ذكرت مصادر صحية مطلعة، أن أعداد مرضى الإيدز من الكويتيين بلغت 300 مصاب، وفق آخر إحصاء لإدارة الصحة العامة قبل أسبوع، في حين تصل أعداد المصابين بالفيروس من الوافدين إلى نحو 1000 مصاب.

وقالت المصادر لـ"الجريدة" إن أعمار المصابين بفيروس نقص المناعة البشري (إيدز) تتراوح ما بين 25 و50 عاما، مشيرة إلى أنه يتم اكتشاف إصابتهم بالفيروس حينما يتقدمون للعمل، ويطلب منهم إجراء فحص الدم، أو عندما يقومون بالتبرع بالدم، أو حين يتقدمون لإجراء الفحص الطبي قبل الزواج، وبعضهم يتم اكتشاف إصابته عندما يدخل المستشفى، لمعاناته من مرض معيَّن، ويتم إجراء تحليل الدم له.

Ad

وأوضحت أنه حينما يتم التأكد من أن الشخص مصاب بالفيروس يتم تحويله إلى مستشفى الأمراض السارية، والقيام بالعلاج المناسب لهة.

وأكدت أن الكويت رائدة في ولادة أولاد غير مصابين بالفيروس من أمهات مصابات، لافتة إلى ولادة 46 طفلا بحالة جيدة من أمهات يحملن فيروس نقص المناعة. وقالت إن الوافد الذي يتم اكتشاف إصابته بالفيروس يتم إعطاؤه العلاجات المناسبة قبيل تسفيره إلى بلده لاستكمال العلاج.

توفير العلاج

وشددت المصادر على حرص وزارة الصحة على توفير العلاج والأدوية، طبقا لأحدث البروتوكولات العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية، لافتة إلى أن هذا العلاج يتوافر للمرضى جميعا، دون مقابل أو أدنى تفرقة بين مريض وآخر، مشددة على أن العلاج المتوافر في الكويت فعَّال، ويُوقف نشاط الفيروس داخل الجسم، ويقوي المناعة، وتتم متابعة فاعليته بالتحاليل باستمرار.

وأكدت المصادر الصحية، أن جميع القرارات والاتفاقيات الدولية تدعو إلى مكافحة الوصمة والتمييز وصون حقوق المصابين بالفيروس ضمن سياق حقوق الإنسان، وعدم معاملتهم باعتبارهم جناة، لأنهم في الواقع ضحايا للعدوى بالفيروس.

وشددت على أهمية حملات التوعية بمحاربة الوصمة والتمييز وصون حقوق المتعايشين، حيث كان لها دور إيجابي كبير في تقبل المجتمع لمريض الإيدز، مشيرة إلى أن المجتمع أصبح يتعامل إلى حد كبير مع المتعايشين بأسلوب أقل غلظة عن ذي قبل، وأقل حدة، وتلاشت علامات الوصمة والتمييز إلى حد كبير.

وأكدت المصادر أن الكويت من الدول السباقة عالميا في تطبيق البروتوكول العلاجي للأمهات الحوامل المصابات بالعدوى بفيروس الإيدز، حيث يتم إخضاعهن للعلاج طوال فترة الحمل وأثناء الولادة، ويؤدي ذلك إلى ولادة مواليد أصحاء غير مصابين بالفيروس، على عكس ما كان يحدث وما كان متوقعا من قبل.

وأشارت إلى أن تقريرا دوليا صادرا عن منظمة الصحة العالمية ذكر أنه في عام 2012 كانت الأسباب الرئيسة لوفاة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة من الذكور والإناث على الصعيد العالمي، هي الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق والإيدز والعدوى بفيروسه.

ولفتت إلى أن التقرير نفسه أشار إلى أن عدد وفيات المراهقين الناجمة عن الإيدز والعدوى بفيروسه زادت على مستوى العالم، وهذا يؤكد أهمية برامج الوقاية والتصدي للإيدز الموجهة للشباب والمراهقين من الجنسين ومتابعة تنفيذ قرارات منظمة الصحة العالمية بشأن صحة الشباب وصحة المراهقين، ومن بينها ما يتعلق بالوقاية من العدوى بالإيدز.

سياسات وقائية

وأكدت المصادر نجاح الكويت في تنفيذ السياسات الوقائية لحماية البلاد من خطر العدوى بالإيدز منذ اكتشاف أول حالة إصابة في البلاد في ثمانينيات القرن الماضي، وعلى سبيل المثال، فإن الفحوص الطبية وفحوص المختبرات للعمالة الوافدة قبل منحهم الإقامة بالبلاد، إلى جانب الفحوص الطبية على المتبرعين بالدم وقبل نقل الدم لضمان مأمونيته إلى جانب الإجراءات الأخرى، مثل الفحص الطبي قبل الزواج والفحص الطبي قبل الالتحاق بالعمل بالوظائف المختلفة، أدت إلى الوقاية من الإيدز، والحد من العدوى به، هذا إلى جانب تطبيق سياسات مشددة للتعقيم ومنع العدوى بالمستشفيات وعيادات الأسنان والمراكز الصحية، وهذه الحزمة من الإجراءات أدت إلى انخفاض معدلات الإصابة بالعدوى بالإيدز.

وشددت على أن الكويت كانت من أولى الدول التي أصدرت تشريعا مستقلا يتعلق بالوقاية من مرض الإيدز، وكان ذلك عام 1992، واعتبرت منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى، أن وجود قانون مستقل للوقاية من الإيدز يُعد نموذجا رائدا بين دول العالم.