بعد أيام من إعلان انضمام قوات بريطانية إلى ساحة المعركة السورية، وتنفيذها عدة مهام إلى جانب «الجيش الجديد»، كشف مصدر في محيط وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن جنوداً فرنسيين يقدمون النصح لـ«قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، التي تقاتل تنظيم «داعش»، موضحاً أن «هجوم منبج بمحافظة حلب كان مدعوماً بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا».ودون أن يشير إلى أي تفاصيل عن عددهم، ذكر المصدر أن العسكريين الفرنسيين لا يتدخلون شخصياً ولا يقاتلون «داعش» بشكل مباشر، خصوصاً الموجودين في منبج.
وبينما لم تعترف فرنسا من قبل إلا بوجود 150 من القوات الخاصة في كردستان العراق، ألمح وزير الدفاع من قبل إلى وجود جنود مع رجال «المارينز» الأميركيين يساندون «قسد» في الهجوم على منبج. وقال لشبكة التلفزيون العامة، «يقوم الدعم على تقديم أسلحة ووجود جوي والمشورة».
اجتماع طهران
ومع تعقد المشهد واستمرار الحلفاء في العمل بشكل منفرد على الأرض، اجتمع وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان ونظيريه الروسي سيرغي شويغو، والسوري فهد جاسم الفريج في طهران أمس، لتنسيق المواقف وإعادة رص الصفوف وتنحية الخلافات، التي خرجت إلى العلن منذ فترة وعززها الاتهامات الإيرانية لموسكو بعدم التنسيق وعدم الدعم في معركة خان طومان بريف حلب الجنوبي، حيث تلقى الإيرانيون خسائر فادحة بسبب محاولتهم قيادة هجوم مع حلفائهم دون تنسيق مع موسكو. وفيما أكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن الاجتماع تناول «الوضع السوري وتقييم العمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب وضرب المجموعات الإرهابية»، أوضحت نظيرتها الروسية أن «الاجتماع الثلاثي يهدف إلى زيادة التنسيق والتعاون في سورية»، بالإضافة بحث سبل تعزيز التعاون في قتال تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة».لقاءات شويغو
وأفادت الوزارة بأن شويغو سيركز على الإجراءات ذات الأولية لتعزيز التعاون بين وزارات الدفاع في الدول الثلاث، مشيرة إلى أنه سيعقد عدداً من اللقاءات الثنائية المنفصلة مع وزيري الدفاع الإيراني والسوري، ستركز على مسائل الأمن الإقليمي والتعاون العسكري والفني الروسي - الإيراني والروسي - السوري.وبالإضافة إلى مشاركته في المشاورات الثلاثية واللقاءات المنفصلة، سيجتمع وزير الدفاع الروسي مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بحسب الوزارة."تقدم استراتيجي
وعلى الأرض، واصلت «قسد» شق طريقها إلى منبج، ذات الأهمية الاستراتيجية، لكونها تقع على طريق إمداد يربط «داعش» بمعقله في محافظة الرقة بالحدود التركية وتمكنت أمس، بحسب المتحدث باسمها وباسم المجلس العسكري شرفان درويش، من الوصول إلى آخر طريق رئيسي يؤدي للمدينة.وبعد انتزاعها 75 قرية ومزرعة، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قسد» حققت تقدماً استراتيجياً جديداً بدعم قوات «المارينز» بمحيط منبج وريفها وقطعت كافة الطرق الرئيسية بين منبج وحلب والرقة وجرابلس، وباتت على مسافة نحو 800 متر من طريق منبج -الباب- حلب وسيطرت نارياً عليها جميعاً.ووثّق المرصد مقتل 190 منذ بدء العملية في 31 مايو الماضي وحتى صباح أمس، مشيراً إلى خسارة «داعش»، الذي يستميت في الدفاع عن المدينة الاستراتيجية، 132 من عناصره، أغلبهم سوريون في ضربات التحالف الدولي والاشتباكات، إضافة إلى 21 من مقاتلي «قسد» أبرزهم قائد كتائب «شمس الشمال» فيصل سعدون الملقب بـ»أبوليلى».خطر وشيك
وإذ أكد أن الهجوم الشامل على منبج سيكون في غضون أيام، طمأن المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل كريس غارفر بأن قوات الرئيس بشار الأسد، التي أطلقت عملية هجومية باتجاه الرقة، لاتزال بعيدة عن «قسد»، ولا خطر وشيكاً من أي مواجهة بينهما.وبحسب مصدر عسكري سوري، فإن قوات النظام مدعومة من الطيران الروسي أصبحت على بعد 30 كم إلى جنوب غرب مدينة الطبقة، وهي تعمل على تثبيت مواقعها قبل مواصلة التقدم. وبالتزامن، تقدمت «قسد» باتجاه الطبقة من جهة الشمال، وتتواجد حالياً على بعد 60 كم شمال شرق المدينة بحسب مصادر محلية.إلقاء المساعدات
في غضون ذلك، اقترحت الولايات المتحدة على روسيا أمس الأول أن تستخدم طائراتها لإلقاء المساعدات جواً في حال واصلت دمشق عرقلة إمدادات الغذاء والدواء للمدن المحاصرة.واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر روسيا بعدم احترام التزاماتها في لقاء المجموعة الدولية لدعم سورية في 17 مايو، لدفع الأسد إلى دعم خطة الأمم المتحدة وضع جسر جوي لإنقاذ نحو 600 ألف يعيشون في 19 منطقة يحاصر 17 منها النظام، الذي سمح لاحقاً بإيصال مساعدات براً إلى داريا ودوما والمعضمية في ريف دمشق، بحسب المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك.بستان القصر
في هذه الأثناء، لم يتوقف النظام وروسيا عن قصف حلب وريفها منذ بدء شهر رمضان، حيث تناوبا على تنفيذ أكثر من 60 غارة أسفرت عن 50 وإصابة العشرات وتدمير 3 منشآت طبية وعدة مجازر آخرها شهدها فجر أمس حي بستان القصر، الذي استهدفه صاروخ أرض- أرض، بالتزامن مع إلقاء ألغام بحرية على مدينة عندان.وفي محاولة فاشلة لاستعادة بلدة الحميرة في ريف حلب الجنوبي، خسر الأسد أكثر من 50 من قواته والميليشيات الموالية له بينهم 3 إيرانيين، في مواجهة عنيفة مع فصائل «جيش الفتح»، للمرة الثانية في أقل من ثلاثة أيام.(دمشق، باريس، واشنطن-أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)