تخرج محمد كمال في كلية التربية الفنية، ليصبح أول أبناء العائلة، الذين يشقون طريقهم نحو الحياة العملية، فكان لابد للأسرة أن تحتفل بالابن الأكبر الذي نال شهادته العالية، ليكون قدوة لبقية الأشقاء، فإذا كانت جهوده وفنه قد جعلا منه الأول على أقرانه في الكلية، فإن القدر جعله أيضا الأول بين أشقائه، ثلاثة من الذكور، هو أكبرهم، ويأتي بعده عبد القادر وفتحي، وخمس شقيقات هن "رضا، وسميحة، وبهيجة، ونبيلة ووداد"، لم يستهو الفن أحد منهم جميعا، سوى شقيقته الأصغر منه مباشرة رضا، التي أطلق عليها صديقاتها اسم "روزا" على اسم إحدى مطربات ذلك الوقت، حيث حباها الله بصوت جميل، تمنت معه "رضا" أن تنميه وتلتحق بمعهد الموسيقى، غير أن ما لم يتح لشقيقها الذكر، لم يكن بحال من الأحوال يمكن أن يتاح لها، فاكتفت "روزا" بالغناء في أفراح العائلة وسط "النساء" فقط، أو المناسبات الخاصة، كذلك الحفل الذي أقامته الأسرة احتفالا بتخرج الابن الأكبر محمد كمال، والذي ما إن انتهى حتى انتحى الوالد به جانبا، ليتناقش معه فيما يمكن أن يكون عليه مستقبله وكيف خطط له:

= وأنت فاكر إن دي شغلانة... دي ممكن تبقى هواية تمارسها في وقت فراغك... لكن يعني إيه تشتغل رسام

Ad

* أيوا يابابا ما أنا ممكن أقوم بالتدريس جنب الرسم

= العكس هو الصحيح يا حضرة الفنان... يعني ممكن تمارس الرسم جنب شغلك كمدرس

* بس ده هايحتاج إني أرجع أدرس تاني

= تدرس تاني؟ وهي الشهادة اللي أنت خدتها مش كفاية؟

* لا طبعا... الشهادة دي بتقول إني بقيت فنان تشكيلي... لكن علشان أشتغل مدرس لازم أدرس سنتين في معهد التربية للمعلمين.

التحق محمد كمال بمعهد المعلمين للحصول على دبلوم يؤهله للعمل كمدرس للتربية الفنية، غير أن الدراسة في المعهد لم تكن كما تصور، حيث فوجئ بنظام أكثر صرامة مما كانت عليه الحال في كلية التربية الفنية، جميع من في المعهد يتعاملون بشدة وصرامة مع من سيكونون مسؤولين عن تربية النشء وتعليمهم، بداية من عميد المعهد إسماعيل القباني، ومرورا بالأساتذة، الدكتور عبد العزيز القوصي، والفنان التشكيلي كامل النحاس، والفنان يوسف الصيفي.

تقدم محمد كمال للدراسة بالمعهد مع مئتي طالب من خريجي كلية التربية الفنية، فخضعوا لاختبارات فنية ونفسية وثقافية، فتم اختيار 13 طالبا فقط لاستكمال دراستهم بالمعهد كان محمد كمال أحدهم.

وجد محمد كمال الدراسة في المعهد شاقة جدا، وحرص أساتذته على أن يغرسوا في الطلبة قيم القيادة والتوجيه والثقافة الواعية، وحب الجدية واحترام العلم، وأداء الواجب دون انتظار المقابل.

كان الفنان التشكيلي يستحوذ على كل كيان محمد كمال الشناوي، يمسك بالريشة والألوان ويمنح كل طاقته للوحة، فيحيل المساحة البيضاء إلى مشاعر وأحاسيس، يفرغ فيها طاقته ثم يكافئ نفسه بالذهاب إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام الأميركية، خاصة أفلام "الويسترن" مع شلة الأصدقاء الذين تعرف إليهم، بعضهم من أبناء حي السيدة زينب، والبعض الآخر من الأحياء المجاورة، غير أن الشلة اقتصرت على عدد قليل جمعهم حب مشاهدة السينما، منهم فريد شوقي، وعبد المنعم مدبولي، وعبد البديع العربي، وصلاح منصور.

ثمن الطموح

وجد محمد كمال أن الدراسة في معهد التربية جافة لا يوجد بها ما يمكن أن يخفف مشقتها، حيث تعتمد بشكل كبير على التوجيهات التربوية والنظريات العلمية، فطرأت على ذهنه فكرة تكوين فريق تمثيل بالمعهد، يقومون من خلاله بإخراج ما لديهم من طاقة، ويخفف عنهم عبء الدراسة، وهو ما لقي قبول عدد كبير من زملائه، غير أنهم اقترحوا عليه أن يقوم هو بإبلاغ العميد إسماعيل القباني، لخوفهم من مواجهته لشدة صرامته، فلم يعبأ محمد، وقرر الدخول إليه، واستئذانه في تكوين فريق التمثيل:

= أنت بتقول أيه يا ولد أنت.. تكوين أيه؟

* فريق للتمثيل يا افندم.. فريق تمثيل بالمعهد نمارس من خلاله هواية جميلة.. وفي الوقت نفسه مش هانبعد فيها عن الفن

= فن أيه.. أنت اتجننت يا ولد.. عايز تقلب المعهد لشوية مشخصاتية

* يا افندم التمثيل ده فن برضه.. وهانقدم من خلال الفريق عددا من المسرحيات العالمية

= بلا عالمية بلا محلية.. ده اسمه تهريج ومضيعة للوقت.. وكمان قلة أدب.. اتفضل.. اتفضل اخرج بره

* نعم يا فندم

= بقولك اتفضل اخرج بره.. واعتبر نفسك من الساعة دي مفصول من المعهد

خرج محمد كمال من حجرة العميد، لا يعرف رأسه من قدميه، فقد حكم عليه العميد ليس فقط بالفصل من المعهد، بل بضياع مستقبله العملي، فإلى أين سيذهب؟ وماذا سيقول لوالده وجده؟ هل سيقول لهم إنه تم فصله من المعهد الذي كان سيؤهله للعمل مدرسا، لأنه أراد أن يكون فريقا للتمثيل؟

لم يجد أمامه سوى الاتجاه إلى حجرة الدكتور كامل النحاس، الاسم الثاني في المعهد بعد إسماعيل القباني، فهو أكثر تفهما وأقرب للطلبة:

* أنا ماعملتش حاجة تستدعي أنه يفصلني من المعهد

= عايز تعمل فريق للتمثيل وتقوللي ماعملتش حاجة؟

* أيوا يا دكتور أنا من حقي أقول وأقترح اللي أنا شايفه من الاقتراحات.. وإلا إزاي أكون بعد كده شخصية مستقلة مسؤولة عن النشء.

= مسؤول عن النشء تقوم تعلمهم التمثيل؟

* يا دكتور دي هواية بنخرج فيها طاقتنا... ومن حقي أقترح على سيادة العميد تكوين فريق تمثيل... وكمان هو من حقه أنه يرفض... لكن مش يفصلني من المعهد.

ترك الدكتور كامل النحاس الحجرة وانصرف، دون أن يرد على محمد بما يرضيه، فلم يكن أمامه إلا أن ينصرف ليودع زملاءه، وهو لا يدري ماذا سيقول لوالده وجده، غير أنه قبل أن يخرج من باب المعهد، فوجئ بحارس مكتب العميد، يخبره بطلب العميد له، وما إن دخل الحجرة، حتى وجد الدكتور كامل النحاس يجلس أمام العميد:

= تعالى يا شناوي.. طبعا أنت ماعجبكش كلامي

* لا يا فندم مش كده بالظبط.. بس شايف أني من حقي أقول رأيي.. وإلا إزاي ممكن أكون مدرسا ناجحا في عملي.. وأنا غير قادر على أن أقول رأيي

= وهو رأيك مايكونش إلا بفريق للمشخصاتية

* يا فندم دي مجرد هواية.. شايف إننا نمارسها داخل جدران المعهد بدل ما نمارسها في الشارع

= اسمع يا ولد أنا مش عايز وجع دماغ في المعهد.. مش عايز أحس بوجودكم.. وكمان مش عايز الهواية دي تعطلكم عن الدراسة

* إيه ده يعني جنابك تقصد أنك وافقت.. أنا مش مصدق.. مش عارف أقول لحضرتك أيه وأشكرك إزاي يا فندم

كانت المرة الأولى التي يتم فيها تكوين فريق للتمثيل بمعهد المعلمين العالي، الذي حرص محمد كمال على أن يضم إليه كل العناصر المتميزة من هواة التمثيل، ثم أحضر لهم من خارج المعهد المخرج وأستاذ التمثيل الفنان زكي طليمات، ليقوم بتدريبهم على التمثيل وإعداد وإخراج أول مسرحية لهم، واختار لهم مسرحية "عطيل" للكاتب وليم شكسبير، وأسند لمحمد كمال دور "عطيل" الذي أجاد فيه بشكل كبير، نال إعجاب كل أساتذته بالمعهد، وقبلهم زكي طليمات الذي فوجئ به يعرض عليه عرضا لم يتوقعه:

* ده شرف كبير أوي يا أستاذ زكي.. بس إزاي

= زي الناس.. أنا اللي مسؤول عن الفرقة القومية.. وأنا اللي هاعينك فيها

* مش قصدي يا فندم.. أنا بس كنت عايز أقول لحضرتك إني لازم أكمل دراستي بالمعهد.. وماقدرش أرتبط بأي شيء دلوقت قبل ما أنهي دراستي

= خسارة كان ممكن يبقالك مستقبل جيد

الفرص الضائعة

كان الانضمام للفرقة القومية للمسرح حلم كل ممثل صغير أو كبير، ويعد ضربا من الجنون أن يرفض أحدهم عرضا كهذا، ما جعل صديقه عبد العزيز أحمد، يجن جنونه، وهو الممثل الذي يتنقل بين أهم الفرق المسرحية بشارع عماد الدين، ويتمنى لو تعرض عليه فرصة مثل تلك التي رفضها محمد كمال:

= أنت مجنون يا ابني.. حد يرفض عرض زي ده

* أنا عارف يا أستاذ عبد العزيز.. بس ماكانش ممكن أقبل قبل ما أخلص دراستي بالمعهد

= هاتعيش فقري وتموت فقري

* لما أعيش فقري أحسن ما أموت على أيد عمك شناوي ذبحا

= طب اسمع فاطمة رشدي بتعمل فرقة جديدة.. أيه رأيك ياعم تيجي أعرفها عليك يمكن توافق أنك تشتغل في الفرقة الجديدة اللي بتكونها.. وأهو ده مش هايتعارض مع دراستك في المعهد

* وهو كذلك.. ماعنديش مانع

ما إن شاهدت فاطمة رشدي الشاب محمد كمال حتى أعجبت بوسامته وأناقته، ولباقته في الكلام، فضمته على الفور دون اختبارات للفرقة التي شرعت بالفعل في تكوينها، لدرجة أنه انتظم في البروفات في اليوم نفسه الذي التقى فيه بفاطمة رشدي، ليشعر لأول مرة بالأجواء الحقيقية للمسرح، حيث استمرت البروفات شهرا كاملا على مسرحيتين، حتى أصبحت الفرقة جاهزة لتقديم عروضها، غير أن فاطمة رشدي لم تكن تعد المسرحيتين للعرض في القاهرة، وهو ما فوجئ به محمد كمال:

* السودان!! لا طبعا مش ممكن أسافر

= يعني أيه مش ممكن تسافر

* أيوا أنا انضميت للفرقة علشان أشتغل في القاهرة.. وده اللي فهمته من الأستاذ عبد العزيز

= إذا كان الأستاذ عبد العزيز نفسه هو مدير الفرقة اللي هاتسافر للسودان

* أيوا الأستاذ عبد العزيز يسافر، ده شغله

= وهو مش شغلك أنت كمان؟

* لا أنا لسه بأدرس في معهد التربية

= وماله.. دي كل الحكاية أربع شهور في السودان وهانرجع تاني مصر

* وأنا فاضلي شهرين على الامتحان.. ومش ممكن أضحي بمستقبلي

ترك محمد كمال فرقة فاطمة رشدي قبل أن يقدم معها أية عروض، مكتفيا بالبروفات التي شارك فيها، غير أنه لم ينقطع عن تردده على مقهى الفن بشارع عماد الدين، بعد أن شعر بأنه أصبح أحد هؤلاء الفنانين، يقضي معهم أغلب يومه، وعندما يكون لديه ما يرسمه يذهب إلى الغرفة التي استأجرها فوق أحد المنازل، في حي "بولاق أبو العلا" على بعد خطوات من شارع عماد الدين، إلى جانب مشاركته في فرقة المعهد التي كونها، والتي لابد من البحث عن مدرب جديد لها، بعد أن تركها المخرج زكي طليمات لانشغاله بالفرقة القومية، فتعرف إلى الفنان عباس فارس، الذي كان أحد أبطال الفرقة القومية، وطلب منه القيام بمهمة تدريب الفرقة، والذي لم يتردد ووافق على الفور.

تمرد مبكر

كان لابد أن يمر محمد كمال على الفنان عباس فارس بالفرقة القومية ليصطحبه إلى فرقة المعهد، وفي واحدة من هذه المرات، التقى بالمخرج زكي طليمات، الذي جدد العرض عليه للالتحاق بالفرقة القومية، وكأن محمد كمال كان ينتظر هذا العرض مرة أخرى، بعد أن عرف أهمية الوجود في الفرقة القومية والأسماء التي تضمها من ممثلين لهم ثقل فني، فوافق على الفور، وقام بكتابة طلب الالتحاق بالفرقة، ليخوض الاختبارات التي يشرف عليها زكي طليمات، وعزيز عيد، وفتوح نشاطي، لتكون المفاجأة نجاح محمد كمال في الاختبارات، وفوزه بالمركز الأول على مئة متسابق.

كاد محمد كمال أن يطير فرحا بهذا الفوز الكبير على أكثر من مئة ممثل، جميعهم من المحترفين الذين يتخذون من التمثيل مهنة لهم، وليس مثله يتعاملون معه بروح الهواية، ما أكد النظرة الثاقبة للمخرج زكي طليمات، الذي رأى فيه ما لم يره غيره، فتقدم على الفور لتوقيع العقد مع إدارة الفرقة، وأمسك بالقلم، وقبل أن يضع توقيعه، وقعت عيناه على الراتب الشهري الذي سيتقاضاه:

* أيه ده.. كام؟!

= أيه يا محمد أفندي أنت مش شايف ولا أيه.. ماهو الرقم قدامك أهو.. ستة جنيه

* ستة جنيه في الشهر؟

= أمال في السنة.. امضى امضي ده أنت الست الوالدة داعيالك

* داعيالي.. امال لو كانت دعت عليّ كنتم ادتوني كام.. ده أنا باخد مصروف اتنين جنيه في الأسبوع.. يعني تمانية جنيه في الشهر

= ده هايكون البدلات والحوافز لما تشتغل في أي مسرحية.. يعني هايوصلوا للتمانية جنيه برضه

* لا يعم.. ده أنا فاضلي كام شهر وأتخرج من معهد المعلمين وأتعين في الحكومة بمرتب 17 جنيه في الشهر

رفض محمد كمال التوقيع، ورفض الالتحاق بالفرقة القومية، لتضيع منه الفرصة الثانية، بعد فرصة فاطمة رشدي، غير أنه لم يأسف على ضياع أي منهما، حيث كان يتعامل بروح الهاوي مع التمثيل، واثقا أن مكانه كموظف في الدولة محفوظ له بمجرد أن يتم دراسته بمعهد للمعلمين، ويتخرج، وهو ما حدث بالفعل، حيث تم تعيينه مدرسا فور تخرجه، وجاء تعيينه في مدرسة "الإبراهيمية الثانوية"، وكان عليه أن يأخذ أوراق تعيينه ويذهب مباشرة إلى المدرسة لاستلام عمله كمدرس للتربية الفنية، وما إن اقترب من الباب، حتى استوقفه حارس المدرسة:

= رايح فين يا ابني

* داخل المدرسة

= هي وكالة من غير بواب.. روح يا حبيبي روح وأبقى تعالى بكرة في ميعاد المدرسة

* ما هو أنا لازم أقابل الأستاذ عبد العزيز مدير المدرسة

= عايز تقابل الأستاذ عبد العزيز حتة واحدة يا بجاحتك مش كفاية جاي متأخر كمان عايز تقابل المدير.. يظهر أنك مستبيع وعايز تاكل علقة محترمة

* يا أخينا أنت فاهم غلط.. أنا الأستاذ محمد كمال مدرس التربية الفنية الجديد

أسقط في يد الحارس، ما إن علم أن محمد كمال مدرس وليس طالبا كما ظن، فقام بتوصيله إلى مكتب مدير المدرسة، الذي وقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه حارس المدرسة، بسبب وجه محمد كمال الطفولي البريء، الذي لا يشي بأنه رجل كبير أصبح مدرسا باعتراف معهد التربية للمعلمين:

= سايب فصلك وجاي هنا ليه يا ولد

* صباح الخير يا فندم

= صباح الزفت.. أنت أكيد ولد مشاغب ومدرسك طردك من الحصة

* لا يا فندم.. أنا محمد كمال الشناوي.. مدرس التربية الفنية الجديد اللي بعتاني الإدارة

= أيه.. ماتآخذنيش يا بني.. افتكرتك طالب.. اتفضل استريح.. وحضرتك اتخرجت ولا لسه

* أيوا يا فندم ودي أوراق استلام العمل.. أنا خريج معهد التربية للمعلمين

= وعايز تشتغل أيه؟

* يا فندم الورق اللي قدام حضرتك بيقول إني مدرس تربية فنية

= أيوا أيوا صحيح.. ماتآخذنيش أصلي مرتبك شوية

رغم أن الأوراق التي أمام مدير المدرسة تؤكد أن محمد كمال مدرس، ولابد أن يتسلم عمله، إلا أنه لم يقتنع بهذا الشاب، الذي يوجد في المدرسة من هم أطول وأعرض منه، من التلاميذ، فكيف سيكون مدرسا عليهم، وينصاع التلاميذ لكلامه وأوامره؟

رفض المدير أن يعطيه حصصا للفصول المتقدمة، واكتفى بأن يمنحه بعض الحصص لفصول الصف الأول الثانوي، ولم يعترض محمد كمال ووافق على الفور على بدء عمله، غير أنه تنبه إلى حقيقة مهمة لم يكن ينتبه إليها، وهي أن وجهه يعطي انطباعا بأنه لايزال طفلا في إحدى المراحل الدراسية، وليس مدرسا، فقرر منذ هذه اللحظة أن يطلق شاربه، حتى يبدو أمام كل من يراه أنه رجل ذو هيبة، خاصة هؤلاء التلاميذ الذين اكتشف أنهم يفوقونه في الحجم.

البقية الحلقة المقبلة

الفنان عبدالعزيز أحمد

في بداية مشوار كمال الشناوي الفني كهاو للتمثيل كان أقرب أصدقائه هو الفنان عبدالعزيز أحمد الذي بدأ التمثيل من خلال الفرق الصغيرة في أواخر العقد الثاني من القرن العشرين، بعد أن كان يعمل موظفاً بالمجلس البلدي في مدينة الإسكندرية، غير أن الفن استهواه، فعمل في عدد من الفرق المسرحية، من بينها فرق "سلامة حجازي، وجورج أبيض، وعبد الرحمن رشدي"، ثم انتقل إلى القاهرة بشكل دائم، وعمل لدى علي الكسار، وكتب العديد من أغاني مسرحياته، كما شارك في كتابة بعض أزجال أوبريت "الباروكة"، ثم عمل في فرقة الريحاني وشارك في العديد من المسرحيات مع نجيب الريحاني، وعمل في فرقة رمسيس مع يوسف وهبي، وشارك في العديد من المسرحيات مثل "بنات الريف، وزوجاتنا، وزواج بلا حب، وابن الفلاح، والدكتاتور"، حيث لفت الأنظار بقوة، خاصة بعد مشاركته في أكثر من فيلم سينمائي منها "بواب العمارة، وعنتر أفندي" 1935، و"دنانير، وفي ليلة ممطرة، والعودة للريف" عام 1939، فطلبته الفنانة فاطمة رشدي للعمل معها في الفرقة التي بدأت في تكوينها للسفر للسودان في عام 1940.