«هارون الرشيد» يتلصَّص على الجارية «أنيس الجليس»

نشر في 12-06-2016 | 00:05
آخر تحديث 12-06-2016 | 00:05
في الحلقة السابعة من «ألف ليلة وليلة»، نستكمل مع شهرزاد قصة الأمير علي نور الدين، ابن الوزير الراحل الفضل بن خاقان، مع الجارية “أنيس الجليس”، وهما تركا مصر فراراً من ظلم الوزير ابن ساوي، وركبا أول سفينة مقلعة إلى بغداد، وهناك تجولا في الشوارع إلى أن وصلا إلى بستان، تعرفا إلى صاحبه الطيب الشيخ إبراهيم.
سمع نور الدين والجارية «أنيس الجليس» كلام الشيخ، وجاء لهما الرجل بأطيب الأكل، وطلب علي نور الدين شراباً وظلا يعزمان على الشيخ ليشرب معهما حتى سكروا ثلاثتهم، بينما كان الخليفة يظن أن القصر الذي يقيم فيه الشيخ لا تتوقف فيه الصلوات. وبينما أراد الخليفة في هذه الليلة أن يزور القصر، ليصلي، كانت الخمر قد لعبت برؤوس الجميع.

لما كانت الليلة الثالثة بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن نور الدين لما سمع كلام الشيخ، وقام هو وجاريته، ودخلا معه البستان، فإذا بابه مقنطر عليه كروم، وأعنابه مختلفة الألوان: الأحمر كأنه ياقوت، والأسود كأنه أبنوس، والأبيض كأنه اللؤلؤ. وقد أينعت فيه الثمار، وغرّدت الأطيار على غصون الأشجار، فالهزار يترنم بأعذب الألحان، والقمري ملأ بصوته المكان، والشحرور كأنه في تغريدة إنسان، والفاخت كأنه شارب نشوان وفي البستان من كل فاكهة زوجان، والمشمش ما بين كافوري ولوزي ومشمش خراسان، والبرقوق كأنه شفاه الحسان، والقراصية تفتن بمنظرها كل إنسان، والتين جمع أحسن الألوان، والورد والزهر كاللؤلؤ والمرجان، والبنفسج كالكبريت دنا من النيران، وهناك الآس والخزامى وشقائق النعمان، وقد ضحك ثغر الإقحوان، ونظر النرجس إلى الورود بعيون السودان، والنهر في خرير، والطير في هدير، والريح في صفير. ثم دخل بهما الشيخ إبراهيم القاعة المغلقة فابتهجا بحسن ما فيها من اللطائف الغريبة. 

وجلس الثلاثة في بعض الشبابيك فتذكر نور الدين ما قاساه، وقال: والله إن هذا المكان ذكرني بما مضى، وأطفأ من كربي جمر الغضا. ثم قدّم الشيخ إبراهيم لهما الأكل، فأكلا كفايتهما ثم غسلا أيديهما، وجلس نور الدين مع جاريته ينظران إلى الأشجار وقد حملت سائر الأثمار، ثم التفت إلى الشيخ إبراهيم وقال له: يا شيخ إبراهيم أما عندك شيء من الشراب؟ فجاءه بماء بارد فقال له نور الدين: ما هذا بالشراب الذي أريده. فقال له: أتريد الخمر؟ أعوذ بالله منها، إن لي 13 عاماً ما فعلت ذلك لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لعن شاربها وعاصرها وحاملها. فقال له نور الدين: خذ هذين الدينارين واركب هذا الحمار، وقف به بعيداً وأي إنسان وجدته اطلب منه أن يشتري بالدينارين خمراً وحمله لنا على الحمار، وحينئذ لا تكون شارباً ولا حاملاً ولا عاصراً ولا مشترياً، ولا يصيبك شيء!

ضحك الشيخ إبراهيم من كلامه وقال له: والله ما رأيت أظرف منك، ولا أحلى كلاماً. فقال له نور الدين: نحن صرنا محسوبين عليك، وما عليك إلا الموافقة فأت لنا بجميع ما نحتاج إليه. فقال له الشيخ إبراهيم: يا ولدي هذا كراري قدامك، وهو الحاصل المعد لأمير المؤمنين، فأدخله وخذ منه ما شئت فإن فيه فوق ما تريد، فدخل علي نور الدين الحاصل، فرأى فيه أواني من الذهب والفضة والبلور، مرصعة بأصناف الجواهر، فأخرج منها ما أراد وسكب الخمر في البواطي والقناني، وصار هو وجاريته يشربان.

ثم جاء الشيخ إبراهيم لهما بالمشموم وقعد بعيداً عنهما، فلم يزالا يشربان وهما في غاية الفرح، حتى تحكّم فيهما الشراب واحمرت خدودهما وتغازلت عيونهما واسترخت شعورهما، فقام الشيخ إبراهيم وقعد في طرف الإيوان، فقال له علي نور الدين: يا سيدي بحياتي تقدم عندنا. وملأ قدحاً ونظر إلى الشيخ إبراهيم وقال له: اشرب حتى تعرف ما لذة طعمه. فقال الشيخ إبراهيم: أعوذ بالله، إن لي 13 سنة ما فعلت شيئاً من ذلك، فتغافل عنه نور الدين وشرب القدح ورمى نفسه في الأرض وأظهر أنه غلب عليه السكر. عند ذلك نظرت إليه أنيس الجليس وقالت له: يا شيخ إبراهيم انظر كيف عمل معي، إنه دائماً هكذا، يشرب وينام وأبقى أنا وحدي لا أجد لي نديما ينادمني على قدحي، فإذا شربت فمن يعاطيني، وإذا غنيت فمن يسمعني؟ فقال لها الشيخ وقد مالت نفسه إليها: لا ينبغي للنديم أن يكون هكذا، فملأت قدحاً وقالت له: بحياتي لا ترده وأجبر خاطري. مد الشيخ إبراهيم يده وأخذ القدح وشربه، وملأت ثانياً ومدت إليه يدها به، وقالت له: يا سيدي بقي لك هذا. فقال لها: والله لا أقدر أن أشربه فقد كفاني الذي شربته. فقالت له: والله لا بد منه، فأخذ القدح وشربه، ثم أعطته الثالث فأخذه وأراد أن يشربه وإذا بنور الدين قد نهض قاعداً. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

الشيخ إبراهيم

لما كانت الليلة الرابعة بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن نور الدين لما نهض قاعداً، وقال للشيخ إبراهيم: أي شيء هذا؟ أما حلفت عليك من ساعة فأبيت؟ فقال الشيخ إبراهيم وقد استحى: والله مالي ذنب وإنما هي شددت عليّ... فضحك نور الدين، وقالت الجارية له سراً: اشرب ولا تحلف على الشيخ إبراهيم حتى أفرجك عليه. فجعلت الجارية تملأ وتسقي سيدها وسيدها يملأ ويسقيها، ولم يزالا كذلك مرة بعد مرة فنظر إليهما الشيخ إبراهيم وقال لهما: أي شيء هذا؟ وما هذه المنادمة؟ لم لا تسقيانني وقد صرت نديماً؟ فضحكا من كلامه، ثم شربا وسقياه، وما زالوا في المنادمة إلى ثلث الليل.

عند ذلك قالت الجارية: يا شيخ إبراهيم، هل تأذن لي أن أوقد شمعة من هذا الشمع المصفوف؟ فقال لها: قومي ولا توقدي إلا شمعة، فنهضت وأوقدت ثمانين شمعة، وبعد ذلك قال نور الدين للشيخ إبراهيم: قم وأوقد قنديلا، فقام وأوقد ثمانين قنديلاً. عند ذلك رقص المكان، فقال لهما الشيخ إبراهيم وقد غلب عليه السكر: أنتما أجرأ مني. ثم نهض وفتح الشبابيك، وجلس معهما يتنادمون ويتناشدون الأشعار وابتهج بهم المكان.

واتفق أن الخليفة كان في تلك الساعة جالساً في الشبابيك المطلة على ناحية الدجلة في ضوء القمر، فلما رأى ضوء القناديل والشموع ساطعاً في القصر الذي في البستان، عجب من ذلك وقال: عليّ بجعفر البرمكي. فلم تمض إلا لحظة وحضر جعفر بين يديه، فقال له معاتباً: يا جعفر أتخدعني ولا تعلمني بما يحصل في مدينة بغداد؟ فقال له جعفر: ما سبب هذا الكلام؟ فقال: لولا أن مدينة بغداد؟ فقال له كان قصر الفرجة مبتهجاً بضوء القناديل والشموع. نظر جعفر إلى جهة البستان، فوجد القصر كأنه شعلة نار، نورها غلب على نور القمر، وأراد أن يعتذر عن الشيخ إبراهيم الخولي فقال: يا أمير المؤمنين، إن الشيخ إبراهيم كان قد طلب مني منذ أسبوع أن أستأذن له في أن يختن أبناءه في القصر، فقلت له: افرح بأبنائك فيه وإن شاء الله أجتمع بالخليفة وأعلمه بذلك، وقد نسيت أن أعلمك.

قال له الخليفة: كان لك عندي ذنب، فصار لك عندي ذنبان لأنك أخطأت من وجهين، الأول أنك ما أعلمتني بذلك، والثاني أنك ما بلغت الشيخ إبراهيم مقصوده، فإنه ما جاء إليك وقال لك هذا الكلام إلا تعريضاً بطلب شيء من المال يستعين به على مقصوده، فلم تعطه شيئاً ولم تعلمني حتى أعطيه، وإني وحق آبائي وأجدادي ما أقضي بقية ليلتي إلا عنده، فإنه رجل صالح يتردد إليه المشايخ ويحتفل بالفقراء ويواسي المساكين. وأظن أن الجميع عنده في هذه الليلة، فلا بد من الذهاب إليه لعل واحداً منهم يدعو لنا دعوة يحصل لنا بها خير في الدنيا والآخرة، وربما يحصل له نفع في الأمر بحضوري ويفرح بذلك هو وأحباؤه. فقال جعفر: يا أمير المؤمنين إن معظم الليل قد مضى، وهم في هذه الساعة على وشك الانفضاض. فقال الخليفة: لا بد من الذهاب عندهم.

ثم نهض الخليفة على قدميه، وقام جعفر بن يديه، ومعهما مسرور الخادم، وخرج الثلاثة من القصر، وهم في زي التجار إلى أن وصلوا إلى البستان المذكور، وكان بابه مفتوحاً إلى هذا الوقت على غير عادته، ثم دخلوا إلى أن انتهوا إلى آخر البستان، ووقفوا تحت القصر فقال الخليفة: يا جعفر أريد أن تسأل عليهم قبل أن أطلع عندهم حتى أنظر ما عليه المشايخ من النفحات وواردات الكرامات فإن لهم شؤوناً في الخلوات والجلوات، لأننا الآن لم نسمع لهم صوتاً ولم نر لهم أثراً.

ثم نظر الخليفة فرأى شجرة جوز عالية فقال: يا جعفر أريد أن أطلع على هذه الشجرة فإن فروعها قريبة من الشبابيك وأنظر إليهم. طلع الخليفة فوق الشجرة ولم يزل يتعلق من فرع إلى فرع حتى وصل إلى الفرع الذي يقابل الشباك فوقف فوقه ونظر من شباك القصر، فرأى صبية وصبياً كأنهما قمران، ورأى الشيخ إبراهيم قاعداً وفي يده قدح وهو يقول: يا سيدة الملاح، الشرب بلا طرب غير فلاح، ألم تسمعي قول الشاعر:

أدرها بالكبير وبالصغير

وخذها من يد القمر المنير

ولا تشرب بلا طرب فإني

رأيت الخيل تشرب بالصفير

وهنا أدرك شهر زاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

الصياد

لما كانت الليلة الخامسة بعد المئتين، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة لما رأى القدح في يد الشيخ إبراهيم، قام عرق الغضب بين عينيه ونزل وقال: يا جعفر، أنا رأيت شيئاً من كرامات الصالحين، فاطلع أنت الآخر على هذه الشجرة وانظر لئلا تفوتك بركات الصالحين.

لما سمع جعفر كلام أمير المؤمنين صعد إلى أعلى الشجرة، وإذا به يرى علي نور الدين والجارية والشيخ إبراهيم في يده القدح، فلما عاين تلك الحالة أيقن بالهلاك، ثم نزل فوقف بين يدي أمير المؤمنين، فقال الخليفة: يا جعفر، الحمد لله الذي جعلنا من المتبعين لظاهر الشريعة المطهرة، وكفانا شر تلبيسات الطريقة المزورة. فلم يقدر جعفر أن يتكلم من شدة الخجل.

ثم نظر الخليفة إلى جعفر وقال: يا ترى من أوصل هؤلاء إلى هذا المكان، ومن أدخلهم قصري؟ ولكني لم أر مثل هذا الصبي وهذه الصبية حسنا وجمالاً وقدا واعتدالاً. فقال جعفر: صدقت يا أمير المؤمنين. فقال: اطلع بنا على هذا الفرع لنتفرج عليهم، فطلع الاثنان على الشجرة ونظرا، فسمعا الشيخ إبراهيم يقول: يا سيدتي قد تركت الوقار بشرب العقار، ولا يلذ ذلك إلا بنغمات الأوتار. فقالت له أنيس الجليس: يا شيخ إبراهيم، والله لو كان عندنا شيء من آلات الطرب لكان سرورنا كاملاً.

لما سمع الشيخ إبراهيم كلام الجارية نهض قائماً، وغاب قليلا ثم عاد ومعه عود، فتأمله الخليفة فإذا هو عود إسحق النديم، فقال الخليفة لجعفر: والله إن غنت الجارية ولم تحسن الغناء لأصلبنكم كلكم. أما إن أحسنت الغناء فإني أعفو عنهم وأصلبك أنت، فقال جعفر: اللهم اجعلها لا تحسن الغناء حتى تصلبنا كلنا فيؤانس بعضنا بعضاً... فضحك الخليفة.

ثم تناولت أنيس الجليس عود إسحق النديم وأصلحت أوتاره، وضربت ضربا يذيب الحديد، ويفطن البليد، وجعلت تنشد هذه الأبيات:

أضحى التنائي بديلا من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا

بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا

شوقا إليكم ولا جفت مأقينا

يا جنة الخلد أبدلنا بسدرتها

والكوثر العذب، زقوما وغسلينا

كأننا لم نبت والوصل ثالثنا

والسعد قد غض من أجفان واشينا

فقال الخليفة: والله يا جعفر، عمري ما سمعت صوتاً مطرباً مثل هذا، فقال جعفر: لعل الخليفة ذهب ما عنده من الغيظ، قال: نعم... ثم نزل من الشجرة هو وجعفر وقال له: أريد أن أطلع وأجلس عندهم وأسمع الصبية تغني قدامي. فقال: يا أمير المؤمنين إذا طلعت عليهم ربما تكدروا، وأما الشيخ إبراهيم فإنه يموت من الخوف. فقال الخليفة: يا جعفر لا بد من أن تعرفني حيلة أحتال بها لمعرفة حقيقة هذا الأمر من غير أن يشعروا باطلاعنا عليهم. ثم إن الخليفة هو وجعفر ذهبا إلى ناحية الدجلة وهما متفكران في هذا الأمر، وإذا بصياد يصطاد تحت شبابيك القصر، وكان الخليفة قد نبّه على الشيخ إبراهيم بمنع الصيادين من الصيد في ذلك الموضع، فمنعهم، واتفق في هذه الليلة أن جاء صياد يسمى كريما، ورأى باب البستان مفتوحاً، فقال لنفسه: هذا وقت غفلة، ثم أخذ شبكته وطرحها في البحر وصار ينشد هذه الأبيات:

يا راكب البحر في الأهوال والهلكة

اقصر عناك فليس الرزق بالحركة

أما ترى البحر والصياد منتصب

في ليلة ونجوم الليل محتبكة

قد مد أطنابه والموج يلطمه

وعينه لم تزل في كلكل الشبكة

حتى إذا بات مسروراً بها فرحا

والحوت قد حط في فخ الردى حنكه

وصاحب القصر أمسى فيه ليلت

منعم الباب في خير من البركة

وصار مستيقظا من بعد رقدته

لكن في ملكه ظبيا وقد ملكه

سبحان ربي يعطي ذا، ويمنع ذا

بعض يصيد وبعض يأكل السمكة

لما فرغ من شعره، إذا بالخليفة يقف عنده وكان يعرفه فصاح به: ما تصنع هنا يا كريم؟ فلما سمع صوته وعرف أنه الخليفة، ارتعدت فرائصه وقال: والله يا أمير المؤمنين ما استهزأت بالمرسوم، ولكن الفقر والعيلة حملاني على ما ترى. فقال له الخليفة: اصطد على بختي. فتقدم الصياد وقد فرح فرحاً شديداً، وطرح الشبكة وصبر إلى أن أخذت حدها وثبتت في القرار، ثم جذبها إليه فطلع فيها من أنواع السمك مالا يحصى... ففرح بذلك الخليفة وقال له: يا كريم اقلع ثيابك. فقلع ثيابه وكان عليه جبة فيها مئة رقعة من الصوف الخشن، وفيها من البراغيث ما يكاد أن يغمر بها وجه الأرض... كما خلع عمامته من فوق رأسه، وكان له ثلاث سنين لم يحلها، بل وكان إذا رأى خرقة لفها عليها.

لما قلع الجبة والعمامة خلع الخليفة من فوق جسمه ثوبين من الحرير الإسكندراني والبعلبكي، وملوطة وفرجية، ثم قال للصياد: خذ هذه والبسها. ثم لبس الخليفة جبة الصياد وعمامته، ووضع على وجهه لثاماً، وقال للصياد: رح أنت إلى شغلك. فقبل الصياد رجل الخليفة وشكره، وأنشد هذين البيتين:

أو ليتني مالا أقوم بشــــــــــــــــــكره

وكفيتني كل الأمور بأســـــــــــــرها

فلأشكرنك ما حييت وإن أمت

شكرتك عني أعظمي في قبرها

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى حلقة الغد

علي والجارية هربا إلى بغداد وجلسا في ضيافة الشيخ الزاهد إبراهيم

أنيس الجلوس تناولت عود إسحق النديم وأصلحت أوتاره

أمير المؤمنين يجبر جعفر البرمكي على اصطحابه إلى قصر الشيخ الزاهد فيصاب بالصدمة
back to top