استهدف تفجيران متزامنان، تبناهما «داعش»، منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وتسببا بمقتل 20 على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء الرسمية «سانا»، التي أفادت بأن الهجوم الأول نفذّه انتحاري بحزام ناسف عند مدخل بلدة السيدة زينب والثاني بسيارة مفخخة في شارع التين.

Ad

وتعرضت منطقة مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصداً للطائفة الشيعية ويقصده زوار من إيران والعراق ولبنان ويحاط بإجراءات أمنية مشددة، إلى عدة تفجيرات أكبرها أوقع 134 قتيلاً في فبراير، وبعده في 25 أبريل، وتسبب بمقتل سبعة وتبناهما تنظيم «داعش».

وكان المقام في صلب حملة تجنيد المقاتلين الشيعة من لبنان والعراق للقتال، حيث ترفع الميليشيات المدافعة عنه شعار «لن تسبى زينب مرتين» في إشارة إلى أحداث واقعة كربلاء.

حلب

وفي حلب، أسفر قصف لطيران الرئيس بشار الأسد عن مقتل 8 في بلدة أورم الكبرى بالريف الغربي، كما قام الطيران الروسي بأكثر من 25 غارة على أحياء باب الحديد، وجبل بدور والسكن الشبابي، والحيدرية، والشيخ خضر، والشيخ نجار، ومساكن هنانو، والكاستيلو، وبستان القصر، والميسر، والقاطرجي.

غارة أميركية

وفي إدلب، أقرّت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بقصف وحدة من المعارضة المعتدلة عن طريق الخطأ، موضحة أن «النيران الصديقة» طالت يومي 27 و28 مايو «لواء المعتصم» المدعوم منها في مدينة معرة النعمان.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن «البنتاغون» أن هذه الوحدة مدربة جيداً ومجهزة، مؤكدة أن هذا الحادث يعد النكسة الأخطر حتى الآن للجهود الأميركية في العمل مع «المعارضة المعتدلة».

وأكد رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم مصطفى سيجري أن الغرة أسفرت عن مقتل 10 من عناصر المجموعة كانوا يقاتلون «داعش».

وحينئذ، أشار بيان صادر عن الجيش الأميركي إلى أن مقاتلاته نفذت 3 غارات بالقرب من معرة النعمان، مستهدفة «اثنتين من الوحدات التكتيكية لداعش ودمرت عدة مركبات».

قاعدة فرنسية

وبعد مرور أيام على إعلانها مشاركة عناصر من قوات النخبة لتقديم الدعم والمشورة لتحالف سورية الديمقراطية (قسد) في مواجهة تنظيم «داعش» في الرقة ومنبج، شرعت القوات الفرنسية المرابضة في شمال سورية في بناء قاعدة عسكرية قرب كوباني.

ونقل موقع «روج آفا نيوز» الكردي عن مصدر مسؤول في قوات «قسد» أن القاعدة الفرنسية «أقيمت لتحتضن خبراء ومستشارين عسكريين فرنسيين موجودين هناك، أسوة بالأميركيين»، موضحاً أنها تقع على تلة «مشتة نور»، المطلة على كوباني من الجهة الجنوبية الشرقية.

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلامية كردية أن واشنطن جعلت من مطار أبوحجر، جنوب شرق مدينة الرميلان النفطية، قاعدة لها، مشيرةً إلى أن فنّيين أميركيين عملوا على توسعة المطار وتجهيزه بمدرجات مخصصة للطيران الحربي يصل طولها إلى 2500 متر.

معركة منبج

وبعيد تمكنها من قطع طرق إمداد «داعش» الرئيسية عبر الحدود التركية وتطويقها بالكامل، واصلت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، أمس، تقدمها بريف مدينة منبج على حساب «داعش» وانتزعت بدعم الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي، بحسب المرصد، نحو 100 قرية منذ بدء العمليات في 31 من مايو الماضي.

وأفاد المرصد بأن هذه القوات العربية- الكردية المشتركة وصلت إلى 16 كلم غرب مدينة منبج، هادفة للوصول إلى طريق الباب- الراعي الاستراتيجي، وبلدة قباسين بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد أن قطعت الطرق كافة من منبج وإليها، شمالاً نحو جرابلس الحدودية مع تركيا، ومن الجهة الجنوبية الشرقية نحو مدينتي الطبقة والرقة، وغرباً نحو مدينة الباب.

حصار ورعب

ونبّه المرصد إلى أن عشرات آلاف المدنيين باتوا محاصرين داخل منبج ويعيشون «حالة من الرعب» خوفاً من القصف الجوي المكثف للتحالف الدولي، لافتاً إلى أنهم «يعانون أوضاعاً إنسانية مزرية بعد توقف الأفران عن العمل، وشح المواد الغذائية، خصوصاً بعد قطع كافة الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة».

واعتبر موفد الرئيس الأميركي لدى التحالف بريت ماكغورك، أمس الأول، أن هجوم منبج يحرم «داعش» من طريق استراتيجي يربط بين معقله في الرقة وقلب أوروبا، موضحاً أن «منفذي اعتداءات باريس وبروكسل انتقلوا من الرقة إلى منبج ومن ثم إلى العواصم التي أعدوا فيها لهجماتهم».

تقاطع استراتيجي

وفي إطار هجومها المستمر منذ أسبوع بدعم جوي روسي، سيطرت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأول، على تقاطع طرق استراتيجي يؤدي إلى الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم، والذي يؤدي أيضاً إلى بلدة الطبقة الاستراتيجية، ووفق المرصد، فإن القوات الموالية للنظام باتت على بعد 15 كم من الطبقة.

ضم السجناء

في غضون ذلك، اتهم رئيس ائتلاف المعارضة أنس العبدة نظام الأسد بإطلاق سراح سجناء مقابل انضمامهم لقواته، مستشهداً بتقارير من سجن عدرا المركزي قرب دمشق، تفيد بأن «ما بين 100 و150 سجيناً أفرج عنهم بموجب هذه الترتيبات، لكنهم نقلوا مباشرة إلى خطوط القتال الأمامية في حلب والقامشلي، والنظام ينوي نقل المفرج عنهم إلى خطوط القتال الأمامية في مواجهة تنظيم داعش للحد من احتمالات انشقاقهم».

وقال العبدة، لوكالة رويترز، غداة تلقي مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا تأكيدات من موسكو ودمشق بأن «عدداً كبيراً من المحتجزين أفرج عنهم مع حلول شهر رمضان»، إن من أطلق سراحهم ليسوا سجناء سياسيين بل أكثرهم مدانون في قضايا جنائية ومخدرات.