بعد حصولها على عدد المندوبين الكافي للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي إلى السباق الرئاسي في نوفمبر المقبل، وانتهاء الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي باستثناء الاقتراع الرمزي في واشنطن، بدأت السيدة الأميركية الأولى وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون مهمة صعبة في توحيد الحزب حول ترشيحها، لمواجهة المرشح الجمهوري القوي دونالد ترامب، الذي أثبت أنه قادر على تعبئة الناخبين والحصول على أصواتهم. واعتبر المراقبون أن حرص كلينتون على إعادة توحيد الحزب الديمقراطي كان السبب نفسه الذي منع الرئيس الأميركي باراك أوباما من إعلان تأييده لها مباشرة، بعد إعلان فوزها بعدد المندوبين، سواء مساء الاثنين قبل انتخابات الثلاثاء الكبير أو بعده.
وعلى العكس، أعلن البيت الأبيض أن أوباما اتصل مساء الثلاثاء بكلينتون وبمنافسها الاشتراكي سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز، وهنأهما على الحملة التي خاضاها، لكنه هنأ كلينتون على فوزها، محجماً عن تأييدها قبل لقائه ساندرز اليوم.وبحسب أوساط الحزب الديمقراطي فإن الرئيس أوباما سينسق الكثير من الخطوات والمناسبات مع أقطاب الحزب، ومع حملة ساندرز، لجعل مؤتمر الحزب في نهاية يوليو المقبل مؤتمراً ناجحاً، وقد شفي من الجروح التي أصيب بها جراء انقسامه الشديد خلال الانتخابات التمهيدية بين كلينتون وساندرز.وأضافت تلك الأوساط أن مسار إعادة توحيد الحزب لن يكون تلقائياً بل يحتاج إلى أسابيع عدة وعمل دؤوب، خصوصاً أن كلينتون مطالبة بإعادة بناء حملتها لتشمل معارضيها والمستقلين على السواء، وهذا ما سيفرض عليها أن تتبنى أسلوباً وخطاباً مختلفاً للفوز بتأييد القاعدة الشابة المعترضة على المؤسسة الحزبية التي صوتت لساندرز، والعمل على إعادة تأطير رموز وقيادات حملته وضمها إلى حملتها.
موقف ساندرز، الذي أصر على التمسك بـ«ثورثه السياسية» وعلى الاستمرار بحملته حتى المؤتمر، فسره المحللون بأنه محاولة منه لضمان تثبيت «التنازلات» التي قدمتها كلينتون مع تبنيها خطاباً «يسارياً» أكثر راديكالية، نتيجة ضغوط خطابه عليها.