«الزراعة» تكافح آفات النخيل بـ «الإدارة المتكاملة».. وتدعو لمكافحة التصحر بـ «التعاون»

نشر في 12-06-2016 | 11:38
آخر تحديث 12-06-2016 | 11:38
No Image Caption
أعلنت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية اليوم الأحد تطبيقها لتجربة الإدارة المتكاملة للآفات ضمن مشروع تطوير أشجار النخيل بدولة الكويت بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا).

وأكد مدير إدارة الإرشاد الزراعي بالهيئة المهندس غانم السند في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اهتمام الهيئة بتطوير ودعم زراعة أشجار النخيل المثمرة في الكويت وتحسين ظروف زراعتها ومكافحة آفاتها وأمراضها من خلال البرنامج الوطني لتطوير وإكثار النخيل.

وأوضح السند أن هذه التجربة تهدف إلى استخدام الوسائل المختلفة والضرورية الآمنة والوسائل الزراعية المناسبة للحد من انتشار الآفات والأمراض التي تصيب أشجار النخيل في دولة الكويت.

وأضاف أن التجربة تهدف أيضاً إلى التقليل من استخدام المبيدات الكيماوية الى أضيق الحدود منعاً للتلوث البيئي وحفاظاً على الصحة العامة عبر استخدام المفترسات والمتطفلات والتقنيات الحيوية للحد من انتشار الآفات الزراعية للحصول على منتج آمن.

وذكر أن الهيئة قامت بحصر الآفات والأمراض التي تصيب أشجار النخيل بمناطق مختلفة في الكويت مثل الوفرة والعبدلي والشاليهات والصليبية وكبد وبعض المناطق السكنية لا سيما آفة سوسة النخيل الحمراء والحميرة والدوباس وحفار العذوق والعناكب مع تحديدها المكان والوقت والظروف الجوية لعملية الحصر.

وأشار إلى أن عملية الحصر شملت أيضاً تحديد شدة الإصابة بالآفات المختلفة وحصر أهم المفترسات والمتطفلات التي تؤثر على الآفات التي تصيب أشجار النخيل بالمناطق المختلفة لدولة الكويت.

وبيّن أنه تم اختيار منطقة محددة المساحة وتحديد أعداد النخيل بها لتطبيق الإدارة المتكاملة للآفات، لافتاً إلى أنه تم وضع مصائد (فرمونية) و(كرمونية) للتجربة لتحديد نسبة الإصابة بالآفات خصوصاً سوسة النخيل الحمراء ووضع ألواح صفراء ومصائد ضوئية مع حصر للآفات الموجودة.

وقال إنه تم استخدام بعض أنواع (النيماتودا) والبكتيريا والفطريات المتخصصة في المكافحة بعد عملية الحصر إضافة لبعض المبيدات الحيوية والطبيعية في المكافحة وبعض المواد الطبيعية مثل الكبريت الميكروني والكبريت البودر مع الاهتمام بالعمليات الزراعية من تنظيف وري وتسميد بصفة مستمرة.

وأكد السند أن الهيئة تضع تنمية وتطوير زراعة النخيل المثمر بمختلف أصنافه لاسيما الجيد منه والمرغوب لدى المواطنين على رأس أولوياتها واهتماماتها وسياستها وخططها وبرامجها الحالية والمستقبلية لتنمية الثروة النباتية في البلاد.

وأفاد بأن أشجار النخيل المثمرة تعد ثروة قومية ومصدراً غذائياً في دول الخليج العربي وتحتل زراعتها مكانة اقتصادية عالية فضلاً عن دورها الفعّال في مقاومة التصحر لتحملها الظروف البيئية القاسية، مبيناً أن نسبة نخيل التمر المزروع في الدول العربية يُعادل 72 في المئة من أشجار النخيل في العالم.

التصحر

من جانب آخر، أكدت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية أهمية التعاون الشامل بين كل الجهات الفاعلة والأفراد للحد من ظاهرة التصحر التي تعد من أخطر المشاكل البيئية على مستوى العالم.

وقال نائب المدير العام لشؤون الثروة النباتية بالهيئة المهندس فيصل الصديقي أن منظمة الأمم المتحدة تدعو للتعاون الشامل لتحييد تدهور الأراضي من خلال احتفالها باليوم العالمي لمكافحة التصحر هذا العام بشعار (معاً نشرك الناس في حماية الأرض واستصلاحها).

وأضاف أن تحديد الأمم المتحدة يوماً للاحتفال بمكافحة التصحر وهو 17 يونيو من كل عام يأتي للتذكير بخطورة هذه الظاهرة التي طغت وتعدت الحدود ومن أجل مناقشة الوسائل التي يجب اتباعها للحد من تفشيها، لافتاً إلى أن 8 في المئة من مساحات الصحارى في العالم تقع ضمن حدود الوطن العربي.

وذكر أن التصحر في مفهومه العام يعني تعرض الأرض للتدهور مما يؤدى إلى فقد الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها مما يؤدي في النهاية إلى فقدان الأرض لقدرتها الانتاجية وتزيد مساحاتها الصحراوية مع مرور الزمن بعد فقدانها للطبقة السطحية التي تنمو عليها النباتات.

وبيّن أن التصحر يحدث أيضاً في المناطق القريبة من البحار حيث يؤدي الإسراف في استهلاك المياه الجوفية إلى تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية لتعويض الماء الجوفي المستهلك فتزيد نسبة الملوحة في الآبار مما يتسبب في تملح التربة عند استخدامها للري مثلما هو حاصل في الكويت.

وأوضح أن مواصلة الضغط على الأراضي الزراعية وتحميلها أكثر من طاقتها يؤدي في النهاية الى تدهور انتاجيتها وتمدد مساحات الصحراء.

وحول جهود هيئة الزراعة في هذا المجال أفاد الصديقي بأنها تعمل من خلال قطاعاتها المختلفة على الحفاظ على الأرض من التدهور وتوسيع الرقعة الزراعية والغطاء النباتي والمحافظة على التنوع الحيوي لضمان الوصول للتنمية المستدامة كهدف أساسي من أهداف الهيئة الواردة في قرار تأسيسها.

وأشار إلى مواصلة الهيئة جهودها لتحقيق تلك الأهداف من خلال تنفيذ العديد من المشاريع البيئية عبر عقد الشراكات مع كل الجهات المعنية سواء الداخلية أو الخارجية.

وعدد الصديقي بعض الأنشطة التي تقوم بها قطاعات الهيئة المختلفة في هذا المجال ومنها انشاء حقول الأمهات للنباتات البرية كمصدر رئيس لبذور الأمهات ومشروع اعادة الغطاء النباتي باستزراع المحميات الطبيعية المسيجة.

ولفت إلى طرح مناقصة انشاء مختبر مركزي للنباتات البرية والتوسع في مشاريع التحريج وزيادة الرقعة الزراعية الانتاجية للمحافظة على الغطاء النباتي.

وذكر الصديقي أن الهيئة تتبع بعض الوسائل لدرء مخاطر التصحر منها اقامة الحواجز الدفاعية لمصدات الرياح وتثبيت الكثبان الرملية وتطوير الغطاء النباتي الطبيعي واستغلال محطات تنقية المياه في ري مزروعات مشاريع التحريج واكثار النباتات الفطرية التي تكافح التصحر.

وأكد حرص الهيئة على القيام بدورها التوعوي في هذا الصدد من خلال ما تنظمه من محاضرات تثقيفية ودورات تدريبية للمواطنين اضافة إلى شراكتها مع مدارس وزارة التربية لتوعية طلبة المدارس في هذا المجال وغيره من المجالات الزراعية.

back to top