أثار قرار اتحاد الكرة المنتظر بتقليص عدد المحترفين داخل الملاعب إلى اثنين من أصل 6 سيتم السماح بتسجيلهم اعتبارا من الموسم الجديد، غضب ودهشة غالبية مدربي الأندية، حيث اعتبروا القرار عودة للخلف، وزيادة الوضع القائم، بتجميد الكرة الكويتية، سوءا.

ويعتزم اتحاد الكرة إعلان تقليص عدد المحترفين، واللاعبين البدون مطلع الأسبوع المقبل، ودون سابق انذار للأندية، لترتيب أوضاعها، لاسيما أن بعض الأندية يملك عقودا ممتدة مع محترفين، الى جانب تواجد لاعبين من فئة غير محددي الجنسية تعول عليهم بعض الأندية كثيرا، ولا تستطيع الاستغناء عنهم بين عشية وضحاها.

Ad

وعبر أغلبية المدربين لـ"الجريدة" عن رفضهم للقرار، مطالبين الاتحاد بإعادة النظر فيه، لاسيما أنه سيقلل طموح الأندية ولا يخدم المستوى العام، وتطور الكرة في البلاد، لتواكب دول الجوار على أقل تقدير، في ظل فجوة شاسعة بين ما وصلت اليه الكرة الكويتية في ظل هذا الاتحاد، وما وصل اليه العالم، وحتى في دول الجوار.

واضافوا ان الدول اقرت نظما احترافية كاملة، في الوقت الذي يسعى الاتحاد لإعادة الكرة في الكويت الى العصر الحجري! مشيرين الى ان القرار لم يراع بأي صورة حقوق اللاعب غير محدد الجنسية، وسيكون ضربة في مقتل لهؤلاء اللاعبين، في المقام الأول، لاسيما أن اغلب الأندية ستتجه الى الاستعانة بمحترفين، ما يقلل فرص البدون في المشاركة خلال الموسم الجديد.

وأكد المدرب الوطني محمد إبراهيم ان تقليص عدد المحترفين لا يخدم الأندية بأي حال من الأحوال، إلا انه قد يخدم المنتخبات على المستوى البعيد.

وأضاف إبراهيم أن المحترفين يعتبرون إضافة كبيرة للأندية، ومستوى الكرة بشكل عام، مستشهدا بما قدموه في السنوات الماضية، ومساعدتهم الأندية في تحقيق العديد من الإنجازات المحلية والخارجية.

وأشار إلى أن من الظلم عدم وضع اللاعبين غير محددي الجنسية في الحسبان، لاسيما أنهم قدموا ولا يزالون يقدمون الغالي والنفيس، كما أنهم مميزون، بما يستدعي ضرورة إعطائهم الفرصة كاملة.

عسكر مستاء

بدوره، أبدى مدرب العربي احمد عسكر استياءه من قرار الاتحاد، واصفا اياه بالفاشل في حال تم اقراره رسميا، مضيفا: "اذا كان اتحاد اللعبة يفكر جديا في تطوير الفرق والمسابقات المحلية، فيجب زيادة عدد اللاعبين المحترفين، والبدون لا تقليصهم".

واشار عسكر إلى ان "الدول المتقدمة في العالم، وحتى في دول الخليج، اتجهت الى اقرار دوري المحترفين، وتطبيق الاحتراف بمعناه الحقيقي، في الوقت الذي يسعى اتحادنا لتقليل عدد المحترفين، دون اسباب مقنعة".

وزاد: "من غير البديهي أن يتم التعاقد مع 4 محترفين، في حين لا يسمح الاتحاد إلا بمشاركة واحد أو اثنين في المباريات"، مطالبا الاتحاد بضرورة تحفيز الأندية على التعاقد مع محترفين من الطراز العالي، الأمر الذي سينعكس على مستوى الفرق، ومن ثم المنتخبات، حال المشاركات الخارجية.

دهيليس: النزول لأرض الواقع

من جانبه، أكد المدرب الوطني محمد دهيليس عدم قناعته بهذا التوجه وعدم جدواه، مضيفا: "على اللاعب الكويتي الارتقاء بمستواه والقتال من أجل الحصول على فرصته، بعيدا عن أي محاباة يفكر اتحاد الكرة في منحه إياها، على حساب اللاعبين المحترفين والبدون، وأيضا على حساب المستوى العام للبطولات".

ولفت دهيليس إلى أن الكلام عن ندرة المهاجمين، ليس سببه اللاعب المحترف، فالسبب الأول في هذا الشأن يرجع إلى الأندية، التي لم تجهز مهاجميها بالشكل الأمثل.

وشدد على أن هذا التوجه ليس له أساس، لأن جميع الاتحادات المحيطة والقارية تعتمد نظام الـ3 محترفين، إضافة إلى محترف رابع آسيوي في أنديتها، ومن الغريب ان يأتي الاتحاد ليخالف لوائح هذه الاتحادات الناجحة دون أساس أو منطق.

وأضاف أن الاندية التي تمتلك القدرات المادية ستكون الاكثر تضررا إذا تم تطبيق هذا التوجه، حيث انهم يتعاقدون مع المحترفين بعقود طويلة لا تقل عن 3 سنوات، وستضطر هذه الاندية لإنهاء عقودها ودفع مبالغ مالية كبيرة، أو ستلجأ إلى دفع رواتب المحترفين دون مشاركتهم مع الفريق للالتزام ببقية مدة العقد.

لا يخدم المصلحة

من ناحيته، اكد مدرب الفريق الاول لكرة القدم بنادي النصر ظاهر العدواني ان القرار لا يصب في مصلحة الكرة الكويتية او المسابقات المحلية، لكنه مقبول خلال الفترة الحالية في ظل إيقاف الرياضة الكويتية، ومنعها من المشاركة الخارجية على مستوى المنتخبات والاندية، وفي ظل ضعف الوضع المادي لجميع الاندية، بعد الغاء صندوق تحفيز اللاعبين، الذي كانت تعتمد عليه غالبية الاندية في صرفها على التعاقدات مع المحترفين، وكذلك الانتظام بمعسكرات خارجية.

واردف: "في الوضع الحالي القرار يعتبر ايجابيا، لاسيما ان جميع الاندية خفضت مصروفاتها لضعف مواردها المادية، إضافة الى غياب الحافز في ظل عدم المشاركة الخارجية، ووجود دوري الدمج القاتل للمنافسة، لذلك لن تتعاقد أغلب الاندية مع اكثر من محترفين اثنين حتى بعدم وجود هذا القرار".

واوضح انه كمدرب للعنابي وبعد هذا القرار سيعتمد على محترف واحد هو الغاني ايفوري، وإلغاء فكرة التعاقد مع احد المهاجمين الافارقة، لإعطاء الفرصة امام اللاعبين من فئة غير محددي الجنسية الذين يضمهم في صفوفه، ووصل عددهم الى 5، وابرزهم النجم الدولي عبدالرحمن باني.

قرار ظالم

بدوره، اكد الوطني ثامر عناد ان القرار ظالم ومجحف بحق اللاعب البدون، لاسيما أنه يقتل مستقبله الرياضي، ويقلل من الفرص الممنوحة له.

وطالب عناد بإعادة دراسة القرار، ومنحهم الفرصة التي يستحقونها، مضيفا أن تواجد محترفين على مستوى عال مع الفرق المحلية، سيعطي اللاعبين الشباب الذين يحتكون معهم في التدريبات والمباريات خبرة كبيرة.

واشار إلى أن على الاتحاد أن يجد البدائل في حال أراد مصلحة الكرة الكويتية، من خلال السعي إلى فتح الاحتراف في الاندية، ما سيتيح الاختيار الجيد في عناصر المنتخب، إضافة الى ايجاد خطط مدروسة يضعها لرفع مستوى الكرة الكويتية بوجه عام، والابتعاد عن مثل هذه التوجهات التي ليس لها أي أساس.