«فقه الضرورة»... وحدس!

نشر في 11-06-2016
آخر تحديث 11-06-2016 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم جاء في كتب التاريخ أن خليفة عباسياً كان يسير في أحد شوارع بغداد فلمح جارية بارعة الجمال تسير بصحبة رجل، فأمر بهما فمثُلا بين يديه فسأل الخليفة الرجل:

- من أنت ؟

- أنا عيسى بن جعفر.

- ومن هذه الفتاة؟

- إنها جاريتي.

- أتبيعها لي؟

- كلا، يا سيدي.

- إذاً سوف تهديني إياها!

- كلا، يا سيدي.

- أوتعرف من أنا؟

- نعم يا أمير المؤمنين.

- إذاً لمَ ويحك لا تبيعها ولا تهديها؟

- يا مولاي: لقد أقسمت لها على كتاب الله ألّا أفرط فيها ما حييت، وإذا حنثت في قسمي فسوف أطلق زوجاتي وأوزع أموالي!

• ولما سمع أمير المؤمنين ذلك أمر بهما للذهاب معه الى القصر، ثم طلب قاضي القضاة وشرح له أمير المؤمنين موضوع القسم الذي أقسمه الرجل لجاريته، وطلب إليه إيجاد مخرج شرعي لهذا القسم!

فالتفت القاضي لعيسى بن جعفر:

- قل لي يا عيسى: هل أقسمت عليها كلها، أم على نصفها؟

- كيف لي أن أقسم على نصفها أيها القاضي! أقسمت عليها كلها بالطبع!

• وهنا التفت القاضي الى أمير المؤمنين قائلاً:

- الحمد لله لقد فرج الله علينا بالحل يا أمير المؤمنين.

- كيف؟

- مادام عيسى بن جعفر قد أقسم عليها كلها، وليس على نصفها فسوف يهديك النصف، ويبيعك النصف الآخر! وبذا يكون في حلٍّ من قسمه وتطليق زوجاته وتوزيع أمواله!

• وخرج عيسى بن جعفر من قصر أمير المؤمنين من دون جاريته المحبوبة بحكم "فقه الضرورة".

***

• بقيت هناك مشكلة. يريد أمير المؤمنين الدخول بالجارية في نفس الليلة! فقال له القاضي:

- إن هذا لا يجوز شرعاً يا أمير المؤمنين، فلابد من انتظار أيام العدة!

فقال له أمير المؤمنين:

- إن الذي قسمها إلى نصفين أفلا يستطيع أن يقضي أيام العدة في ليلة واحدة؟

- في حالة واحدة يا أمير المؤمنين.

- وما هي؟

- أن تطلق إحدى زوجاتك الأربع، لتغدو زوجة لك، وهذا لا يحتاج الى انتظار أيام العدة، فتدخل بها حينما تشاء!

فأطلق أمير المؤمنين يمين الطلاق على إحدى زوجاته، وعقد له القاضي زواجاً جديداً وكله بحكم الشرع!

***

• وهكذا هم الإخوان المسلمون في الكويت!

فبعد الأيامين الغلاظ بعدم قبولهم دخول الانتخابات بالصوت الواحد، وتخوين من أخذ به، وأقاموا الدنيا وما أقعدوها في شوارع الكويت، نجدهم الآن قد لجأوا الى "فقه الضرورة" فأباحوا لأنفسهم الدخول في الانتخابات القادمة:

وستر الله الكويت من تفعيل "فقه الضرورة" تحت قبة عبد الله السالم!

back to top