أعلنت اسرائيل صباح الخميس إنها جمّدت تصاريح دخول لأراضيها والقدس الشرقية المحتلة كانت قد منحتها لـ 83 ألف فلسطيني بمناسبة حلول شهر رمضان، بعد يوم من مقتل أربعة أشخاص في هجوم شنه فلسطينيان فتحا النار عشوائياً في تل أبيب.

Ad

وقالت الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن تنسيق أنشطة الجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة في بيان «تم تجميد كافة التصاريح التي منحت بمناسبة شهر رمضان، خاصة التصاريح المخصصة للزيارات العائلية للفلسطينيين من يهودا والسامرة (الاسم اليهودي للضفة الغربية)، وتم تجميد 83 ألف تصريح».

ويقوم جزء كبير من الفلسطينيين بالحصول على تصاريح لدخول اسرائيل والقدس الشرقية المحتلة خلال شهر رمضان للصلاة في المسجد الأقصى وزيارة الأقارب.

وبموجب هذا الاجراء، تم أيضاً تجميد تصاريح دخول لمئات من سكان قطاع غزة الذين حصلوا على تصاريح دخول لزيارة الأقارب والصلاة، وأكدت الإدارة المدنية إنها قامت بتجميد تصاريح دخول لـ 204 شخصاً من أقارب أحد المهاجمين المفترضين.

الأعنف

وتأتي هذه الاجراءات بعد أن فتح فلسطينيان النار مساء الأربعاء عشوائياً في حي للمطاعم والحانات في ساعة ازدحام، في واحد من أعنف الهجمات التي ينفذها فلسطينيون منذ بدء موجة العنف في أكتوبر الماضي.

وذكرت الشرطة وشهود عيان أن الفلسطينيين اللذين تم اعتقالهما فتحا النار حوالي الساعة 21,30 (18,30 ت غ) في حي سارونا الذي تضم مطاعم وحانات والمزدحم جداً في هذه الساعة، وتبعد هذه المنطقة خطوتين عن مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.

ولم تعرف ملابسات توقيف المهاجمين، وحسب معلومات الشرطة، أوقف أحدهما سالماً بينما أصيب الثاني على ما يبدو بالرصاص ونُقِلَ في حالة خطيرة إلى المستشفى.

وأعلنت الشرطة بعد ذلك إنهما فلسطينيان تربط بينهما صلة قرابة ومن قطاع الخليل في الضفة الغربية المحتلة.

وقال موسى مخامرة رئيس بلدية يطا لوكالة فرانس برس أن الشابين هما خالد محمد مخامرة وابن عمه محمد أحمد مخامرة من البلدة.

ولم يؤكد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد الروايات التي تحدثت عن أن الشابين تنكرا بلباس يهود متشددين، لكنه قال إنهما كانا يرتديان بزتين سوداوي اللون تشبه تلك التي يرتديها المتشددون اليهود.

من جانبه، أكد سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في بيان الخميس أن «عملية تل أبيب البطولية هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال وتدنيسه للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية».

وأضاف أبو زهري أن العملية «دليل على استمرار الانتفاضة وفشل الاحتلال وأجهزة أمن السلطة (الفلسطينية) في قمعها».

تفقد

تفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي عاد من زيارة إلى موسكو نهار الأربعاء، مكان الهجوم بعدما تحدث إلى عدد من المسؤولين الآخرين بينهم وزير الدفاع افيغدور ليبرمان.

وقال مكتب نتانياهو في بيان «ناقشنا سلسلة من الاجراءات الهجومية والدفاعية التي سنتخذها للتحرك ضد هذه الظاهرة»، مشيراً إلى أنها «عملية قتل إرهابية ارتكبت بدم بارد»، وأضاف «ستكون تحركات مكثفة للشرطة والجيش والأجهزة الأمنية الأخرى لا تقتصر على اعتقال أي شريك في جريمة القتل هذه بل لمنع وقوع مثل هذه الحوادث».

وتشهد الأراضي الفلسطينية واسرائيل أعمال عنف منذ الأول من أكتوبر، تخللها مقتل 207 فلسطينيين برصاص إسرائيلي و28 اسرائيلياً بالإضافة إلى عربي اسرائيلي واحد، في مواجهات وعمليات طعن ومحاولات طعن قُتِلَ خلالها أيضاً أميركيان واريتري وسوداني، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

تقول الشرطة الإسرائيلية أن نحو نصف الفلسطينيين قتلوا برصاص عناصرها أو الجيش خلال تنفيذهم أو محاولتهم تنفيذ هجمات بالسكين على اسرائيليين، ويشكك الفلسطينيون في هذه المعلومات.

ولا تشمل حصيلة أعمال العنف هذه قتلى الهجوم في تل أبيب الأربعاء الذين لم تُعرف جنسياتهم حتى الآن.

ودانت الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة الهجوم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن «هذه الهجمات الجبانة ضد المدنيين الأبرياء لا يمكن تبريرها ونحن على اتصال مع السلطات الإسرائيلية للتعبير عن دعمنا»، معرباً عن «خالص التعازي لعائلات القتلى وعن أملنا بالشفاء العاجل للجرحى».

كما دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «بأشد العبارات الاعتداء البغيض»، وقال في بيان أن «فرنسا تتوجه بتعازيها إلى عائلات الضحايا وتعرب عن دعمها الكامل لإسرائيل في الحرب ضد الإرهاب».

من جهته، صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إنه «على الجميع رفض العنف وأن يقولوا لا للإرهاب».

وشهدت تل أبيب هجوماً مماثلاً في الأول من يناير عندما فتح عربي إسرائيلي النار داخل حانة، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة العديد بجروح، وقد قتل سائق سيارة أجرة بعد ذلك قبل أن يُقتل.

ويقول العديد من المحللين إن الإحباط الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي وعمليات الاستيطان في الضفة الغربية وعدم إحراز أي تقدم في جهود عملية السلام، بالإضافة إلى انقسام القيادة، ساهم في تغذية الاضطرابات.