سمير حبشي: لا أخلط بين رأيي ومصلحة العمل

نشر في 10-06-2016
آخر تحديث 10-06-2016 | 00:00
No Image Caption
بعدما كسب الرهان الرمضاني العام الماضي في {أحمد وكريستينا}، أنهى المخرج سمير حبشي تنفيذ مسلسله المحلي الرمضاني الجديد {وين كنتي؟} متوقّعاً نجاحاً كبيراً له أسوة بما حققه {أحمد وكريستينا}. كذلك ينهمك في إخراج المسلسل المحلي {الشقيقتان} الذي يضمّ نخبة من النجوم اللبنانيين.
حول أعماله الجديدة تحدّث إلى {الجريدة}.
أخبرنا عن «وين كنتي؟».

المسلسل من كتابة كلوديا مرشليان، إنتاج «مروى غروب»، بطولة: نقولا دانيال، ريتا حايك، كارلوس عازار، جويل داغر، جان قسيس، رندة كعدي، جناح فاخوري، انطوانيت عقيقي، آن- ماري سلامة، طوني عاد، علي الزين، نبيل عساف ومجموعة من الممثلين.

أي مستوى إنتاجي سنشهد في هذا المسلسل؟

ثمة متطلبّات يجب أن يوفّرها المنتج للعمل من دون زيادة أو نقصان. لا أؤمن بمستوى الإنتاجات إنما بمدى صدقيّة المسلسل وواقعيته في معالجة قصص الناس والمجتمع، وأن يكون نابعاً من البيئة الاجتماعية للجمهور، لا مسروقاً من فيلم أميركي أو برازيلي.

لماذا تغيّر عنوانه من «حب حرام» إلى «وين كنتي؟»

شكّل «حب حرام» عنواناً مبدئياً، قبل أن نستقر على عنوان أفضل يخدم المسلسل ويعبّر عنه، من هنا جاء التغيير.

إلى أي مدى يتماهى مع الواقع؟

هو مسلسل حقيقي، سواء من ناحية القصة أو القضايا المطروحة التي تدفع المشاهد إلى طرح تساؤلات والتفاعل مع شخصياته.

ماذا تقصد بقولك «مسلسل حقيقي»؟

عندما يتماهى المشاهد مع شخصيات المسلسل يضع نفسه مكانها في مواجهة أحداث قد تحصل في مجتمعه وبيئته، فلا تكون هذه الأحداث غريبة عن المشاهد وطريقة عيشه.

أي جو سيطغى على المسلسل، الطبيعة أم المدينة بزحمتها؟

تدور الأحداث في مدينة فقيرة، وفي منزل قروي يملكه رمزي، رجل غنّي ستّيني أرمل يتزوّج من «نسرين» التي تصغره بالعمر، ما سيُشكّل صدمة لابنه جاد ولحبيبته سيلا وللعائلة كلّها، لتبدأ بعدها معركة التخلّص من نسرين وإبعادها عن مزرعة العائلة. هذا المسلسل معاصر خلافاً لـ {أحمد وكريستينا} الذي تدور أحداثه في ستينيات القرن الماضي.

ما تفاصيل «الشقيقتان» الذي تصوّره في أجواء ستينيات القرن الماضي؟

المسلسل من كتابة كلوديا مرشليان و{إنتاج ايغل فيلمز» في أول تعاون بينهما. تدور الأحداث حول عائلة بحّارة تعتاش من بيع السمك، فيما تعيش العائلة الثانية التي تواجه مشكلات في منطقة الأشرفية في بيروت. نشهد في هذا المسلسل صراعاً بين شقيقتين متناقضتين في الفكر والشخصية. يضم نخبة من الممثلين الكبار والشباب من بينهم: جوزف بو نصار، رلى حمادة، رندا الأسمر، نهلة داوود، نادين الراسي، باسم مغنية، سارة أبي كنعان، زينة مكي، نيكولا مزهر، مازن معضم، طوني مهنا، ماري أبي جرجس، سيرينا الشامي، جمال حمدان، حسان مراد، جوي الهاني وغيرهم.

يقدّم العملان علاقات إنسانية معقّدة، ما الرسالة التي يوجهانها؟

مهمة أي عمل درامي هو دفع المشاهد إلى التفاعل مع الأحداث والشخصيات وطرح تساؤلات والتفكير كيف يتصرف لو وُجد مكان الشخصيات وواجه مثل هذه المشكلات.

خيارات ناجحة

أين توّظف اللغة السينمائية في الدراما؟

أُدخل دائماً اللغة السينمائية إلى الدراما مع التمييز بين جمهور الشاشة الصغيرة وجمهور الشاشة الكبيرة، فجمهور السينما يجلس في غرفة مظلمة أنظاره مسلّطة نحو الشاشة الكبيرة لمتابعة التفاصيل الدقيقة في الفيلم، بينما يتصرّف جمهور التلفزيون بحرية أكبر كونه جالساً في منزله متفلّتاً من أي قيد.

يضم العملان نخبة من الممثلين الذين هم نجوم وأبطال في الدراما، ما أهمية هكذا خيارات في نجاح أي عمل؟

السيناريو هو أساس القصة المكتوبة التي يتم اختيار الممثلين المناسبين للأدوار وفقها. من الضروري، في هذا الإطار، اختيار ممثلين أكفّاء بهدف تطوير الدراما لترتقي إلى المستوى العالمي، وعدم التهاون في هذه العملية، والتمييز بين الأدوار وتقسيمها على أساس دور مهم وآخر أقل أهمية، والمساومة لإحضار مبتدئين. من هذا المنطلق أدعو الممثلين الكبار، على غرار الممثلين العالميين، إلى قبول الأدوار كافة بغض النظر عن أهميتها في العمل، ليكون المسلسل متكاملا بجوانبه كافة.

غالبية الممثلين المشاركين معك في «وين كنتي؟» من خريجي معهد الفنون ومن طلابك، هل تحرص على إيلائهم الأولوية على حساب الممثلين الآخرين؟

أؤمن بهؤلاء الممثلين لأنهم موهوبون بغض النظر عما إذا كانوا طلابي أم لا. على كلٍ إذا نظرنا إلى المسلسلات المحلية نجد أن %80 من ممثلي الأجيال هم خريجو معهد الفنون. لذا لا دراما محلية من دون خريجي معهد الفنون.

هل يؤثر رأيك الشخصي بالممثلين في اختيار المشاركين في أعمالك؟

أبداً، قد أختار ممثلا لا أحبه على الصعيد الشخصي إنما مناسب للدور لأنني لا أخلط بين رأيي الشخصي وبين مصلحة العمل الذي هو فوق أي اعتبار.

«وين كنتي» و{الشقيقتان» كتابة كلوديا مرشليان، وأنتما تشكلان ثنائياً ناجحاً دائماً، ما الذي يلفتك في نصّها؟

هي موهوبة وجديّة ومهنيّة، تقوم بأبحاث معمّقة حول أي موضوع تكتب عنه مثلما يفعل الكتّاب العالميون، والواقع يؤكد ذلك.

هل بتنا نشهد أعمالا محلية متكاملة؟

يتفاوت مستوى الأعمال، ثمة الهابط والوسط والأعمال الجيّدة. برأيي طالما أن الدراما إبنة البيئة، يعني أنها مشابهة لحال المجتمع ولا تنفصل عنه أو عن الوطن وواقعه، في لبنان أمور جميلة وأخرى بشعة وهذا التوصيف ينطبق على الدراما.

أثبت المشاهد اللبناني في رمضان الماضي، وفق الإحصاءات، تفضيله العمل المحلي على الأعمال العربية المشتركة، ما السبب برأيك؟

أمر طبيعي لأن أي مشاهد في دول العالم يميل إلى العمل المحلي، لأنه يحب التماهي مع الشخصيات ورؤية صورته ومشاكله من خلال صورتها ومشاكلها.

هل تحسّن مضمون الإنتاجات العربية المشتركة أم ما زالت بعيدة عن المنطق والواقع؟

لا مشكلة على صعيد التقنيات أو مستوى الإنتاج، إنما في تبنّي قصة فيلم أجنبي لتحويلها إلى مسلسل من 30 حلقة، يتناول أحداثاً لامنطقية بعيدة عن مجتمعاتنا، يؤديها ممثلون من دول عربية مختلفة، بتركيبة غير صادقة. برأيي لو طُرحت قصة منطقية واقعية بتركيبة عربية ومستوى إنتاجي كبير لكان ذلك أفضل للدراما العربية.

هل من الخطأ فنياً التفكير بمبدأ تجاري عند تقديم هكذا أعمال؟

ما المانع في تقديم عمل عربي مشترك تجاري ضمن قصة واقعية غير مقتبسة من فيلم أجنبي؟ ما يحصل برأيي هو نوع من الجهل والأميّة.

هل يمكن أن تنفّذ عملا تجارياً إن لم تكن مقتنعاً بنصّه؟

أبداً.

بين الدراما والسينما

قدّمت سابقاً وثائقياً عن نظيرة جنبلاط، هل من فكرة لتقديم وثائقي جديد؟

عندما أقرر فيلماً معيناً أسعى من خلاله إلى إيصال فكرة ما للناس والتعبير عن رأي ما. من هنا أميل إلى مسلسلات جديّة تتضمن قضايا عميقة. لكن جمهور التلفزيون أصعب من جمهور السينما كونه يميل بغالبيته إلى الترفيه ولا يحب الأمور الجديّة، وينسحب ذلك على نسبة معيّنة من جمهور السينما. مع ذلك يجب أن نسعى دائماً لتقديم أعمال أكثر جديّة تهدف إلى تطوير الناس والمجتمع.

طالما أن الأساس هو السينما، هل ما زالت الدراما مجرد ممارسة للمهنة أم أصبحت شغفاً؟

تتغيّر الأمور بسرعة وكذلك العصر، أصبحت الدراما مماثلة في أهميتها للسينما ولا تمييز بينهما، لأنه بات بالإمكان طرح أفكارنا من خلالها كما نفعل في السينما.

لكن هل تلبي طموحاتك الفنيّة؟

من الصعب تلبية الطموحات بسرعة كونها تحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت.

مع دخول التطور التكنولوجي إلى تقنيات التصوير الدرامي، هل أصبحت المنافسة تصبّ في هذا الإطار؟

طبعاً، فالتقنيات التي كانت تُستخدم سينمائياً باتت تُستخدم في الدراما أيضاً، على صعد: الكاميرا والإضاءة والصوت، حتى أصبح الفارق بين الدراما والسينما مضمحلا تدريجاً. ما من شكّ في أنني استمتع بتوافر هذه التقنيات وأشعر بأن التلفزيون يقترب من السينما، لذا أوّظف اللغة السينمائية أكثر فأكثر في الدراما.

أُدخل دائماً اللغة السينمائية إلى الدراما مع التمييز بين جمهور الشاشة الصغيرة وجمهور الشاشة الكبيرة
back to top