يوم الأربعاء 18 مايو الماضي، ذهبت مع ولدي عبدالله إلى حفل زواج في أحد الفنادق الراقية في مدينة الكويت، وفي أثناء قيادتي للسيارة سألني ولدي: لماذا لا تقوم وزارة التربية بتدريس مادة الأخلاق في مدارسها؟ فسألته: لماذا؟ قال: بسبب السلوكيات والتصرفات الخاطئة التي أشاهدها يومياً من الشباب في الشارع، وفي المجمعات والأسواق وعند الجمعيات التعاونية، وهذه السلوكيات تتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. قلت له: مناهج التربية الإسلامية فيها فرع لدروس التهذيب لكنها قليلة جداً. والشيء بالشيء يذكر، ففي صيف سنة 1993م أعددت مادة تربوية بعنوان "الطفل المسلم المثالي" ركزت فيها على تربية الطفل على الأخلاق الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنّة، وتحتوي على الدروس التالية: الصلاة، الصدق، الأمانة، الصبر، الرحمة، المحبة، إفشاء السلام، التعاون، عدم السخرية والاستهزاء، العدل، مراقبة الله في السر والعلن، العفو عند المقدرة، عيادة المريض، آداب الطعام، أدب الحديث، تحريم الغيبة، النظافة، إتقان العمل، الإخلاص، الوفاء، سلامة الصدر، الحلم، الجود والكرم، العفاف، الحياء، الاتحاد قوة، اختيار الصديق. وعندما قدمت المادة إلى المشرف العام على الحلقة الدائمة لتحفيظ القرآن فرع الخالدية أعجب بها ووعدني خيراً، لكن عندما بدأت الدراسة في المركز الصيفي لم أجد مادتي في جدول الحصص "لحاجة في نفس يعقوب"! فما أحوجنا اليوم إلى تدريس مادة الأخلاق في مناهج وزارة التربية لأن التعليم بدون تربية كمصباح بلا نور، ولا يكون التعليم مفيداً إلا إذا اقترن بالتربية، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ويقول العالم محمد بن سيرين: "طلبت العلم من الإمام مالك عشرين عاماً، جعلتُ منها ثمانية عشر عاماً في طلب العلم، وعامين في طلب الأدب، فيا ليتني جعلت الأعوام كلها في طلب الأدب".محمد بن سيرين يتمنى لو كان العلم الذي تعلمه ممزوجاً بالتربية التي تزكي النفس وتسمو بالإنسان، وتهذب الأخلاق، وتسعد الإنسان في الدارين. وفي هذا السياق، قرأت في إحدى صحفنا المحلية أن الحكومة اليابانية أصدرت قرارات إلزامياً بتدريس مادة الأخلاق في المرحلة الابتدائية في عام 2018م، وذلك بسبب تدني الأخلاق عند بعض الطلبة، فمتى تتخذ حكومتنا الرشيدة ممثلة بوزارة التربية قرارات بتدريس مادة الأخلاق في رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية أسوة بالحكومة اليابانية، فنحن بالانتظار يا وزارة التربية.
* آخر المقال:يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيتفإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا"صح لسانك يا شوقي"
مقالات - اضافات
متى تُدرس الأخلاق يا «تربية»؟
11-06-2016