• متى بدأت الدولة بدعم الفرق؟

لي مع الفرق الشعبية ما يقارب 30 عاماً، ومعي أحمد باقر وسعود الراشد، وثمة لجنة شكلت في عام 1958 من أعضائها أحمد البشر ومحمد بن جاسم المضف وحمد الرجيب وسعود الراشد وأحمد العدواني.

Ad

جئتهم عام 1959، من الأحمدي حيث كنت أعمل هناك، ثم انتقلت للعاصمة، بعد أن طلبني أحمد باقر، وهو الرئيس ومعنا شادي الخليج وغريد الشاطئ، وكنا نمتلك استوديو بجانب الكنيسة في الديرة، والمقر عبارة ثلاث «شبرات» واحدة لرقابة السينما والثانية الإحصاء، والثالثة للفنون الشعبية وفيها هذا الاستوديو، نجتمع كل ليلة فيه ويقوم حمد الرجيب وسعود الراشد واحمد باقر بأنشطتهم في تلحين الأعمال الغنائية للشباب.

• إلى أين انتقل مقركم؟

في عام 1964 انتقلنا إلى بيت المرزوق في منطقة القبلة بجانب دائرة الجنسية قديماً، بعدها إلى الخالدية قصر خالد العبدالله، ثم المسرح الشعبي في منطقة الشامية، وهو مسرح الشامية حالياً بجانب الداخلية، وأخيراً بيت البدر، ومكثنا فيه لمدة 20 عاماً إلى يوم تقاعدي عام 1989، وقد أصبح المقر الآن ديوانية.

وكل النواخذة والبحارة والفنانين كانوا يجتمعون يومياً وعددهم يقارب 150 إلى 200 شخص، وثمة دار لكبار السن، وكل يوم إما عزف على العود أو النهمة. كان الشيخ جابر يوصيني على الرعيل الأول.

• متى بدأ الدعم؟

بدأ الدعم منذ أن كان مقرنا بجانب الكنيسة، حيث قلت للرجيب، لدينا مصاريف شاي وعشاء، فصرفوا لكل فرقة 300 دينار، وكنا سبع فرق (بن حسين، العميري، الرندي، الفنطاس، أولاد عامر، الحبيتر، زايد) ثم انضمت إلينا فرقة معيوف.

ومنذ ثلاثة أعوام ذهبنا إلى سمو الشيخ ناصر المحمد حيث كان رئيساً لمجلس الوزراء، لزيادة الدعم المالي للفرق الشعبية، 3 آلاف دينار ليست كافية لمصروفات الديوانية والبروفات والعشاء.

قدموا إلينا بعض الأراضي لبنائها، لكن ليس بمقدور أعضاء هذه الفرق القيام ببنائها، فيفترض أن تبنيها الحكومة، فسبق أن قدم أرضاً في فنيطيس ثم سحبوها لاحقاً، وذهبت الفلوس سدى وخسارة، ولم يتم التعويض عليهم، بعدها تم منح إحدى الأراضي في الصباحية على وعد ببنائها، سجلت ثلاث فرق، ولم يحدث شيء.

• ماذا عن تاريخ الفرق الشعبية في الكويت؟

ما أعرفه قديماً، وبالتحديد في عشرينيات القرن الماضي، أن أهل الكويت لا يبقون فيها كثيراً، ولا توجد فرق شعبية، لكن «المجدمي» وهو من البحارة لديه عدة خاصة يأخذ عليها أجرا آخر، قدره «ربع قلاطة» من البوم، إذ يقوم بحمل آلاته الإيقاعية كاملة، التي تتكون من طبلين، ومن 5 - 6 طارات وطويسات وغيرها.

فنون بحرية

• هل كانت الفنون البحرية هي الطاغية على الفنون البرية قديماً؟

نعم، كانت متداولة بشكل أكبر، حيث تقدم في الفنون البحرية 30 فناً، على سبيل المثال عند «شيلة الباورة» هناك ثلاثة أجزاء، منها «التقصيرة»، التي ينادي بها النوخذة لقصر حبل المرساة بنهمة: «يا سيد المرسلين/ اشفع لنا كل حين/ واشفع لنا يوم الشدايد/ يا مول الغايبين». وإذا كانت أطول يقول النوخذة «فوق» ينهم بموال، وإذا المسافة أبعد يقول «دواري».

أما في «الخطفة»، التي تعني رفع الشراع، فهناك نوعان: اليامال (ثقيلة) وبدينا (خفيفة)، ويوجد نوعان من اليامال، الأول يسمى محرقي (إذا كان ضد الماء والهواء) والآخر راكد.

ومن الفنون الأخرى، هناك الدواري، الياهي، السنغني، الراس طبل، الشبيتي.

أنس الراحة

• ما الفن الذي يقدم أثناء الراحة في رحلة السفر؟

تقدم فنون العدساني، والحدادي، وأصوات، وعدني، لكن ليس بشكل يومي، وكانوا يطلقون عليها اسم «أنس»، أثناء وجودهم على ظهر السفينة «البوم» في البحر، كما يضعون إضاءة، التي تعرف بـ»اللوكس» وقتذاك، ويطبخون العشاء، وأحياناً يكون معهم مطرب، مهنته الغناء فقط، يخصص له أجر عبارة عن قلاطة ونصف القلاطة أو قلاطتين.

• ماذا تحمل من حكايات بهذا الشأن؟

قال المرحوم خالد الشاهين: لقد حملت من زنجبار «ذرة»، لإيصال هذا الحمل إلى دار السلام، ولم يسبق أن دخلت خور دار السلام، جاءني «تك» يريد أن يدخل، فجهزت له أداة «القلص»، ونزلنا حمولة الذرة، بعد ذلك قمنا بعملية تنظيف شاملة للبوم، وفي تلك الأثناء جاءني أحدهم وقال لدينا عرس لابن حضرمي، وهو تاجر من أهل دار السلام، وأنتم معزومون.

وأضاف: كان معي مطرب الزنجباري أحمد وسبعة فنانين من عيال المهنا ونهامة، وفي ليلة الجمعة صعدنا إلى «لوري» ومعهم عدتهم، وصاحب العرس مد لنا سفرة العشاء وفيها الكثير من اللحم، ثم بدأنا السمرة من خلال فن بحري، وقدمنا بعدها بمصاحبة العود أصواتا وفنا يمنيا، وعند انتهائنا أردنا العودة إلى البوم، وفي الطريق اعترضنا جيب الإنكليز، سألونا من أين أتيتم؟ فأجبناه: من زواج فلان، قال: هل أنتم من جماعة خالد الشاهين، قلنا: نعم، فقال لدينا خبر بذلك، إلى أن وصلنا إلى البوم، وكان أبوالمعرس يرسل لنا في كل صباح خروفا مسلوخا و»يلة» فواكه وأخرى خضار، لمدة أسبوع.

السنغني وراس الطبل

• متى يقدمون فن «السنغني»؟

البحارة لا ينهمون السنغني و»راس طبل» إلا أثناء وصولهم إلى الساحل، أو بعد تفريغهم الحمولة في السفر.

وعلى المجاديف و»الخطفة و»الجيب»، إذا أرادوا أن يخطفوا قال النوخذة «اضرب صل»، ويقف النهام قائلاً: «هيه يا هيه»، فيردون :»يا الله»، والنهام :»يا الله والكريم»، يردون: «يا الله»، والنهام: «يا رحمن يا رحيم»، ويردون: «يا الله»، النهام: «مسافرين متوكلين على الله/ سرنا اتكلنا على الله/ ربي عليك اتكالي».

أول فرقة في الكويت

• ما هي أول فرقة في الكويت؟

كان لدينا في الكويت رجل مسن يدعى اللنقاوي، يزف «المعاريس»، ومعه عيال ابن حسين، وهذه أول فرقة في الكويت، وهي مختصة بزفة «المعرس»، وهناك فرقة الرندي وعيال عامر.

أهل الكويت من الرجال يمضون في الديرة أسبوعاً فقط، حيث لا يبقى فيها إلا النساء والمسنون والأبناء، يأتي من السفر ينتظره الغوص، والعكس صحيح. الغوص 4 أشهر، والسفر 9 أشهر إلى السواحل، وما بين 7 - 8 أشهر السفر إلى الهند.

ظهور بن حسين

• ما الفرق التي ظهرت بعد «اللنقاوي»؟

بعدما توفي اللنقاوي، ظهرت فرقة بحرية أخرى هي بن حسين، التي انتقلت إلى منطقة الدعية، إضافة إلى فرق أخرى، في ستينيات القرن الماضي تكونت فرقة «العميري» منا نحن جيل الشباب في ذلك الوقت، ثم جاء الكبار، وتسلم كل شيء أبوالعميري وعمه النهام.

وعندما زعل معيوف من بن حسين، جاء إلى فرقتنا، ثم أسس فرقته الخاصة. أما فرق السامري، من أهل المرقاب، فعددها 4 فرق، منها الحبيتر وفيروز.

• هل توجد فرق نسائية؟

الفرق النسائية المهنا (أهل عودة المهنا، عندما توفيت أم عودة تسلمت مكانها سعادة البريكي، وبعد وفاتها جاءت عودة)، والجيماز (من بينهن أم عنتر، وآخر فنانة اسمها تركية الجيماز). وبالنسبة لفن المالد، فهناك فرق خاصة من النساء، وأخرى للرجال، مثل الدوب (محمد الدوب).

متى تأسست جمعية الفنانين الكويتيين؟

تأسست جمعية الفنانين الكويتيين بمدينة الكويت والمسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تحت رقم -12- أندية وجمعيات نفع عام في 9 يوليو عام 1963، وقام بتأسيس الجمعية: الأديب أحمد بشر الرومي، الفنان عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج)، الفنان عبدالله الخريبط، الأديب عبدالله خلف، الفنانة عودة المهنا، الفنان محمد النشمي، الفنان أحمد باقر، الفنانة مريم الغضبان، الفنان سالم الفقعان، الفنانة أمينة البريكي (أم زايد)، الفنان والشاعر عبدالرحمن الضويحي، الملحن د. يوسف الدوخي، الفنان الشعبي حمد محمد بن حسين، الفنان الشعبي عبدالله المزيعل، الشاعر عبدالله الحبيتر، الفنان الشعبي شارع الرندي، الفنان الشعبي محمد العميري، وأنا.