يقف المدرب الوطني على المحك في الموسم الجديد، بعد ان طغى اختياره على أغلب الأندية، في ألعاب كثيرة، في مقدمتها كرة القدم، إذ أنهت عدة أندية عقود مدربيها الأجانب، بحجة عدم توافر ميزانيات.

يأتي هذا التوجه بحجة التقشف الذي حل بالاندية، إثر قرار الهيئة العامة للرياضة إلغاء صندوق التحفيز، وتكريس ميزانية الاحتراف الجزئي للاعبين فقط، كما أن الايقاف الرياضي المفروض على الكويت منذ اكتوبر الماضي أصاب أغلب الاندية بالاحباط، ليتراجع لديها طموح المنافسة، لاسيما ان نظام المسابقات في أغلب الالعاب غير مشجع، لاسيما كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى، حيث اتجه اتحاد الكرة الى دوري الدمج، ليكون الجميع، الكاسب والخاسر، سواسية في نهاية الموسم.

Ad

وتعقيبا على هذا، قال مدربون وخبراء كرويون: "رب ضارة نافعة"، وذلك لظهور كفاءات جديدة من المدربين الوطنين، متمنين أن يواكب هذا التوجه للاندية الدعم للمدرب الوطني.

وحذر الخبراء ان يكون اللجوء الى المدرب الوطني من باب الطوارئ فقط، وأن يترك وحيدا يصارع الامواج، الامر الذي قد يؤدي به إلى الفشل، والابتعاد عن الصورة التي وجدت في السنوات الماضية، حيث كانت الاندية ترى في المدرب الأجنبي الحل الأمثل في تطوير الفرق، والوصول بها إلى منصات التتويج.

وطالب الخبراء باللجوء الى تعزيز الاندية بموارد اخرى، وجذب الرعاة، لإحداث انتعاشة مالية من شأنها ان تصب في مصلحة الرياضة، شريطة ان تستخدم هذه المبالغ للصرف على تطوير الالعاب والمدربين والبنية التحية للاندية، كما طالبوا الدولة، ممثلة في هيئة الرياضة، بتسريع خطوات الاستثمار في الاندية، لأن ذلك يصب في مصلحة كافة الالعاب، وإلى مزيد من التفاصيل.

لا غنى عن الدعم

بداية، أكد المدرب الوطني محمد إبراهيم ان دعم أي مدرب، سواء كان محليا او أجنبيا أمر لا غنى عنه، للمضي قدما نحو الهدف المرصود.

وقال إبراهيم ان "المساحة الموجودة حاليا للمدرب الوطني أكبر، بسبب الظروف التي تمر بها الرياضة الكويتية، وهو أمر واقع على المدرب الوطني تقبله، ومحاولة الاستفادة منه، لتتراكم عنده الخبرات"، مطالبا كل مدرب وطني بحسن الاختيار، وتحديد الأهداف مبكرا مع إدارة النادي، قبل الدخول في دوامة المنافسات.

وأضاف: ان المدرب الوطني في الاندية المحلية يكون مطالبا اكثر من المدرب الأجنبي بتحقيق النتائج، وتحفيز اللاعبين، حتى في ظل ضعف الامكانات، لاسيما المادية.

وأشار إلى أن هناك أندية تلجأ للمدرب الوطني فقط في الأوقات الحرجة، وهو ما يقلل فرص نجاحه، في حين تتعامل أندية أخرى بصورة احترافية كبيرة، سواء كان المدرب وطنيا أوأجنبيا، موكدا أنه عاش هذا الأمر عندما استلم مهمة نادي الكويت، الأمر الذي ساعده في تحقيق طموحات النادي.

وأوضح إبراهيم أن هناك بعض الاندية كالقادسية، لديه عناصر مميزة من اللاعبين، وهذا أمر يساعد المدرب على النجاح، حتى لو غابت بعض المميزات الاخرى.

مدرب للطوارئ

من جانبه، رفض الخبير الكروي عبداللطيف الرشدان ان يكون المدرب الوطني مدربا للطوارئ فقط، مشيرا إلى أن اللجوء للمدرب الوطني في الأزمات مرقوض، لأنه لا يمنحه الفرصة المناسبة للعمل، ليظهر إمكاناته بالصورة المطلوبة.

وأضاف الرشدان ان دعم الاندية في خطواتها نحو الاستعانة بالمدرب الوطني امر مطلوب، بيد ان تقديم الدعم الكافي، من خلال الصفقات، والمعسكرات، وما شابه ذلك يعد ضروريا.

ووصف الرشدان الفرصة الحالية للمدربين الوطنين بالذهبية، شريطة أن تتوافر سبل النجاح، وعلى المدربين استغلالها بالصورة المثلى.

أجواء غير مناسبة

بدوره، اعتبر المدرب الوطني عبدالعزيز حمادة أن الأجواء المحيطة بالكرة الكويتية حاليا غير مؤاتية للدفع بالمدرب الوطني، مبينا أنه يفضل الابتعاد في الوقت الحالي، لاسيما ان نية دعم المدرب الوطني غير موجودة عند الكثير من الاندية.

وأضاف حمادة ان اندية كثيرة تسعى إلى التعاقد مع مدرب وطني، لتحمله إرثا ثقيلا دون تقديم أي دعم، وهو ما يحكم على التجربة بالفشل قبل البداية، مشيرا إلى ان هناك مدربين وطنين يضطرون إلى قبول المهمة، أملا في التعبير عن أنفسهم بصورة جيدة، لكنهم سيصطدمون بالواقع.

وطالب المدربين المقبلين على استلام مهام تدريبية خلال الموسم الجديد، بضرورة توخي الحذر، لاسيما ان ادارات الاندية لا ترحم حال الاخفاق، لانها لا تجد غير المدرب لتحمله المسؤولية.

«مشي حالك» سياسة مرفوضة!

قال مسؤول في إحدى الألعاب الجماعية (غير كرة القدم)، رفض الكشف عن اسمه، ان المعطيات التي من اجلها لجأت الاندية الى المدرب الوطني لا تبشر بالخير في ظل تعامل الاندية معه بطريقة "مشي حالك" وهو امر مرفوض.

وأضاف المسؤول ان اللجوء الى المدرب الوطني يوفر لكل ناد ما بين 70 و100 الف دينار، لانه يعفي الاندية من تكاليف السكن والسيارات، التي تمنح لكل مدرب اجنبي بحسب شروط العقد، مستغربا اعتماد الاندية على صندوق التحفيز لتغطية العجز في سد عقود المدربين، "فكيف كانت الهيئة تسمح باستغلال هذا الصندوق لغير الغرض المخصص له؟"

وكشف ان الكثير من الاندية خلال الفترة الماضية لجأ الى تقليص عدد الاداريين أيضاً، حيث تم تكليف بعض الاداريين بإدارة مرحلتين سنيتين في سبيل السعي لتوفير المبالغ المالية.