أحب كمال الشناوي فاتنة أسيوط، التي كانت في مثل عمره تقريبا، وغرقا معا في الرومانسية، مكتفيا بأن يعرف منها اسمها المستعار "لولا"، ولم يشأ أن يثير غضبها بمحاولة معرفة أكثر من ذلك عنها بالبحث عن أصلها أو اسم عائلتها، كما لم تشأ هي أن تخبره، ولو بالقليل من الكثير الذي تخفيه عنه، واكتفيا بحب كل منهما للآخر، حتى أصبحت تملأ عليه دنياه الجديدة، ولم يكن هناك ما يخفف عنه وحشة الغربة، سوى محبوبته، التي ما إن عاد من إجازته من القاهرة، حتى وجدها، وعلى غير عادتها، تقف تنتظر أمام باب المدرسة، فهرع إلى عربة الحنطور بسرعة قبل أن يلحظ أحد وجودها:

* لولا... ايه اللي جابك هنا دلوقت

Ad

= كارثة... مصيبة يا كمال

* يا ساتر يارب... مصيبة ايه؟

= جوزي عرف أني على علاقة بواحد تاني غيره

* آه عرف إزاي... ايه يا نهار أسود... انت متجوزة أصلا... إزاي وامتى وفين ومين؟

= مش مهم كل ده... المهم انه عرف... واحد من الموظفين اللي عنده شافنا وبلغه

* بلغه بإيه... عرف أنا مين؟

= لا هو قاله إنه شافني مع واحد أفندي، لأن الدنيا كانت ليل ماشافش ملامحك كويس

* طب الحمد لله... ايه آه.

= ايه؟! يعني هو ده اللي يهمك بس؟

* لا مش قصدي... أنا بس بدي أسالك انت ليه خبيتي عليَّ أنك ست متجوزة.

= ماكنش ينفع أقولك... بس مش هي دي المشكلة بس.

* قولي قولي... لسه فيه مصايب تاني؟

= أيوا... أصله مصر أنه يطلقني.

* ده أقل واجب... ويبقى كرمك جدا.

= مش مهم... الطلاق أنا كنت بتمناه من زمان... لكن المصيبة أنه ها يحرمني من ابني.

* يا نهار أزرق ومهبب.. أنت كمان عندك ابن؟

= أيوا.

* أيوا إيه حرام عليك.. أنت ليه عملتي فيَّ وفي نفسك كده؟ أنا مش ممكن استمر في المهزلة دي أبدا... إحنا لازم نقطع علاقتنا فوراً.

= كمال انت بتقول ايه... أنا مش ممكن استغنى عنك.

* انت اللي بتقولي ايه... تستغني ايه واستغنى ايه بعد اللي قولتيه ده. أنا عمري ما كنت ندل ولا إنسان معدوم الضمير.

= صدقني يا كمال انت الحب الوحيد في حياتي... ولو سبتني هانتحر... هاموت نفسي.

* أشرف لينا إحنا الاتنين أننا ننتحر ونموت نفسنا ولا اننا نخون راجل مالوش ذنب غير أنه ادالك اسمه.

الحب المُحَرم

لم يكن كمال يتصور أن تنتهي أجمل قصة حب رومانسية، هذه النهاية المأساوية، فكانت صدمته كبيرة بفتح مخزن أسرار محبوبته، عندما علم أنها زوجة أحد كبار "أعيان" أسيوط، والذي يكبرها بأكثر من عشرين عاما، وأنجب منها ابنه الوحيد، والذي لم يكمل عامه العاشر بعد، فضلا عن عائلتها الكبيرة أيضا من أكبر عائلات أسيوط، فقرر كمال أن يقطع علاقته بها فوراً، رغم محاولاتها المتكررة والحذرة، لمطاردته، إلا أنه لم يستسلم لضغوطها، أو لمشاعره، لتتحول حياته من السعادة المفرطة إلى جحيم لا يطاق، فلم يجد أمامه سوى العودة إلى حبه الأول الرسم، ليخرج من خلاله كل عذاباته وإحباطاته.

عاد كمال لنشاطه في إحياء الحفلات الموسيقية والغنائية والتمثيلية، ولم ينقذه من هذه الحالة إلا عندما زارت الأميرة شويكار "مبرة محمد علي" بأسيوط، لتفقد أعمال المبرة، التي نصبت رئيسا لها مدى الحياة، إضافة إلى أنها رئيسة شرف لمؤسسة مدينة فاروق الأول الجامعية.

كان في شرف استقبال الأميرة مدير المديرية الشاعر عزيز باشا أباظة، الذي أوكل إلى كمال الشناوي إعداد حفل استقبال يليق بتشريف سموها، فأعاد تقديم مسرحية "قيس ولبنى" لكن كمخرج لا ممثل، واجتهد في إقامة حفل يليق بوجود الأميرة، ووضح ذلك من انطباعها في نهاية الحفل، عندما اقترب كمال الشناوي منها ليصافحها:

= برافوا شناوي أفندي... انت فنان هايل.

* دي شهادة اعتز بها سمو البرنسيس.

= قوللي شناوي أنا زي ما عرفت انت من مصر.

* أيوا سموك وموجود هنا لتدريس الرسم.

= برافوا... برافوا... ومش ناقصك حاجة شناوي... لك طلبات.

* في الواقع أنا ليَّ طلب أتمنى أن سموك تنظري فيه.

= خير شناوي... قول.

* أنا كان ليَّ رجاء عند سموك لو أمكن يعني.

= قول ولد... عايز عزبة.

* لا لا خالص سموك... أنا بس كنت عايز اتنقل مصر جنب أسرتي.

= بس كده... اعتبر النقل حصل ولد شناوي.

مع نهاية العام الدراسي لعام 1946، كان قد تم أمر الأميرة شويكار بنقل كمال الشناوي إلى مدرسة "الإبراهيمية" بالقاهرة، حيث كان آخر ما أمرت به الأميرة، فلم تمر عدة أشهر على نقل كمال، إلا وتوفيت الأميرة شويكار، وكأن القدر أرسل بها إلى أسيوط لتقوم بهذه المهمة قبل رحيلها، وقبل أن ينتهي الشهر، كان قد لحق به عزيز باشا أباظة إلى القاهرة، بعد أن تم تعيينه في "مجلس الشيوخ".

عودة للفن

عاد كمال إلى حي السيدة زينب ليعيش في بيت العائلة، والأهم أنه عاد إلى صحبة الأصدقاء القدامى من الفنانين، سواء التشكيليين، أو هواة التمثيل، الذين وجد أن كلا منهم يحاول أن يشق طريقه تجاه التمثيل، سواء من خلال المشاركة في أعمال مسرحية، أو حتى في السينما التي بدأت تفتح ذراعيها للشباب، رغم أن ما يقدمونه أدواراً صغيرة، لا ترقى إلى الأدوار الثانوية، باستثناء صديقه فريد شوقي، الذي حرص على دراسة التمثيل في المعهد الذي أنشأه زكي طليمات، وبدأ يشارك في العديد من الأعمال المسرحية، وبعض الأدوار القصيرة في السينما، غير أن كمال كان يرى السينما من منظور مختلف، يتمرد على ما يراه من أعمال سينمائية، ويضع السينما الأميركية نصب عينيه، وأنه إذا كان لابد له من أن يقدم سينما، فلابد أن تكون على هذا الدرب، أضف إلى ذلك أنه لا يرى في البطلات اللاتي يشاهدهن على شاشة السينما المصرية، من يرى فيها البطلة التي يمكن أن يقف أمامها، وهو ما لم يعجب صديقه فريد شوقي:

= يا عم حد طايل... أنا مستعد أقف قدام آسيا ولا ماري كويني ولا حتى بهيجة حافظ في دور خدام.

* أنا ماقلتش حاجة... كلهم فنانات عظيمات... لكن علشان جيلنا يشتغل في السينما لازم يكون له البطلات بتاعته.

= طب ماهم موجودين... عندك فاتن حمامة... أهي لسه طالعة وعندها حضور حلو أوي... وكمان راقية إبراهيم... وعندك ليلى مراد.

* فاتن كويسة أوي طبعا بس لسه محتاجة تظهر شوية. وراقية دي عاملة زي البسكوتة... رقيقة فعلا، وعملت حاجات كويسة... أما ليلى مراد فدي فعلا هانم السينما المصرية... أنا حاسس أن أنور وجدي حابسها في سكة واحدة، رغم أنها فنانة عالمية يطلع منها حاجات عظيمة.

= يعني انت مش شايف في نجمات السينما غير الجمال بس.

* لا طبعا... بس الجمال للمرأة شيء مهم جدا. يا أخي ده فيه ممثلة هاتجنن بيها. نفسي أقف قدامها لو ساكت بس اتفرج عليها.

= ودي مين دي المتيم بيها أوي كده.

* الممثلة اللي اسمها لولا صدقي... دي بصراحة باعتبرها فتاة أحلامي.

= فتاة أحلامك مرة واحدة.

* أيوا لأنها على اسم "لولا" وشكلها.

= لولا مين؟

* إيه... آه لا... ماتاخدش في بالك.

= ماخدش بالي. حاضر... المهم انت قررت تعمل ايه.

* مش عارف. أنا رجعت لتدريس الرسم... واديني مستني فرصة.

= وتستنى الفرصة ليه... ما تروحلها.

* مش فاهم تقصد ايه.

= اقصد أنك تروح تقابل زكي طليمات... أكيد ممكن يشغلك في الفرقة القومية.

* تاني... بستة جنيه.

= عندك بديل؟

فكر كمال الشناوي في كلام فريد شوقي، وقرر أن يتصل بالفعل بالمخرج زكي طليمات، عميد معهد التمثيل، وما إن سمع صوته في الهاتف، حتى حدد له موعداً على الفور، وذهب بالفعل لمقابلته:

= اسمع يا واد يا كمال... انت حظك من السما.

* أنا متشكر أوي يا أستاذ ربنا يخليك... بس ستة جنيه في الشهر مش الحظ اللي ينزل من السما؟

= لا ماتخافش... مش هاقولك اشتغل في الفرقة القومية تاني... أنت هاتشتغل في السينما.

* ايدي على كتفتك يا أستاذ.

= شوف فيه شركة إنتاج سينمائي جديدة... أنا باشرف عليها... الشركة دي عايزة وجوه جديدة.

* وأنا جاهز من دلوقت يا أستاذ.

= لا مش على طول كده... اللي بيشرف على الوجوه الجديدة مخرج اسمه عبدالفتاح حسن. بيعملهم اختبار كاميرا. وكمان بيدربهم على التمثيل للسينما. طبعا انت فاهم أن التمثيل قدام كاميرات السينما غير التمثيل على المسرح.

* طبعا طبعا... فاهم... واعرف افرق بين التمثيل في السينما والمسرح. بالعكس أنا متابع أحدث أساليب التمثيل في السينما الأميركية.

* خلاص خلي الكلمتين اللي عندك قولهم قدامه، لأنه ها يعملك مقابلة شخصية.

حكم بالفشل

حدد زكي طليمات موعداً لكمال الشناوي لمقابلة المخرج عبدالفتاح حسن، وفي الموعد دخل الشناوي، فوجد عبدالفتاح حسن يجلس، أشار له بيده ليقف أمام الكاميرا، وطلب منه أن يقف بالجنب، ثم في مواجهة الكاميرا، وأن يستدير، ثم يضحك، ويرفع أحد حاجبيه، وينظر نظرة شر، ثم نظرة رومانسية، ثم يضحك، ما أثار ضيق كمال، وشعر أن ما يقوم به لا يمت للتمثيل بصلة، فتحفز ضد المخرج قبل أن يبدأ الحديث معه، وقرر بينه وبين نفسه أن يستعرض أمامه معلوماته عن التمثيل، وما تقوم به السينما الأميركية، وقبل أن يبدأ المخرج في طرح الأسئلة عليه، بادره كمال بثقة:

* تسمح لي بسؤال.

= المفروض أنك جاي تتسأل مش تسأل... ومع ذلك اتفضل.

* اسمح حضرتك لي أنا ملاحظ أن الحاجات اللي طلبت مني أني أعملها قدام الكاميرا حاجات بدائية أوي. السينما كان ممكن تعتمد عليها من عشرين سنة.

= ياه... كده... سيادتك شايف ان الحاجات دي بقت موضة قديمة.

* مش مسألة موضة، لكن السينما دلوقت علم، وكل يوم بتقدم الجديد.

= وسيادتك عرفت الجديد ده فين؟

* أنا متابع جيد للسينما في أوروبا وأميركا والسينما الأميركية النهاردة بتعتمد على الأداء الواقعي حتى في الرومانسية. شوفت مثلا فيلم "إتز وندر فول لايف" بتاع جيمس ستيوارت، ودونا ريد، للمخرج فرانك كاربرا، شيء بديع ورائع، حتى الكوميديا بيقدموها مختلفة... زي فيلم "زوجة الأسقف" بتاع كاري غرانت، وديفيد نفين.

= ياه... ده انت ثقافتك السينمائية أميركية... وعلى كده بقى انت شاركت في أفلام أميركية ولا مصرية.

* لا في الحقيقة دي أول مرة.

= يبقى أكيد أخرجت شيء للسينما.

* لا برضه... يمكن أكون أخرجت بعض التجارب للمسرح وأنا في أسيوط... لكن سينما ماسبقليش.

= أمال واجع دماغي وعمال تديني محاضرة في الأداء والإخراج وسينما مصرية وسينما أميركية، واللي يسمعك يقول إنك خبرة سينمائية نادرة، وانت بالكتير ممكن تتفرج على سينما، وعمرك ما عديت من قدام كاميرا... ولا هاتعدي.

* مش فاهم يا فندم تقصد تهيني؟

= لا يا سيدي اقصد أنك ماتصلحش للتمثيل بالمرة... ولا حتى كومبارس صامت.

* ده رأيك الشخصي... لكن أحب أقولك إن رأي الأستاذ زكي طليمات عميد أول معهد تمثيل في الشرق، أني ممثل هايل... ونجحت على 200 ممثل اتقدموا للفرقة القومية وأنا اللي رفضت أوقع معاهم عقد... وكمان الأستاذ حلمي رفلة أكيد تعرفه... عرض عليَّ بطولة فيلم من إنتاجه... وأنا اللي رفضت.

= أنا بقى بنصحك تروح تقبل عقد الفرقة القومية... ولا تشوف الأستاذ حلمي رفلة لسه شايلك البطولة اللي وعدك بيها وتوافق فوراً، لأن من غير الفرصتين دول عمرك ما ها تبقى ممثل.

لم يرد كمال الشناوي على كلامه، بل نظر للمخرج عبدالفتاح حسن نظرة تحد.. وخرج غاضبا، فخرج خلفه المخرج زكي طليمات، واستوقفه ليهدئ من غضبه، غير أن كمال شعر بإهانة كبيرة، فيما راح زكي طليمات لا يستطيع السيطرة على نفسه من الضحك:

* هو الأستاذ ده بيعاملني كده ليه يا أستاذ زكي؟

= تفتكر لما مخرج بيعمل اختبار لوجه جديد ويقف الوجه الجديد يديله محاضرة في الإخراج المعاصر... ويفهمه يعني أيه إخراج.. ممكن يكون رد فعله إيه؟

* أيوا بس أنا كنت بقول رأيي... أنا ماتعودتش أكون منافق.

= ماحدش قالك تبقى منافق... لكن مش لازم صراحتك تبقى لدرجة أنك تطعن الراجل في حرفته... فكان لازم يحطم غرورك.

* بس أنا مش مغرور.. أنا واثق من قدراتي.

= وثقتك دي يا شناوي إما تخليك تبدأ حياتك الفنية نجم كبير.. وإما تخليك كده طول عمرك... تتكلم عن السينما والفن بشكل نظري.

خرج كمال الشناوي من شركة "الفيلم المصري" وقد لعن السينما ومن يريد أن يعمل بها، وفي طريق عودته، قرر ألا يطرق أبواب السينما مرة أخرى، وأن يتفرغ لعمله مدرساً للرسم، ولممارسة رسم اللوحات، وأن ينسى السينما والتمثيل للأبد، مستنكرا أن يعمل في مثل هذه الأجواء المسمومة، وراح يحدث نفسه بالعديد من الأسئلة والأفكار التي تتداعى على رأسه، متسائلا: كيف يكون هناك فنان، من المفترض أنه يتمتع بحس فني عال بعد عدة تجارب قدمها للسينما المصرية، ويسهم بشكل مباشر في هدم مستقبل وجه جديد، لمجرد أنه اختلف معه في الرأي، أو أراد أن يدلي برأيه دون نفاق؟ وإذا كانت هذه هي البداية، فماذا يخبئ له المستقبل؟ فمن المؤكد أن الوسط السينمائي به أكثر من عبدالفتاح حسن، وكل منهم يريد أن يكون هو الوحيد الذي يفهم والذي يقرر، ولابد له من السمع والطاعة، وإلا فسيضع العراقيل والقيود في طريقة، وسيعمل على هدم مستقبلي قبل أن أبدأ!

قرر كمال الشناوي بعد أول مواجهة مع المخرج عبدالفتاح حسن، أن يؤثر السلامة ويبتعد عن السينما، بل وعن فن التمثيل بشكل عام ويتفرغ للفن التشكيلي.

البقية الحلقة المقبلة

عبدالفتاح حسن

يعد المخرج عبدالفتاح حسن أحد الرعيل الأول من مؤسسي السينما في مصر، إذ بدأ حياته الفنية في إدارة مسرح رمسيس عام 1930، ومثل للمسرح والسينما، ثم التحق للعمل باستديو مصر عام 1936، وعمل فيه مساعدا للمخرج الألماني فريتر كرامب في أفلام "الحل الأخير، وداد، لاشين"، ثم بدأ حياته كمخرج 1942 بفيلم "محطة الأنس"، ثم توالت أعماله فقدم ستة أعمال أخرى، "ليلة الحظ، وأول الشهر" عام 1945، وفي العام التالي 1946 قدم أربعة أفلام "أنا وابن عمي، عواصف، الغيرة، وعدو المرأة" قبل أن تختاره شركة "الفيلم المصري" ليشرف على أول أفلامها.

الأميرة شويكار

تعتبر الأميرة شويكار من أشهر أفراد الأسرة المالكة في مصر منذ كانت الزوجة الأولى للملك فؤاد والد الملك فاروق، وأنشأت جريدة نسائية عام 1945 باسم "المرأة الجديدة"، وكانت تستقبل العديد من الشخصيات المهمة في قصرها، يوم الأحد من كل أسبوع، فيما عرف باسم "صالون الأحد"، حيث تفرغت للأعمال الخيرية والأنشطة النسائية، وهي ابنة الأمير إبراهيم فهمي باشا، ووالدتها الأميرة نجوان هانم أفندي، حفيدة أحمد رفعت باشا، الابن الأكبر لإبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، تزوجت الملك فؤاد في عام 1895 بينما كان لايزال أميرا، قبل أن يصبح سلطان مصر، ثم أول ملك للبلاد، ورثت عن والدها ثروة كبيرة من المال والعقارات والأراضي، لها أخوان هما، الأمير وحيد الدين، والأمير سيف الدين، وأنجبت من فؤاد الأمير إسماعيل، الذي مات قبل أن يبلغ سنة من عمره، كما أنجبت منه الأميرة "فوقية"، وبعد طلاقها من الأمير فؤاد تزوجت من الأمير إلهامي حسين باشا، ثم سيف الله باشا يسري، وأنجبت البرنس "وحيد يسري" ومحمد وحيد الدين، و"لطيفة هانم" التي تزوجت من أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، ولكنها طلقت منه بسبب نازلي أم فاروق، التي كانت تكن لها ولوالدتها عداء كبيرا، بينما كانت شويكار تحب فاروق، وهو أيضا يكن لها احتراما كبيرا، ربما أكثر من والدته نازلي، لذا كانت تقيم حفلين سنوياً الأول، في رأس السنة الميلادية، والثاني 11 فبراير من كل عام، عيد ميلاد الملك فاروق، إضافة إلى إشرافها على حفلات "مبرة محمد علي"، في كل ربوع مصر.