فتح شابان فلسطينيان النار عشوائياً في حي «سارونا» للمطاعم والحانات في تل أبيب، المجاور لمقر وزارة الدفاع، خلال ساعة الازدحام مساء أمس الأول، ما أسفر عن مقتل 4 وإصابة 7 آخرين، في واحد من أعنف الهجمات التي ينفذها فلسطينيون منذ بدء موجة التوتر في اكتوبر الماضي.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية المنفذين وقد أصيب أحدهما بجروح خطيرة، وهما خالد محمد مخامرة وابن عمه محمد أحمد مخامرة، من بلدة يطا في محافظة الخليل في الضفة الغربية المحتلة.

Ad

وأظهر شريط مصور أن المنفذين ارتديا بزتين سوداوين تشبهان تلك التي يرتديها اليهود المتدينون قبل أن يجلسا في مطعم «ماكس برينير» الشهير، وبعدها وقفا وفتحا النار باستخدام قطعتي سلاح ناري اتوماتيكي. وفقد أحد الشابين الملقم، ثم تعطل سلاح الثاني، ثم لاذا بالفرار. وتفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، مكان الهجوم بعدما تحدث إلى عدد من المسؤولين الآخرين بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان. وقال في بيان: «ناقشنا سلسلة من الاجراءات الهجومية والدفاعية التي سنتخذها للتحرك ضد هذه الظاهرة»، مشيراً الى أنها «عملية قتل إرهابية ارتكبت بدم بارد».

إدانات

ودانت الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة الهجوم. ووصفه المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر بأنه «هجوم جبان ضد المدنيين الأبرياء لا يمكن تبريره». كما دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «الاعتداء البغيض»، مجددا الدعم لإسرائيل في «الحرب ضد الإرهاب».

من جهته، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف: «على الجميع رفض العنف وأن يقولوا لا للإرهاب».

ترحيب «حماس»

في المقابل، رحبت حركة «حماس» بالعملية واصفة إياها بـ «البطولية والجريئة»، ومعتبرة أنها «أولى بشائر الشهر الفضيل وأولى المفاجآت التي تنتظر العدو الصهيوني خلال شهر رمضان».

ورأى المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري أن العملية «دليل على استمرار الانتفاضة وفشل الاحتلال وأجهزة أمن السلطة (الفلسطينية) في قمعها».

اما الناطق باسم حماس في الضفة حسام بدران، فقد أشار الى أن العملية «دليل على فشل كافة إجراءات الاحتلال الرامية إلى وأد الانتفاضة وقتل روح المقاومة في شبابها وتحمل رسالة تحد إلى ليبرمان».

رام الله تدين

وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إن "الرئاسة أكدت مرارا وتكرارا رفضها كل العمليات التي تطول المدنيين من أي جهة كانت، ومهما كانت المبررات".

ووفق الرئاسة الفلسطينية، فإن "تحقيق السلام العادل، وخلق مناخات إيجابية، هو الذي يساهم في إزالة وتخفيف أسباب التوتر والعنف في المنطقة".

اجتماع وإجراءات

وفي الجانب الإسرائيلي، عقد المجلس الأمني المصغر (الكابنيت) اجتماعا لمناقشة تبعات الهجوم والخطوات التي سيتم اتخاذها وفي مقدمتها منع الفلسطينيين من دخول إسرائيل، وإلغاء التسهيلات التي تم إقرارها لهم خلال شهر رمضان، ومنع وصولهم من القطاع والضفة للصلاة بالمسجد الأقصى.

وكانت السلطات الإسرائيلية أعلنت أنها جمدت تصاريح دخول لأراضيها والقدس الشرقية المحتلة كانت قد منحتها لـ 83 الف فلسطيني بمناسبة رمضان. ويقوم جزء كبير من الفلسطينيين بالحصول على تصاريح لدخول إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة (داخل الخط الأخضر) خلال شهر رمضان للصلاة في المسجد الأقصى وزيارة الأقارب.

مداهمة منازل

وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن قوات عسكرية فرضت طوقاً أمنياً على بلدة يطا، التي يقطنها أكثر من 120 ألف نسمة، وأصبحت المعابر من وإلى البلدة مفتوحة للحالات الإنسانية والطبية فقط. وداهمت القوات منزلي منفذي العملية، وأجرت تحقيقات مع أقاربهم، كما قامت بعملية مسح هندسي لمنزل عائلة أحدهما تمهيدا لهدمه. ولاحقا أعلنت السلطات أنها ارسلت تعزيزات من الجنود الى الضفة.

واعتبر المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية رون بن يشاي أن عملية شبيهة قد تحدث في الأسابيع القادمة، متسائلا: «كيف استطاع المنفذون الدخول إلى إسرائيل، ومن ساعدهم؟ وهل كانت السلطة الفلسطينية على علم بها ولم تحذر؟». وأكد بن يشاي أن «عدم إغلاق الفتحات في الجدار المحيط بالضفة الغربية هو سبب الاختراق الأمني في تل أبيب».

أما موقع «والاه» فاعتبر أن «عملية تل أبيب، تعتبر فشلاً مزدوجاً، يسجل لأجهزة الأمن الإسرائيلية»، لافتاً الى أن «جهاز الشاباك كان يملك معلومات مسبقة عن شخص مسلح لديه خطة لإطلاق نار شمال تل أبيب».

(تل أبيب- أ ف ب، رويترز، د ب أ، يديعوت احرونوت، والاه)