليصل إلى 250 ألف دولار، مثل باقي السلع الغذائية، ما يُتيح الفرصة للشركات استيراد تبغ الدخان".

وأضاف: "الشعبة خاطبت البنك المركزي ولم يرد حتى الآن"، مشيرا إلى أن المستورد يريد دفع أموال لمصنعي التبغ، ولكن لا يجد دولارات يسدد بها، ما أدى إلى نقص أغلب السجائر المستوردة وأبرزها سجائر "مارلبورو" التي لم يعد لها أثر في السوق، وظهر منها أنواع مصرية رديئة الجودة، بسعر 25 جنيها.

من جانبهم، قال تجار لـ"الجريدة" إن أسعار السجائر ارتفعت بنحو 10 جنيهات لـ"الخرطوش" الواحدة - 10 علب سجائر– من ماركات "مارلبورو"، و"إل إم"، و"ميريت"، و"كينت"، ليصل سعر العلبة للمستهلك 18 جنيهاً بدلا من 17 و26 بدلا من 24، في حين ظلت أسعار السجائر المحلية كما هي، دون زيادة ملحوظة.

كان رئيس شعبة الدخان، ورئيس شركة "الشرقية للدخان"، محمد هارون، قد قال في تصريحات مُتلفزة، إن أسعار السجائر لم ترتفع، لكن جشع التجار ورغبتهم في رفع الأسعار تسبب في تلك الزيادة ورفع الأسعار، لترتفع أسعار السجائر الأجنبية في السوق المحلي في بعض الأماكن وبشكل غير رسمي، بأسعار تتراوح بين جنيه حتى ثلاثة جنيهات، بعد أن أقر التجار الزيادات بواقع 100 قرش، في حين قال رئيس رابطة السجائر، أسامة سلامة، إن أسباب ارتفاع الأسعار تأتي بسبب تعطل خطوط الإنتاج في الشركة المنتجة الشرقية للدخان، والاعتماد على "الإستوكات" خلال الفترة الماضية التي شهدت إجازات كثيرة، ما ساهم في إيحاء التجار بوجود نواقص، فبدأوا في رفع أسعار السجائر استغلالا للموقف.